وكالة أخبار المرأة - 8/1/2025 3:31:04 PM - GMT (+3 )

كنتُ أعبرُ غاباتِ لم أتأمّل نشأتها،
ولم أذُق عُشبَهَا
حينها يَحضُنني رذاذٌ
كأنّهُ يُغسلُ ظنوني من ملوحةِ البحرِ البعيدْ.
ثمَّةَ نهرٌ
يتلو تعاويذَهُ على جناحِ سنونو
يمشي بخطى المرافئ التي لا تُنادي باسمي،
لكنَّها تفتحُ لي أبوابَ الزَّهرِ
بمكرٍ لا يُفسَّر
البَيَاضُ هنا أكثرُ صدقًا من وجهي،
حتَّى الغيماتِ
تنحَتُ أنفاسَها في الجِبَالِ
كأنَّهَا لم تَسمعْ صَيْحَةَ جدّي حين ضاعَ في القيظْ
أُحدِّثُ الرِّيحَ بلغةٍ فُقدتْ من فمِي
فلاَ هي تُنكرنِي
ولاَ أنَا أعرفُنِي
في ظلِّ أشجارٍ لا تُثمرُ الوجع
لكنَّها تُلقي بظلٍّ طويل
على الذَّاكِرةِ المُثقلةِ بمَا لاَ يُقَال
في السَّاحَاتِ
رأيتُ أطفالًا يحملونَ خُبْزًا لا يَعرِفُ طَعْمَ القَمحِ الجبَليّ
وأرصفةً تُنكرُ خُطَايَ
كأنّنِّي وَصمةٌ قديمة
في مرآةٍ جُدِّدتْ بأناقةٍ لا تُصدّق
وحينَ أفَقْتُ
كانَ تمثالٌ ينظرُ إليّ باحترامٍ بارع
كأنّهُ يعرفُ كم خبّأتُ من مواويل
في قُماشةِ قلبي المطرَّزةِ بالحنَّاء
أنا لستُ هنا،
ولا هناك،
أنا ظلُّ حكمةٍ هشّة
نُقشتْ على جدارٍ
لم يُفلح في طمسِ نبرةِ الرَّمْلِ
الآتية من جهةِ النِّسيَان.
إقرأ المزيد