وكالة أخبار المرأة - 6/2/2025 10:47:08 AM - GMT (+3 )

أطلقت مؤخرا بعض الجمعيات النسائية المدافعة عن حقوق المرأة في فرنسا بالخصوص، حملة فريدة من نوعها قد يستغرب منها البعض،إلا أن الوقوف للحظات والتفكير بعمق في محتواها يجعل الكثير من النساء وربما الرجال كذلك يصلون إلى انه "جد منطقي".
الحملة التي جاءت تحت عنوان "آنسة، الخانة الزائدة" تطرح إشكالية تخصيص خانة تحت مسمى "آنسة" إضافة إلى "سيد" وسيدة" في الوثائق الإدارية، وتتساءل عن جدوى وجودها، بل وتعتبرها تمييزا ضد المرأة المطالبة بالإعلان عن حياتها الخاصة لدى الهيئات الإدارية، في وقت لايطالب فيه الرجل أن يوضح حالته الاجتماعية، فهو حتى لو كان عازبا أو متزوجا أو أرملا أو مطلقا، يبقى دائما "السيد".
قد يقال إن مشاكل المرأة أهم بكثير،وان هذه مجرد مهاترات لجمعيات نسائية لاتجد ماتفعله سوى طرح مثل هذه المواضيع "التافهة"، لكن في تحليل لمثل هذا المطلب نجد انه يحمل الكثير من الصواب، لأنه يدافع هنا عن مشروعية "عدم تصنيف المرأة" وهو في الحقيقة أمر هام، تحس به خصوصا فئة معينة من النساء سواء اللواتي تأخرن في الزواج أو المطلقات أو الأرامل.
ومسألة التفريق بين المتزوجات وغير المتزوجات، لايظهر فقط في الوثائق الإدارية وإنما حتى في الحياة اليومية لكل امرأة.ففي التعاملات الروتينية يحتار الآخرون لاسيما الرجال في كيفية التخاطب مع المرأة.وهكذا يلجأ بعضهم إلى استخدام "فراستهم" من اجل معرفة الكلمة الصحيحة "آنسة" أم "سيدة"،والبعض الآخر قد يصدر حكمه حسب شكل المرأة، وفي غالب الأحيان يفضلون اختصار الأمور ومناداتها بـ"مدام" دون تفكير باعتبارها الكلمة الأكثر إجماعا...ونتساءل هنا لما كل هذا التعقيد والاحراج احيانا للطرفين، فالاسهل هو الاتفاق على صيغة محددة لاتعري الحياة الخاصة للمرأة اينما حلت...واظن ان اختيار "سيدة" مقابل "سيد" حل موفق للطرفين.
ويحضرني هنا نص قرأته وأعجبني كثيرا حول الموضوع وهو مقتبس من رواية فوضى الحواس للكاتبة المتألقة أحلام مستغانمي:"قالت:لماذا تناديني" سيدتي".. من أخبرك أنني متزوجة؟...-ابتسم وقال:-ثمة نساء خلقن هكذا بهذا اللقب.. جئن العالم بهذه الرتبة. وأي تسمية أخرى هي إهانة لأنوثتهن".
إقرأ المزيد