تركيا اليوم - 10/19/2025 12:51:23 PM - GMT (+3 )

أثار تحديث مفاجئ أجرته شركة “ميتا” على تطبيق “انستغرام” موجة واسعة من الغضب والاستياء بين المستخدمين حول العالم. ويشمل التغيير إعادة ترتيب جذرية لتصميم شريط القوائم وأسلوب التنقل، وهو ما وصفه الكثيرون بأنه “مربك” ويعطل الذاكرة العضلية التي اعتادوا عليها في التصفح.
إرباك في الواجهة والتنقل غير المقصودشمل التغيير الذي يخضع للتجربة تحريك الأزرار الأساسية في أسفل الشاشة، وفقاً لما ذكرته صحيفة “ديلي ميل”:
- اختفاء زر النشر: تم إزالة زر إنشاء منشور جديد (الرمز المربع بعلامة +) من أسفل الشاشة.
- حلول الرسائل المباشرة مكانه: حل رمز الرسائل المباشرة (الطائرة الورقية) محل زر النشر في أسفل الشاشة، بينما نُقل زر إنشاء منشور جديد إلى الزاوية العلوية اليمنى.
- تبديل الأيقونات: تم تبديل مواضع أيقونتي البحث و “ريلز” (Reels)، ما زاد من إرباك المستخدمين الذين يعتمدون على مواقع الأزرار المعتادة.
أما التغيير الأكثر إزعاجاً، فكان في خاصية التنقل بالسحب؛ حيث أصبح بإمكان المستخدمين القفز بين صفحات الرسائل و”ريلز” بمجرد السحب بالإصبع على الشاشة، مما يؤدي إلى انتقالهم إلى صفحات أخرى بشكل غير مقصود أثناء تصفح الصور في المنشورات.
وعبّر المستخدمون عن غضبهم على منصة “إكس”، حيث كتب أحدهم: “التصميم الجديد يزعجني أكثر مما أستطيع شرحه.. أحاول تمرير الصور في منشور معين، فأجد نفسي فجأة في صفحة الرسائل!”.
إنستغرام تبرر: التغيير لتسهيل الوصولمن جانبه، دافع آدم موسيري، رئيس “إنستغرام”، عن التحديث، موضحاً أنه قيد التجربة مع عدد محدود من المستخدمين، ويهدف إلى “تسهيل الوصول إلى أكثر الأدوات استخداماً”.
وأشار موسيري عبر تطبيق “ثريدز” إلى أن إعادة التنظيم تمت بناءً على ما يستخدمه الناس بكثرة، خاصة “ريلز” و “الرسائل الخاصة”، لجعلها “أقرب إلى موضع الإبهام لتسهيل الوصول”. لكن هذا التبرير لم يهدئ من موجة الغضب، بل جاءت الردود تطالب المنصة بـ “صنع تطبيق منفصل لـ Reels” لإنهاء الإرباك.
ومن بين أكثر الانتقادات تداولًا على الإنترنت، وصف مستخدمون التحديث بأنه “تجربة غير منطقية” و”إعادة اختراع لما لم يكن بحاجة إلى إصلاح”. وقال أحدهم في تعليق لافت: “كل ما أريده هو تطبيق لمشاركة الصور، بخلاصة زمنية تظهر منشورات من أتابعهم فقط — كما كان في الماضي”.
لكن موجة الغضب هذه ليست جديدة، إذ سبق أن أطلقت حملات على مواقع التواصل تحت شعار “Make Instagram Instagram Again” (أعيدوا إنستغرام إلى ما كان عليه)، احتجاجًا على تركيز التطبيق المفرط على الفيديو والمحتوى التسويقي.
إنستاغرام (آيستوك)
ومنذ انطلاقه عام 2010 كتطبيق بسيط لمشاركة الصور، تغيّر “إنستغرام” جذريًا بعد استحواذ مارك زوكربيرغ عليه عام 2012. ومع مرور أكثر من عقد، أصبحت المنصة تركّز بشكل متزايد على مقاطع الفيديو القصيرة (Reels) في محاولة لمنافسة تطبيق “تيك توك” الصيني.
فيما أتى هذا التحديث الجديد في أعقاب تغييرات أخرى أثارت الجدل بين المستخدمين، منها ميزة جديدة تسمح للأصدقاء برؤية المنشورات التي أعجبتك في تبويب مخصص، وهي خطوة وصفها البعض بأنها “انتهاك للخصوصية” و”ميزة شيطانية” لأنها قد تكشف تفضيلات شخصية أو محرجَة.
علما أن ميتا تُواصل تحديث إنستغرام بوتيرة متسارعة، مستخدمةً الذكاء الاصطناعي لتحليل سلوك المستخدمين، خاصة فئة المراهقين، ضمن ما تصفه الشركة بمحاولات لجعل التطبيق أكثر أمانًا وتنظيمًا.
وفيما أكدت “ميتا” أن هذه التغييرات تهدف إلى تحسين تجربة المستخدم وجعل التطبيق أكثر سهولة، رأى كثيرون أن الشركة تبالغ في تقليد “تيك توك” على حساب هوية إنستغرام الأصلية كمنصة للصور.
إقرأ المزيد