صلاة الزوال من السنن المؤكدة في الإسلام، وهي من الصلوات التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان أحرص الناس على أدائها سواء كانت فرائض أو نوافل أو قيام، لما لها من فضل كبير في التقرب إلى الله تعالى.

فضل صلاة الزوال
روى الترمذي عن عبد الله بن السائب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي أربع ركعات بعد أن تزول الشمس قبل الظهر، وقال: “إنها ساعة تُفتح فيها أبواب السماء، وأحب أن يصعد لي فيها عمل صالح”. كما ذكر أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يداوم على أربع ركعات عند زوال الشمس، مؤكداً على أهمية استغلال هذه الساعة المباركة.

وأكد مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام أن المحافظة على السنن الراتبة قبل الصلاة يهيئ القلب للخشوع في الفريضة، فيما تكمل السنن بعد الصلاة ما قد حدث من نقص أو خلل، مشدداً على الأجر العظيم للمحافظة على الرواتب القبلية والبعدية.

كيفية أداء صلاة الزوال

• صلاة الزوال تؤدى بعد زوال الشمس وقبل صلاة الظهر، وعدد ركعاتها أربع ركعات، سواء كانت مستقلة أم سنة للظهر وفق جمهور العلماء.
• إذا فات المسلم أربع ركعات قبل الظهر، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصليها بعد صلاة الفرض، مؤكداً على استمرارية هذه السنن حتى بعد دخول وقت الصلاة.
• يُستحب الإطالة في القيام والركوع والسجود أثناء الصلاة، لما لها من أثر روحي عميق.

حكم صلاة الزوال واختلاف الفقهاء

• ذهب الشافعية إلى أن صلاة الزوال سنة مستقلة، بينما رجح جمهور الفقهاء أنها سنة للظهر القبلية.
• يجوز قضاؤها إذا فات وقتها مع اختلاف الآراء بين المذاهب، باستثناء فقه الحنفية الذين يرون أن السنن إذا فات وقتها فلا تُقضى، مع استثناء سنة الفجر التي يمكن قضاؤها إذا فاتت مع الفرض.

أهمية المحافظة على السنن الراتبة

• المحافظة على صلاة الزوال وغيرها من السنن ترفع مكانة العبد وتقرّبه إلى الله.
• روى الترمذي عن أم حبيبة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من صلى في يوم وليلة اثنتي عشرة ركعة بنى الله له بيتاً في الجنة”، تشمل أربع ركعات قبل الظهر وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء وركعتين قبل الفجر.

إن معرفة طريقة صلاة الزوال وأدائها بانتظام تساعد المسلم على التقرب إلى الله واستثمار الأوقات المباركة في الأعمال الصالحة، وهو ما حث عليه النبي صلى الله عليه وسلم في سننه المؤكدة.