يوم الجمعة له فضل عظيم، وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: «فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم قائم يصلي يسأل الله شيئًا إلا أعطاه إياه»، وأشار بيده يُقللها. ولهذا فإن الدعاء في يوم الجمعة له خصوصية عن غيره من الأوقات، وفسر العلماء أن هذه الساعة قد تكون من جلوس الإمام على المنبر حتى انتهاء الصلاة، أو تكون بين العصر والمغرب، والله أعلم.

ومن الأدعية المأثورة في يوم الجمعة طلبًا للمغفرة، ما ورد من آيات وأحاديث مثل: «رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ»، و«رَّبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ»، و«اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي خَطِيئَتي وَجَهْلِي، وَإسْرَافِي فِي أَمْرِي»، وغيرها من الأدعية التي تشتمل على طلب المغفرة والرحمة.

كما يجوز للمسلم أن يدعو بأي صيغة يشاء في هذا اليوم المبارك، مثل: «اللهم في يوم الجمعة نسألك أن تغفر ذنوبنا جميعها، وأن تتقبل منّا توبتنا، وأن تعفو عنا وترحمنا»، و«اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك»، أو أي دعاء يدعو به القلب بصدق وخشوع.

ومن الأدعية الخاصة بالمهمومين في يوم الجمعة: «اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين، وغلبة الرجال»، و«اللهم إنّا نسألك فرجًا للمهمومين وراحةً للمكروبين، وأن تصرف عنهم الأذى وتشرح صدورهم».

أما الأدعية الخاصة بالأبناء، فندعو فيها الله أن يثبتهم على الحق، ويحفظهم من الفتن، ويرزقهم هداية وعفافًا ونجاحًا في الدنيا والآخرة.

وفي هذا اليوم يحرص المسلمون على الدعاء للأحبة والأصدقاء، بالسعادة والرزق والشفاء، وأن يحفظهم الله من كل شر، كما يذكرون المتوفين بالدعاء لهم بالرحمة والمغفرة، ورفع درجاتهم في الجنة.

وليس هناك أدعية محددة خاصة بساعة الاستجابة، فكل مسلم له أن يسأل الله ما يشاء من خير، مع الحرص على ألا يكون في دعائه إثم أو قطيعة رحم، وأفضل ما يطلب هو رضا الله والجنة والنجاة من النار.

فالجمعة فرصة عظيمة للدعاء والاستغفار والتقرب إلى الله، فلنكثر من الصلاة على النبي، ولنحرص على الدعاء بخشوع، فهو يوم تتنزل فيه الرحمة ويستجيب الله فيه لعباده المؤمنين.