أطلقت مؤسسة "زا ميوز ملتي استيديوز" (The Muse Multi Studios)، المُتخصّصة بالفنّ السوادني، أخيراً، منصّةً إلكترونية جديدة بعنوان "أرشيف السودان للفنّ التشكيلي"، بهدف إنشاء أرشيف رقمي مخّصص للحفاظ على التراث الفنّي الذي أنتجه فنّانو وفنّانات السودان. 

ويُغطّي المشروع خمسين عاماً من النشاط الفنّي، ويوثّق الأعمال الفنّية والفنّانين والمؤسسات الفنّية التي كانت نَشطة لأكثر من نصف قرن من تاريخ السودان (1975 - 2025)، ويركّز في مراحله الأولى على الفنون البصرية بما في ذلك الرسم والتصوير الفوتوغرافي والنحت.

تعمل المنصّة الإلكترونية على حفظ مجموعة واسعة من الأعمال الفنّية وملفات الفنّانين والسردية الثقافية التي تعكس تطوّر الفنّ السوداني، وتأخذ على عاتقها جمع وتنظيم الأعمال والمعلومات المرتبطة بها من الفنانين في جميع أنحاء السودان والشتات، لضمان حفظ المساهمات الفنّية التاريخية للأجيال القادمة.

وتتأسّس آلية عمل "أرشيف السودان للفنّ التشكيلي"، المتوفّر باللغتين العربية والإنكليزية، على جمع المعلومات من خلال المقابلات المباشرة والتعاون مع المؤسسات والبحث الأرشيفي، حيث يُدعى الفنّانون، أولاً، لتقديم أعمالهم ومعلوماتهم الشخصية، كما يجب أن يُقدّم كل فنان، قبل النشر، موافقته الصريحة على الإدراج في الأرشيف، ثمّ يراجع فريق متخصّص المُشارَكات للتحقّق من جودتها وأهميتها التاريخية والثقافية.

تُؤَرشف المنصّة، إلى اليوم، لأكثر من ألف ومئة عمل فنّي، وتتضمّن أكثر من عشرين كتاباً، وما يقرب من ستّين فنّاناً وفنانة، من بينهم: علاء الدين خير، والصادق م. داوود، وعوض عيسي عوض عمر، وفتح الرحمن الزبير، ومحمد صديق عثمان، ورندا يس، وريان خليل، وريم إبراهيم أبوالفتوح، وسارة حسن البدري، وسوزان إبراهيم محجوب محمد، ويسرا حمزة الشيخ.

ويتكوّن فريق المنصة من مجموعة باحثين وتشكيليين وكتّاب، هم: محمد عبدالحمن حسن، وريم الجعيلي، ومروان محمد حمزة، وغسان جعفر، وموفق الصادق، وحسان الناصر، وأسامة نجم الدين، ومحمد المكي.

تأسّست "زا ميوز ملتي استيديوز" عام 2019 على يد الفنانة ريم الجعيلي، وفي عام 2022، افتتحت الفضاء الفني الخاص بها في الخرطوم "ميوز غاليري"، قبل أن تنتقل المؤسسة للعمل بين مصر والسوادن بسبب اندلاع الحرب في السودان في منتصف نسيان/ إبريل 2023. صدر عن المؤسسة عددان من مجلّة فنّية تحمل العنوان ذاته، بالإضافة إلى إصدارات أُخرى، من بينها: الفنون التشكيلية وتحديث المجتمعات العربية" (2021) للناقد محمد عبد الرحمن حسن، و"حديث رسّامي الخرطوم" (2024) للفنّان والكاتب مظفّر رمضان.