منيرة الزرقي.. المغرب العربي كما يراه التونسيون
العربي الجديد -

عن "مجمع الأطرش للنشر والتوزيع"، صدر حديثاً كتاب بعنوان "المغرب العربي منظوراً إليه من النخب التونسية" للكاتبة والباحثة التونسية منيرة الزرقي، وفيه تتناول رؤى ومقاربات حول اتحاد المغرب العربي لعدد من الشخصيات الثقافية والسياسية التونسية التي "كانت مؤثّرة في الفعل السياسي والثقافي وعاصرت العديد من الأحداث المتصلة بالمسيرة المغاربية"؛ وهي: الهادي البكوش، ومحمد مزالي، والشاذلي القليبي، ومصطفى الفيلالي، والشاذلي العياري، والبشير بن سلامة، والطيب البكوش، والرشيد إدريس.

تُشير المؤلّفة، في مقدّمة الكتاب، إلى أنّه، ورغم تعدُّد الدراسات حول "اتحاد المغرب العربي الكبير، مؤسّسةً ومشروعاً حضارياً، فإنّنا لا نزال نفتقر لبحوث معمّقة حول مسائل تتطلّب مزيداً من التأمّل والتحليل، كتلك التي تتعلّق بنظرة النخب في أقطار هذه المنطقة لمسيرة توحيد بلاد المغارب".

من جهته، قال أستاذ التاريخ الحديث في "جامعة تونس"، حسن العنابي، في تقديمه للعمل، إنّ موضوع الكتاب يطرح عدداً من الإشكاليات النظرية والتطبيقية التي تهمّ مصطلح النخبة أو الصفوة، ومفهوم التمثّلات الاجتماعية ومناهج دراسة التصوّرات المشتركة، مضيفةً أنّ المؤلّفة طرحت الموضوع من جوانب مختلفة ومتكاملة؛ منها ما هو سياسي وما هو اقتصادي وما هو ثقافي، كما رصدت التطوّر الحاصل في تمثّلات الوحدة المغاربية منذ مؤتمر طنجة عام 1958.

والكتاب في الأصل رسالةُ ماجستير في اختصاص علم الاجتماع أنجزتها الباحثة قبل سنوات، ثمّ حيّنتها على ضوء المستجدّات الطارئة في المنطقة خلال السنوات الأخيرة.

يبدأ الكتاب بتقديم لحمة تاريخية عن الاتحاد المغاربي وتموقع المسألة المغاربية في سياق العلوم الاجتماعية، وهو ينقسم إلى فصلين؛ يحمل أوّلهما عنوان "المجال والمسيرة المتعثّرة كما تتمثّله النخب التونسية"، وفيه تضيء الباحثة أوجه التقارب بين أقطار المغرب العربي؛ حيث تناولت المكوّنات الأساسية للفضاء المغاربي، والعلاقات المغاربية البينية، وحالة الشعوب المغاربية بين التقارب والتباعد، وأوجه التنافر والاختلاف، إضافة إلى أبرز معوّقات قيام المغرب العربي، والخلافات الحدودية وطرق حل الخلافات، واختلاف الأيديولوجيات السياسية والاستراتيجيات التنموية.

أمّا الفصل الثاني، "مستقبل المغرب العربي كما تتمثله النخب التونسية"، فيطرح أولويات البناء المغاربي وفق "النخبة" التونسية، ورؤيتهم للتحدّيات المستقبلية التي تواجه المغرب العربي؛ حيث أبرزت في هذا السياق دور الفاعلين السياسيّين في عدم تحقق الوحدة المغاربية أو تدعيمها، ودور "النخبة" في تشييد المغرب العربي الموحّد وكذلك دور أوروبا في دعم الاتحاد المغاربي أو عرقلة مسيرته.

يُذكَر أنّ منيرة الرزقي صحافية وباحثة في علم الاجتماع، حاصلة على الدكتوراه في علم اجتماع الإعلام. صدر لها في القصّة القصيرة: "رائحة العنبر" و"سوق المتعة"، وفي الرواية: "قليل من الرغبة"، ودراسة ببليوغرافية حول الصحافي التونسي الراحل صالح جغام (1945 - 1991)، كما شاركت في كتاب جماعي بعنوان "الجسد في مجتمعات المتوسّط".



إقرأ المزيد