العربي الجديد - 2/11/2025 10:27:36 AM - GMT (+3 )

تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي
في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دُور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية، ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المُترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أُولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تتضمّن مؤلّفات حول انتفاضة 2015، والآداب الهندية، والحملات الفرنجية، إلى جانب أُخرى في التاريخ والكتابة الإبداعية وأدب الرحلات وغيرها.
■ ■ ■
عن "المعهد الفرنسي للآثار الشرقية"، صدرت النسخة الفرنسية من كتاب "الإعلام والتبيين في خروج الفرنج المَلاعين على بلاد المسلمين" لابن الحريري، بترجمة أستاذ العصور الإسلامية الوسيطة والباحث الفرنسي عباس زواش. كُتبت المخطوطة في مطلع القرن العاشر الهجري/ السادس عشر الميلادي، لمؤرّخٍ غير معروف، يُدعى أحمد بن علي الحريري، من المحتمل أن يكون قد عاش في جبال لبنان على مقربة من دمشق، أي بعد نحو ثلاثة قرون من خروج الفرنجة من بلاد الشام، إلا أن الكتابات حولها ظلّت حاضرة من خلال إعادة سرد الوقائع والتعليق عليها من قبل المؤرّخين.
"عشرة كلاسيكيات هندية"، عنوان الكتاب الذي صدر عن "منشورات جامعة هارفرد" للشاعر والناقد الهندي رانجيت هوسكوتي. يستعرض المؤلّف التقاليد الأدبية التي تمتدّ بدءاً من القرن السادس قبل الميلاد وصولاً إلى القرن الثامن عشر، وتغطّي ثقافات شبه القارّة الهندية؛ الهندية والبنجابية والفارسية والسنسكريتية والتيلغو والأردية، بما تشمله من قصائد الغزل الرومانسية والرباعيات التي تتناول طقوس العبادة والروحانيات، والنصوص التي تُصوّر المعارك في العصور الوسطى، أو نصوص النساء البوذيات في رحلاتهنّ نحو النيرفانا، والملاحم الشعرية القديمة، وغيرها.
صدر عن "المؤسسة العربية للدراسات والنشر" كتابٌ للروائي الفلسطيني أسامة العيسة بعنوان "بهمِشّ: يوميات كاتب في انتفاضة مغدورة"، يستيعد فيه الكاتب يوميّاته في انتفاضة فِتية فلسطين خلال عامي 2015 و2016، وارتقاء أكثر من 350 منهم خلال المواجهات مع قوات الاحتلال. يكتسب الكتاب، الذي جاء في نحو 340 صفحة، من طزاجة اليوميات، وتتبُّع سير بعض شخوص الانتفاضة، الذين قضوا لاحقاً، من بينهم الحاج زياد أبو هليل صاحب كلمة "بهمّش"، التي أصبحت أيقونة تلك الانتفاضة. ويتوقّف عند بعض رموز المقاومة الشبابية مثل الشهيدَين بهاء عليان، وباسل الأعرج.
للشاعرة والمترجمة العراقية دُنى غالي صدرت، عن "دار صفصافة"، مجموعة قصصية بعنوان "استعادة فراشة الصدر". تقدّم الكاتبة صُوراً إنسانية معقّدة، تعكس هشاشة النفس البشرية وتشابُك العلاقات الاجتماعية. كما تنقل القصص تفاصيل دقيقة بحسٍّ مُرهَف وقدرة بارعة، ومن إحدى القصص نقرأ: "لا أحد يعلم أين تُؤدّي نهاية هذا الزُّقاق الضيّق في الصورة، وإن كان هناك أصلاً ثمّة خَيَار. كانت بالأبيض والأسود، تحمل أثر أكثر من طويةٍ، وكان العالمُ حينها صيفاً، يتبدّل لونُ قيظه بين دقيقة وأُخرى، برجالِ أمنِه المسعورين، وقارِ إسفلته الفائر".
في كتابه "نبي العقل: العِلم والدّين وأصول الشرق الأوسط الحديث"، الصادر عن "ون ورلد أكاديميك"، يعود الباحث بيتر هيل إلى عام 1813، في أعالي الجبال اللبنانية، حيث يُراقب صبيٌّ يبلغ من العمر 13 عاماً كسوفاً للشمس: هل يُنبئ بحرب أو وباء أو موت أمير؟ يبدأ ميخائيل مشاقّة بحثه عن الحقيقة من ذلك الموقف، فيقرأ العلوم والأفكار الجديدة ويبتعد عن الكنيسة الكاثوليكية، وفي عام 1860 سيكون من أبرز الشاهدين على المذبحة التي وقعت في دمشق بحقّ المسيحيّين. يضعنا الكتاب أمام مفارقة: العلمانية العقلانية والطائفية العنيفة نشأتا معاً.
بترجمة عن الألمانية أنجزها الفارس علي، صدر، عن "المدار الإسلامي"، كتابٌ بعنوان "أبو سعيد السيرافي وإعادة الاعتبار إلى اللّغة" للباحث الألماني فلفريد كون. تتأتّى خصوصية العمل من محاولة واضعِه أن يردّ الاعتبار إلى العقل العربي، حيث برهَن، من خلال الإضاءة على مُنجَزِ النحويِّ الذي عاش في القرن الرابع الهجري، وإسهاماته في حقول المنطق واللغة والقضاء الإسلامي، قدرةَ هذا العقل على أن يحلّ من منازل الفكر الإنساني مكاناً عليّاً، ويوضّح المترجم أنّ المؤلّف نفسه انتهج ردّ الاعتبار للعربية، كحال موضوع اشتغاله تماماً.
في كتاب "صناعة الوحوش: كيف يُجرَّد البشر من إنسانيتهم"، الصادر عن "دار الساقي"، بترجمة سلمى الحافي، يقدم الباحث المتخصص في فلسفة فرويد، ديفيد ل. سميث، قراءةً مؤثّرةً في الجذور الفلسفية والنفسية للتجريد من الإنسانية، ويستكشف معناه وكيف ولماذا نمارسه. عن طريق تصريحات مثل: "لم أكُن أقبل أنّهم بشر. أرى طفلاً يبتسم لي ومع ذلك أقتله"، يشرح لنا الكاتب أن التجريد من الإنسانية متجذّر بعمق في النفس البشرية، ولأننا جميعاً بشر، نحن عرضة للتلاعب من قبل أولئك الذين يتاجرون في سياسات الشيطنة والعنف والإبادات الجماعية.
يضع كتاب "شبكة المعنى" للكاتب جيرمي لنت، الصادر عن دار "نينوى"، بترجمة مأمون الزائدي، أساساً مختلفاً تماماً لحضارة يُمكن أن تقودنا على نحو مستدام إبَّان هذا القرن وما بعده. فهو يكشف العيوب المخفيّة في النظرة العالمية الحالية، ويُبيّن كيف أصبحت بعض الأفكار الخطأ راسخة في التفكير السائد، حتّى أنّها صارت ببساطة أمراً مفروغاً منه، وكيف أدّى ذلك إلى مأزقنا الحالي. والأمر الأكثر أهمية هو أنّه يوضّح كيف للرؤى المألوفة بين المعرفة المتوارثة والتفكير العلمي الحديث أن توفّر أساساً متيناً ومتكاملاً لرؤية عالمية أُخرى.
ضمن سلسلة "من أدب الرحلات"، التي تُصدرها "دار الشؤون الثقافية العامة" في بغداد، صدرت النسخة العربية من كتاب "طائر الرفراف: رحلة إلى أهوار جنوب العراق" للرحّالة والمُصوّر الدنماركي كاي هالبيرك، بترجمة مشتاق عيدان اعبيد. يوثّق الكتاب الرحلة التي قام بها هالبيرك، بين كانون الأول/ ديسمبر 1972 وكانون الثاني/ يناير 1973، حيث التقط مئات الصور الفوتوغرافية التي تعكس تنوّع المناظر الطبيعية والحيوانات البرّية في الأهوار قبل أن يتم تجفيفها بالكامل بعد نحو عقدَين، وتبيّن أيضاً طبيعة الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية المرتبطة بالمنطقة.
إقرأ المزيد