"ديكنز في شارع داوتي": الروائي في بداياته
العربي الجديد -

حتى التاسع والعشرين من حزيران/ يونيو المقبل، يتواصل معرض "ديكنز في شارع داوتي: 100 عام من متحف تشارلز ديكنز"، الذي افتتح الأربعاء الماضي في آخر منزل سكنه الروائي الإنكليزي (1812 – 1870) في منطقة لندن.

البيت الذي يحمل رقم 48، كاد أن يتعرّض للهدم قبل أن يتم إنقاذه عام 1925 وتحويله إلى متحف يحمل اسم ديكنز يحتوي على خمسة طوابق. ورغم أن ديكنز عاش فيه سنتين فقط عقب زواجه بكاثرين هوغارث، لينتقل بعد ذلك إلى منازل أكبر، إلا أن هذا البيت الوحيد المتبقي له في العاصمة البريطانية.

يضمّ المعرض مخطوطات أصلية لبعض روايات ديكنز ورسائله إلى الأصدقاء والعائلة، وكذلك الطبعات الأولى النادرة لأعماله الأكثر شهرة، كما سيشاهد الزوّار العديد من المتعلقات الشخصية، مثل فرشاه شعره والعصا التي كان يتكئ عليها في مشيه، والبدلة الوحيدة المتبقية من ملابسه، وحقيبته الجلدية السوداء، والعديد من الصور الفوتوغرافية التي التقطها خلال حياته، وخاتم زواج زوجته الشّابة، ولوحات فنّية، وهدايا تذكارية وغيرها.

عاش الروائي في منزله مع أكبر ثلاثة من أطفاله العشرة، حيث يعرض بورتريه رسمه صموئيل لورانس بالطباشير والباستيل لديكنز الذي لم يبلغ حينها خمسة وعشرين عاماً، كما تعرض لوحات تصوّره في مراحل لاحقة من حياته، وصولاً إلى الصورة الأكثر تداولاً تظهره مسناً وملتحياً.

يضمّ المعرض مخطوطات أصلية لبعض روايات ديكنز ورسائله إلى الأصدقاء والعائلة

ويحتوي المعرض أيضاً نسخة من روايته "ديفيد كوبرفيلد"، نُقلت إلى القارة القطبية الجنوبية بواسطة الكابتن روبرت فالكون سكوت عام 1910 على متن سفينة تيرا نوفا، حيث اضطر طاقم الرحلة للبقاء في كهف جليدي لستين ليلة، تناوبوا خلالها على قراءة الرواية لتطبع بصمات أصابعهم بلون أسود بسبب نار دهن الفقمة التي أشعلت الكهف.

يمثل البيت قيمة رمزية لأن ديكنز نشر روايته الأولى "مذكرات بكويك" مع انتقاله إليه، وتتناول رحلات بكويك إلى مناطق مختلفة في الريف الإنكليزي حيث يتعمّق السرد في وصف الأمكنة وصفات الناس وطباعهم، وخلال عامين ونصف من إقامته في 48 داوتي ستريت، ظهرت روايته الثانية "أوليفر تويست" التي تدور أحداثها حول فتى يتيم انضم بعد خروجه من مركز رعاية الأيتام إلى عصابة لصوص.

صورة شخصية لديكنز، ومنظار، وقصائد بخط يده، من المعرض (Getty)

وفي الفترة نفسها، أصدر ديكنز أيضاً روايته الثالثة "حياة ومغامرات نيكولاس نيكلبي"، التي كرّست رؤيته في نقد الاستغلال والظلم الاجتماعي، وغياب العدالة الاجتماعية خلال العصر الفيكتوري، حيث القوانين تحمي أصحاب المصالح وتُكرّس احتكاراتهم للسلطة، من خلال قصة نيكولاس الذي يرحل والده فجأة بعدما خسر جميع أمواله في مشروع استثماري فتقلب حياته رأساً على عقب.

يعكس المعرض لحظة استثنائية عاشها صاحب رواية "قصة مدينتين" في بدايات نجاحه وصعود اسمه، وكان يسكن في المنزل المبني على الطراز الفيكتوري، والذي لا يزال يُحتفظ فيه بأكثر من مائة ألف قطعة تخصّ الرّوائي وعائلته.



إقرأ المزيد