العربي الجديد - 2/10/2025 7:37:36 AM - GMT (+3 )

أحمد مادون أثناء إنجازه لوحته "معلولا" عام 1975
ضمن مبادرتها "أرشيف الفنّ السوري الحديث"، والمتاحة عبر منصّة إلكترونية خاصة، أتاحت "مؤسّسة أتاسي الثقافية" السورية أرشيف الفنّان السوري أحمد مادون (1941 - 1983)، حيث يحتوي على 513 وثيقة موزّعة على النحو التالي: 53 من القُصاصات الصحافية، و47 وثيقة من المراسلات الرسمية، و18 رسماً، ورسالتين، و57 وثيقة من المعارض، و328 صورة فوتوغرافية، وسبعة ورش عمل في بريطانيا، بالإضافة إلى دراسة نقدية واحدة.
وتُبيّن المُبادرة أنّ مجلّد "قصاصات صحافية" يضمّ مقالات صحافية أغلبها بالعربية، وبعضها بالإنكليزية أو الفرنسية، ويعود تاريخ أقدمها إلى عام 1976، وأحدثها إلى عام 2008، إذ استمرّت تغطية مقتنيات مادون وأعماله بعد وفاته. كذلك يضمّ مجلّد "وثائق ومراسلات رسمية" الشهادات الأكاديمية التي حصّلها، من المرحلة الابتدائية عام 1952 إلى تخرُّجه في كلّية التجارة بـ"جامعة دمشق" عام 1966. كما يتضمّن المجلد مجموعة مُهمّة من الرسائل من وزارة الثقافة إلى مادون أو مديري عمله.
وثائق تكشف عن نشاط فنّي غني رغم حياة صاحبها القصيرة
أمّا في مجلّد "رسائل" فتُطالعنا رسالتان، إحداهما أرسلها مادون من اليابان إلى عائلته، والفرق بين هذا الملفّ وملفّ الوثائق والمراسلات الرسمية هو الطبيعة الشخصية لهاتين الرسالتين. ويتضمّن "رسوم" مجموعتين من الأعمال التي أنجزها على هيئة رسومات يومية، إحداهما رسوم تعود لعام 1979 مستوحاة من رحلته السابقة إلى اليابان، والثانية إلى عام 1980 أثناء ورشة تدريبية حول تدريس الفنّ أُقيمت في بريطانيا. وتوجد الموادّ المتعلّقة بهذه الرحلة الأخيرة في مجلّد مُنفصل بعنوان "ورشة عمل في بريطانيا".
ويعدّ مجلّد "المَعارض" ملفّاً غنيّاً يُوضّح النشاط الملحوظ لأحمد مادون، على الرغم من حياته الفنّية القصيرة بسبب رحيله في حادث مفاجئ عام 1983. ويضمّ ثماني مجموعات من الموادّ، بما في ذلك الصور وبطاقات الدعوة والكتيّبات، كلّ منها مُرتبط بمعرض، بدءاً من عام 1976، وانتهاءً بمعرض أُقيم بعد رحيله عام 1983، ومن الجدير بالذِّكر أنّ هذه القائمة لا تشمل جميع معارضه، حيث تكشف قصاصات الصُّحف عن عروض مهمّة أُخرى شارك فيها.
أمّا ملفّ "صُور" فيضمّ ثماني مجموعات، ولعلّ أبرزها مجموعة الصُّور التي حملت عنوان "سورية مع مادون"، والتي تضمّ 151 صورة فوتوغرافية، أغلبُها من أوائل ستينيات القرن العشرين، وثّق من خلالها مادون مشاهد أثرية وحضرية من المدن السورية، خاصة دمشق وآثار تدمر. وأخيراً، في "كتابات"، هناك نص ّواحد للناقد والأستاذ السابق في كلّية الفنون الجميلة، راتب الغوثاني، ومن المرجّح أنه كُتب في عام 1983 بعد رحيل الفنّان، ويتضمّن تكريماً لمادون وفنّه.
وُلد أحمد مادون في مدينة تدمر، وبدأ الرسم في سنّ الخامسة عشرة، لكنّه لم يتابع دراسة الفنّ، بل حاز شهادة في التجارة والاقتصاد من "جامعة دمشق"، كما درس لمدّة عام واحد الأدب الإنكليزي في "الجامعة اللبنانية" قبل أن يُوفد عام 1967 إلى اليابان لاتّباع دراسات في الإحصاء وعلوم الكمبيوتر. تميّزت أعماله بالجرأة التجريبية، متأثّراً بحضارة تدمر، مع وجود تشابه بين ملامح الوجوه في لوحاته وتماثيل تدمر، كما يُظهر استخدامه لألوان الأرض والسماء تأثّره بجغرافية تلك المنطقة. فضلاً عن ذلك، تأثّرت بنية لوحته بالهندسة المعمارية المتداخلة لبلدة معلولا السورية، والتي كان يصوّرها منذ الستينيات.
إقرأ المزيد