العربي الجديد - 2/7/2025 8:35:52 AM - GMT (+3 )

عن خلود الذاكرة
كانت تمطر طوال الليل على جدران الذاكرة الحجريّة. كان الهواء ينزف في المشهد الرماديّ.
كانت بَياضات المستقبَل مبلَّلةً في الغرفة باللحوم المعلَّقة.
الحرّيّات لا تسجد لصدأ المطر.
كانت الذنوب تحترق بصمت حتى جاء يوم أَتلَف فيه الغروبُ الحملاتِ الشهيرة على جسد اليوم.
لم تتحدَّث أبداً عن سلالم الروح المسمومة ولا عمّا يجري في تلصُّصات النهار.
نزعت توفيق زواج الإنسانية.
صُرِفَت النيران ونُقِد خلود الآلهة الأحياء.
الهموم يوميّة حول خرائب نهايتهم.
■ ■ ■
أبياتُ مهزومين
سنبلة ناضجة هي الشمسُ تطوف في الخليقة.
بلا وثائق سفر، بلا هَوَس العاشقين،
بلا قبائل الغيوم، في أسيتيلين الموت تهاجر.
مهزومة في ملاحِم "البيغ بانع"
فلا الكون سيعلم، على كلّ حال، أنّ كوكب الأرض كان موجوداً.
آب ذلك الذي كان ربّما كانون الأول
لمعت زمرة أولاد یتامی مثل سرب اللقلق في أوقات الحملة العسكريّة.
أعتمت بأناشيد كانت ترتّلها الأُمّهات عن نسيان السلطة
وهي قمر مسمّر على خشبة البناء.
غنّوا،
بيتين، ثلاثة، أبيات بألسنة مُدمّاة،
صرخَتْ إيليني الجميلةُ ونسلُها لماذا يا ربِّ.
ربیع كان على حواجز البلد
علماً برموز بيضاء في أزمنة بيضاء وغير معلَنة.
■ ■ ■
الفراشة
أتساءل
إن كان استرضاء شهوة
داريوس في جرسيّة
جسدك اللامعة نبيلاً.
إذ يكتب قصّة عن رغيفِ خبزِ متعةٍ
داريوس أسطورة السلطة الأخيرة
هو نفسه موت اللحظة التي فُقِدت.
بعباءته
مغرورقة على الكرسي
وقبّعته غيمة على العلّاقة
ومنشاره على جروح
الأشجار مسمَّراً.
هكذا تقريباً ننتهي
فراشة في نار القرون
مع صحبةٍ فَرِحينَ
في مصحّ عقليّ فارغ
مع ناس في ليالي لا عشق فيها
بوحوش وطيور كاسرة
في لوحات القاعة.
هكذا ننتهي
بقميصٍ حَسنِ الكيّ
في قاعة مرايا.
■ ■ ■
طوفان
الشعر سرٌّ ضارب في القِدم
في شيخوخة مُدبِّر الكون
يصفُ خيانة الشمس مع الظلمة.
الوحدة والصمت مرّة بأمل
ومرّة بتورية ومُهَل
يجرُؤ على سَردِهما.
* ترجمة عن اليونانية: روني بوسابا
** Antōnēs D. Skiathas شاعر يوناني من مواليد أثينا عام 1960، انتقل للعيش في مدينة باتراس. أصدر أحد عشر ديواناً شعريّاً، كان أوّلها عام 1983، كما ساهم في تأسيس وتحرير عدد من المجلّات الأدبيّة.
إقرأ المزيد