مجلّة "عزّة".. قصصٌ ورسوم تقودنا إلى أُم درمان
العربي الجديد -

أطفال سودانيّين يجلسون على مقعد يرقبون انتهاء اللعبة، ود مدني، 29 أيار/ مايو 2023 (Getty)

يُعرّف الموقع الإلكتروني لمجلّة "عزّة" السودانية، والموجَّهة للأطفال بالمُبادرة التي تقوم عليها المطبوعة بأنها "تسعى لغرس الهوية السودانية في وجدان الأطفال عبر تقديم محتوى تعليميٍّ وترفيهيّ غنيّ لتعريفهم بعاداتهم وتقاليدهم وقيمهم؛ من أجل بناء جيلٍ واعٍ ومحبّ لوطنه، يستوعب تاريخه وتراثه ويُشارك في تشكيل مستقبله"، وضمن هذا الإطار صدر العدد الثاني من المجلّة الإلكترونية بعنوان "أنا أُمّ درمان".

تفتتح الكاتبة محاسن عثمان صفحات "عزّة" بأنشودة تحمل اسم البلاد، في حين يُضيء باب "رموز سودانية" سيرة رسّام الكاريكاتير إدموند منير، الذي يُعدّ واحداً من أبرز الفنّانين السودانيّين، ومن مؤسّسي "التلفزيون السوداني" عام 1963، حيث قدّم من خلال برنامج "جنّة الأطفال" رسوماتٍ انغرست في ذاكرة الأجيال السودانية، فضلاً عن مساهماته الفنية خارج البلاد عبر شاشة تلفزيون أبوظبي. كذلك قدّمت الكاتبة هناء حبيب، في باب "أحاجي وقصص قصيرة"، قصة بعنوان "ندى والمرآة"، وقّعت رسوماتها مي المشرف، كما تضمّن العدد باباً لـ"الألعاب الشعبية"، تناول فيه محمد سينتود لعبة "الكمبلت"، والتي يُمارسها الأطفال في الأحياء الشعبية، عارضاً قوانينها ومبيّناً الفوارق بين نسختيها القديمة والجديدة.

بدورهما يقدّم الكاتبان أحمد حيدر والرازي محمد قصّة مصوّرة، أعدّ رسوماتها الأمجد فاتح، وحملت عنوان أُم درMAN: بداية التحوّل"، وامتازت القصة بجودة الصور وعرضها حال تفاصيل الحياة اليومية في العاصمة السودانية مثل عربة "الريكشا"، التي تُستخدم للتنقّلات السريعة، والأزقّة غير المعبّدة، والمحلّات ذات الإنارة الفاقعة، وتمتدّ هذه القصة على 14 صفحة من أصل 33. مع ذلك، فالمجلّة تُفرِد مساحة كبيرة للهجة السودانية في غالبية أبوابها، ولا يبدو أن للعربية الفصحى مجالاً وافراً في كلا العددين الأول والثاني، على عكس الموقع الإلكتروني.

تصدر في وقت ما تزال به الحرب مُندلعة وأغلب ضحاياها أطفال

تأخذ مجلّة "عزّة"، التي يرأس تحريرها الموسيقي والرسّام شرحبيل أحمد (1935)، طابعاً عصرياً من حيث الشكل، لكنّها تتوجّه في موضوعاتها صوب التراث أيضاً، ومن هُنا تُفرد باباً للحديث عن الصناعات التقليدية، والتي ترتبط بقاموس خاص من المفردات العامّية بدورها، ففي زاوية "تراثنا" يتحدّث الكاتب الرازي محمد عن "القِسَّيْبَة"، وهي إناء خاص أشبه بالصومعة يُستخدم لحفظ الموادّ التموينية والمحاصيل مثل البلح والقمح والحبوب. كما تكتب مشاعل محمد مُعرّفة بـ"بوّابة عبد القيوم"، في زاوية "من وطنّا"، وهي إحدى بوّابات أُم درمان القديمة تقع قرب نهر النيل، وتفصل بين حيَّي الموردة والملازمين، ويعود تاريخ بنائها إلى عام 1895.

يُشارك في مجلّة "عزّة" مجموعة من الكتّاب والرَّسّامين والموسيقيّين السودانيّين، من داخل البلاد وخارجها، منهم: سموأل عبد الباسط، وأبوبكر سعيد، وإبراهيم بن البادية، وياسين عبد الرحمن، وعماد عبد الله، ووجدان سليمان، وحفصة برعي، وعمر تاج السر، ودينا صلاح.



إقرأ المزيد