"فن القاهرة": معارض وورش وجلسات نقاشية
العربي الجديد -

تُفتتح السبت المقبل في "المتحف المصري الكبير" بالعاصمة المصرية فعاليات النسخة السادسة من "فن القاهرة"، التي تتواصل حتى الحادي عشر من الشهر الجاري تحت شعار "سلامٌ لكل البلاد"، بمشاركة خمسين فناناً وخمسة وعشرين معرضاً من عشرة بلدان.

التظاهرة التي تأسست سنة 2020، تكرّم هذا العام الفنان سمير رافع (1926-2004)، الذي ساهم في تكريس الحداثة التشكيلية منذ بداياته في الأربعينيات ضمن الحركة السريالية حيث خلق لغة بصرية تستفيد من التراث المصري ضمن رؤية معاصرة، عبّر عنها في أعمال "امرأة مع زهرة" (1952) و"مومياء مستيقظة" (1959)، قبل أن يعود إلى باريس التي حاز من "جامعة السوربون" فيها درجة الدكتوراه في تاريخ الفن في السبعينيات، ويقيم هناك حتى رحيله.

ويتضمّن برنامج "فن القاهرة" الذي ينظّم بالشراكة مع وزارة الثقافة المصرية، معرضاً لأعمال فنانين روّاد من مصر، يتم اختيارها من متحف الفن المصري الحديث، ويشمل إنجي أفلاطون (1924-1989) التي ركّزت على قضايا المرأة المصرية من منظور اجتماعي سياسي بأسلوبها السريالي، وتعرّضت من جراء انتمائها الحزبي للسجن أربع سنوات خلال الحقبة الناصرية، وكذلك جاذبية سري (1925-2021) التي تبنّت أسلوباً واقعياً في رسم شخصيات ومشاهد من الحياة اليومية في المجتمع المصري، وتحية حليم (1919-2003) التي استحوذت منطقة النوبة على كثير من أعمالها.

يكرّم المنظّمون الفنان المصري سمير رافع (1926-2004)

بموازاة ذلك، تعقد سلسلة من الجلسات النقاشية والحوارات خلال أيام المعرض تحت عنوان "حوار"، تتناول المشهد الفني المعاصر في المنطقة العربية، بمشاركة عدد من الفنانين والقيمين والمقتنين حول قضايا النوع الاجتماعي، والهوية، والثقافة، ودور التعليم في تشكيل الجيل القادم من محترفي ومحبّي الفن في جميع أنحاء العالم العربي.

ومن بين المعارض المشاركة، معرض لأعمال الفنان العراقي سيروان باران بتنظيم من "غاليري مصر"، الذي شكّلت الحرب ثيمة أساسية في لوحاته التي تبرز عذابات وخسارات ضحاياها من أسرى ومصابين، إلى جانب معرض للفنان الفلسطيني إبراهيم جوابرة بتنظيم من "غاليري ون"، الذي تحتوي لوحته على أشكال حيوانية وإنسانية في فضاءات طفولية وحلمية تسعى للتحرر من الاحتلال وتوحّش الرأسمالية والقيود الاجتماعية.

أما الفنان المصري خالد حافط فيشارك بمعرض من تنظيم "لو لاب"، الذي يوظّف رموز وموتيفات من الحضارة المصرية القديمة لمعالجة مفاهيم فلسفية وفكرية تتعلّق بصراع الإنسان مع الطبيعة وفهمه للخلق ونشوء الكون ونظرته لوجوده وتاريخه في هذا العالم.

وتقام أيضاً معارض لكلّ من الفنانين اللبناني رؤوف الرفاعي، والفلسطيني محمد الحواجري، والسورية سعاد مردم بك، والعراقي سلام عمر، بالإضافة إلى الفنان السوري نزار صابور بسلسلته الجديدة "نواويس مصرية"، وهي نتاج إقامة فنية في القاهرة مستمرة لشهرين، التي تصور شخصيات مثل أم كلثوم وتوفيق الحكيم ومحمد عبد الوهاب، مستوحياً من عناصر الفن المصري القديم والقبطي والتقنيات المعاصرة.

ويتضمن البرنامج أيضاً زيارات منظمة للمواقع الدينية التاريخية والمناطق الفنية، ومبادرتين تركزان على الشباب وتعزّزان الإبداع والمشاركة الثقافية؛ الأولى سلسلة من ورش العمل الإبداعية في الرسم والتصوير والنحت موجهة للأطفال الأقل حظاً، حيث تعرض أعمال المشاركين فيها في معرض ختامي، والثانية مسابقة "حياة الفنية السنوية"، وتشمل طلاباً من 70 مدرسة في مجالات مثل الرسم والفن ثلاثي الأبعاد والتصوير الفوتوغرافي.



إقرأ المزيد