كان لي أصدقاء من الأغربة
العربي الجديد -

ظلُّ الرياح

قالت: كان لي أصدقاء من الأغربة
قلتُ: عجيب! بأيّ لغةٍ كان حديثكم؟

لأنّ الغربانَ تتحدّث أربعَ لغاتٍ مختلفة:
لغةَ الأجداد عند التحليق في الهواء
التي تُسمَّى أيضاً "ظلّ الرياح"
وكلُّ غُرابٍ يتحدّثها بطلاقة
واللغة اليومية يتحدّثها الغراب على غُصن الشجر
تختلف هذه اللغة إلى حدٍّ ما عن لغة الغراب الأسحم
الذي يقف على أعمدة التلغراف في الشمال
ولغة الإشارة تتحدَّثها الأغربةُ على أسطح المنازل
لغةٌ شائعةٌ في المدن الساحليّة
لها لهجتان
إن غطّى الثلجُ السقفَ أو لم يغطِّه
ولها أيضاً لغةٌ ذات كلمات رماديّة
مع كلِّ مطر تتغيّر معانيها
التي تعلّمتْها من جروح أجنحتِها الداميةِ عند كلِّ أذانِ مغرب.


■ ■ ■


أمطار تُغازل الأصوات

كتفاكِ وصدركِ
ترجمة للقصيدة ذاتها
إلى لغتين مختلفتين:
قرأتُها ساهراً طوال الليل
دون أن أفهم كلمة واحدة.

وفي الصباح 
تجمّعتْ تحت الشجر
خيولٌ لا سُروج لها
لتأكلَ التفّاح المتساقط
والأمطار تُغازل الأصوات
على أوراق رطبة.

ثمّة كلمةٌ ناقصة
إن أضفناها 
اكتمل شطرُ القصيدة.

وكلمةٌ زائدة
احذفْها وانظرْ
كيف ستُلقي نفسَها مطمئنّةً
إلى الفراغ.


■ ■ ■


أقبِّلكِ من ركبتيكِ اللتين عَلَّمَتا المطرَ كيف ينزف

إذا جلستُ تحت شجرة
يا حبيبتي
يا بهجة حياتي
يا قملةَ لحيتي
يا لحمي المرتعش
يا لعنتي الوحيدة
أقبِّلُكِ من جرح عينيكِ
ومن ركبتيكِ اللتين عَلَّمَتا المطرَ
كيف ينزف.
إذا كتبتُ رسالةً لنفسي
تبدأ بعبارات:
اشتقتُ إليكِ كثيراً
كيف أنتِ؟ هل أنتِ بخير؟
رسالةً تفوح منها
رائحةُ الأحصنةِ المعرَّقة
والعنبِ والسماءِ
فعندئذٍ قد أصدِّق
أنّها منكِ.


* ترجمه عن التركية: محمد حقّي صوتشين


بطاقة

Gökçenur Ç شاعرٌ ومترجم تركي من مواليد إسطنبول عام 1971، حاصلٌ على إجازة في الهندسة الكهربائية من "جامعة إسطنبول التقنية". نشر سبعة دواوين شعرية، وتُرجمت مختارات من شعره إلى الإنكليزية والألمانية والإيطالية والصربية والرومانية والبلغارية، كما حرَّر العديد من المجلّات الأدبية والشعرية في تركيا وخارجها. من الشعراء الذين ترجم لهم إلى التركية: والاس ستيفنز، وبول أوستر، وأورسولا لوجوين، وأشين فونج، وآن كارسون. يتّسم شعره بغنائية رقيقة تُطلّ على الحاضر وتنفض الغبار عن ذكريات الماضي.



إقرأ المزيد