منحوتات ماحي بينبين.. جدل المادة والعاطفة
العربي الجديد -

يُفتتح الأربعاء، التاسع والعشرين من الشهر الجاري، في "غاليري 208" بمدينة مراكش المغربية، معرض الفنان والكاتب المغربي ماحي بينبين الذي يحمل عنوان "الارتفعات الصامتة"، ويتواصل حتى الثامن والعشرين من آذار/ مارس المقبل.

تتنوّع الأعمال المعروضة بين منحوتات كبيرة الحجم ولوحات جدارية وأعمال طباعية عدّة، تعكس مفهوم الصمت البشري بدلالاته المركبة، التي تشير إلى حوار تأملي بين المادة والعاطفة، حيث يشاهد الزائر في واحد منها جسدين عاريين ينظران إلى الأسفل بانكسار وتيه ورغبة في الخلاص، ويدير كل منهما ظهره للآخر، فيما يشتبك ذراع كل جسد بما يعيق حركة الجسد الآخر، وتلفهما الحبال.

حاز الفنان المغربي (1959)، الذي يزاوج بين الفنون وكتابة الرواية، شهادة في الرياضيات ودرّسها لثماني سنوات، قبل أن يتفرغ للرسم والنحت منذ منتصف التسعينيات، وإصدار روايات تسرد تاريخ عائلته التي عاشت مأسأة تتعلق بسجن شقيقه حوالي عشرين عاماً، والذي تخلّى عنه والده الذي كان يعمل في قصر الملك الحسن الثاني.

تُعرض سلسلة من أربعة وثلاثين قطعة مصنوعة من القطران على ورق التواليت

يراكم بينبين على ما قدّمه في معرضه السابق "أفق مائل" عام 2021، حيث يرسم أجساداً مقيدة تسعى إلى التحرر من القهر والضغوط والهموم الاجتماعية، وهي في حالة كفاح وصراع ومقاومة وتشبّث بالحياة واستمرار وجودها.

كما تُعرض سلسلة من أربعة وثلاثين قطعة مصنوعة من القطران على ورق التواليت، في تجريب يحيل إلى التناقضات بين الهشاشة والمرونة؛ التناقض بين الذاكرة والنسيان والظل والنور، والعاطفة والرغبات المادية، وغيرها من التوترات البشرية التي تبرزها المواد الخام المستخدمة.

من المعرض

في منحوتة بيضاء اللون تتخذ شكل قوس، يتداخل وجهان يطلّ كل منهما إلى الاتجاه المعاكس، ويمتدّ جسداهما بملامح مصمتة غير واضحة، في ابتعاد متقصّد لأي إشارة إيروتيكية وتركيز على تلك المشاعر الجوانية والانفعالات الداخلية لأجساد تقاتل من أجل انعتاقها.

يُذكر أن ماحي بينين أقام العديد من المعارض في باريس وفينيسيا وبرلين وروما وساو باولو وواشنطن والرباط، كما أصدر روايات عدّة، منها: "غفوة الخادم" (1992)، و"جنازات الحليب" (1994)، و"ظل الشاعر" (1997)، و"أكلة لحوم البشر"، و"نجوم سيدي مومن" (2009)، و"مؤنس الملك" (2017)، و"درب الغفو" (2019)، و"الليل سوف يأخذنا" (2024).



إقرأ المزيد