زياد كاج.. أربعة عقود خلف سُور "الجامعة الأميركية" في بيروت
العربي الجديد -

"كم كنتُ محظوظاً أنا وشلّتي المدرسية يوم قفزنا فوق السُّور البحري إلى داخل حرم الجامعة الأميركية في بيروت لننجو من جحيم وجنون عُنف الحرب العبثية في شوارع بيروت. أنقذنا الملعب الأخضر للجامعة ولعبة كُرة السَّلّة فأحسنّا التسديد على السلّة ولم نحمل السلاح ونُسدِّد على البشر". بهذه الكلمات يُقدّم الكاتب والروائي اللبناني زياد كاج (1964) لكتابه "خلف السور: 40 سنة عمل في الجامعة الأميركية في بيروت"، الصادر حديثاً عن "دار نلسن" في 225 صفحة.

يُصنّف صاحب "ليالي دير القمر: حرب الجبل" (2014) كتابه الجديد تحت خانة "سردية"، جامعاً فيه سبعة وعشرين فصلاً، يبدؤها بصيف 1985، تاريخ بدء عمله في "مستشفى الجامعة الأميركية"، واصفاً كيف راح منذ ذلك الوقت يتعلّم المصطلحات الطبّية بالإنكليزية، مع أنه تعلّم هذه اللغة أوّلاً، قبل أن ينال إجازة في الصحافة من "الجامعة اللبنانية"، من خلال "بسطات الكُتب في شارع الحمرا".

ويقسم الكاتب عمله في الجامعة إلى ثلاث مراحل: أول خمسة عشر عاماً في المستشفى التابع للجامعة أثناء الحرب الأهلية، واثنا عشر عاماً في "مكتبة صعب الطبّية"، ثم المرحلة الأخيرة حين انتقل إلى "مكتبة نعمة يافث التذكارية"، وفيها بدأ بتعلُّم أسرار العمل المكتبي، لكنّه اكتشف، من خلال هذا العمل، تاريخ البلاد منذ عام 1866 (تاريخ تأسيس الجامعة) وصولاً إلى زمن جائحة كورونا وانفجار مرفأ بيروت عام 2020.

ويوضّح الكاتب أنّ "الجامعة ليست جزيرة معزولة عن محيطها، والإدارة الأُمّ في نيويورك تعرف أن بعض الإداريين الكبار ومساعديهم المحلّيين المُختارين، يستغلّون سلطتهم لمصلحتهم الشخصية والنَّفعية، وكقاعدة عامّة يميل الميزان داخل المؤسسة لصالح الطَّرف أو الأطراف التي لديها اليد العُليا في البلد. كان ذلك منذ 1866، زمن السلطة العثمانية وباشاواتها، واستمرّ وصولاً إلى الزمن الحاضر".

ومن عناوين الفصول نقرأ: "من كُرة السلّة إلى الوظيفة"، و"خارج المكان"، و"لا تشي غيفارا في النقابة"، و"بدوي في مكتبة يافث"، و"تسونامي الطرد يضرب الجامعة"، و"سفينة من صخر وشجر في رأس بيوت".

زياد كاج هو روائي من مواليد بيروت عام 1964، الحائز إجازة في الإعلام من "الجامعة اللبنانية"، وأُخرى في الأدب الإنكليزي من "جامعة بيروت العربية". من إصداراته في الرواية: "أولاد الناطور السابق" (2008)، و"الحياة كما قدّمت لهم" (2011)، و"رأس بيروت: صندوق في بحر، نارٌ على تلّة" (2015)، وأمرٌ فظيع يحلّ" (2021) وهي رواية تتناول مجزرة صبرا وشاتيلا، وتُرجمت إلى الفرنسية، و"بناية تي في تاكسي" (2023). وله في الشعر مجموعتان: "كان عليك أن تقلب السلّم" (2003)، و"أُحبّك أميركا، أنا لا أُحبّك" (2006).



إقرأ المزيد