آدم حنين... استعادة السنوات الباريسية
العربي الجديد -

في مطلع سبعينيات القرن الماضي، انتقل الرسّام والنحّات المصري آدم حنين (1929 - 2020)، مع زوجته الأنثروبولوجية عفاف الديب، إلى باريس؛ حيث أقاما لخمسة وعشرين عاماً، كرّسها لممارسة فنّه في محترفه بالدائرة الخامسة عشرة في العاصمة الفرنسية، قبل أن يعود إلى مصر نهائياً في منتصف التسعينيات، ويُقيم محترفه في منزله الذي شيّده من الطوب الطيني بقرية الحرّانية في الجيزة، ويؤسّس "سمبوزيوم أسوان الدولي لفنّ النحت".

هذه الفترة، التي استمرّت بين سنتَي 1971 و1996، يستعيدُها معرضٌ بعنوان "آدم حنين... سنوات باريس"، افتتح في قاعة المعارض بـ"مكتبة الإسكندرية" الثلاثاء الماضي، ويستمرّ حتى الحادي عشر من كانون الثاني/يناير المقبل، لمناسبة مرور عشر سنوات على تأسيس "متحف آدم حنين" في منزله بالحرّانية، والذي يجمع أعماله ومقتنياته خلال قرابة نصف قرن، والبالغ عددها قرابة أربعة آلاف عمل فنّي.

من المعرض

يُقام المعرض بالشراكة مع "مؤسّسة آدم حنين للفنّ التشكيلي" التي استعادت مؤخّراً الأعمال المعروضة من باريس، حيث عُرضت هناك طيلة أكثر من عشرين عاماً؛ وهي أعمالٌ تتنوّع بين اللوحات والمنحوتات المنجزة بخامات مختلفة؛ مثل الغرانيت والبرونز والجص والحجر الجيري والفخار والفرسك والتمبرا والمونوتيب والبردي والأردواز والطباعة والرسم بالحبر والحبر الصيني، أنجزها حنين أو بلور فكرتها خلال إقامته في العاصمة الفرنسية.

ووفق جمال حسني، مدير إدارة المعارض والمقتنيات الفنّية في "مكتبة الإسكندرية"، فإنّ أهمّية المجموعة المختارة تأتي من كون "معظم عناصرها لم تُعرض من قبل، وتُمثّل نافذةً على فنّ آدم حنين بالغ التنوّع في بساطة غنية".

استُعيدت الأعمال من باريس التي عُرضت فيها لأكثر من عشرين عاماً

يُذكر أنّ آدم حنين من مواليد القاهرة لأُسرة من أسيوط تعمل في صياغة الحلي. وكان في الثامنة من عمره عندما اكتشف "المتحف المصري للآثار" خلال زيارة مدرسية، وهي التجربة التي ظلّ يتذكّرها باعتبارها نقطة تحوُّل في حياته؛ إذ دفعته للالتحاق بـ"مدرسة الفنون الجميلة" في القاهرة التي سيتخرّج ببكالوريوس من قسم النحت فيها عام 1953، قبل أن ينتقل إلى الأُقصر ليقضي عدّة أشهر في مرسم أسّسه الفنّان محمد ناجي (1888 ـ 1956) عام 1941 لتشجيع دراسة الفنّ المصري القديم، ثمّ يُكمل دراسة النحت في "أكاديمية الفنون الجميلة" بميونخ في ألمانيا الغربية بعد حصوله على منحة دراسية عام 1957.

من المعرض

خلال تجربته، أنجز آدم حنين عدداً كبيراً من المنحوتات الكبيرة والصغيرة، باستخدام مواد متنوّعة؛ فقد جسّدت أعمالُه الأُولى رشاقة ومتانة التماثيل المصرية القديمة. في الستّينيات، نحت سلسلة أعمال تمثّل حيوانات مثل الطيور والقطط والكلاب والبوم والماعز والخيل والحمير بأسلوب اختزالي. وفي السبعينيات، عرف أسلوبه تطوّراً واضحاً نتيجة لتفاعله مع نحّاتين حداثيّين في باريس؛ مثل الروماني كونستانتين برانكوشي.



إقرأ المزيد