العربي الجديد - 12/21/2024 9:48:02 PM - GMT (+3 )
تجربة الحرب من خلال وسائل ووسائط فنّية متنوّعة
"بموقف ثابت لا عن ذاكرة ولا أرشيف السلطة الرسمي، بل عن أرشيفاتنا المجتمعية، نرى أنّ هذه التجربة تتأمّل وتفكّر في مساحات الذاكرة، والأرشيفات الجماعية، والإبداعية، وغير التقليدية". بهذه الكلمات قدّم القائمون على مجلّة "زا ميوز" (The muse) السودانية، والمتخصّصة بالفنون البصرية، للعدد الثاني منها.
ويُبيّن التقديم أنّه إذا كان الفنّ فعلاً إبداعياً يقوم على أساس الوعي، فإنّ التقاليد والعادات والطقوس التي يُمارسها المجتمع عبر تاريخه الطويل من الممارسات الاجتماعية، يُمكن أن نعتبرها أرشيفاً حيّاً يوثّق ويؤطّر المعرفة التي يحملها هذا المجتمع.
ينطلق العدد الثاني، الصادر باللغتين العربية والإنكليزية، من الراهن السياسي الذي يعيشه السودان منذ اندلاع الحرب في نيسان/ أبريل 2023، حيث يُخصّص مساحة لاستضافة مساهمات تُوثّق تجربة الحرب من خلال وسائل ووسائط متنوّعة، بما في ذلك الفنون البصرية، والتصوير الفوتوغرافي، والكتابة. وتعكس هذه الأعمال تأثير الحرب، لا على حياة المساهمين الشخصية فقط، ولكن أيضاً على المشهد الفنّي والممارسات الأرشيفية.
تُضيء "زا ميوز" مدينة بورتسودان، الواقعة شرق البلاد، حيث تحوّل أحد المراكز الفنّية إلى دار تأوي الفنّانين النازحين، كما تستعيد، في سياق آخر، تجربة الحفاظ على الأرشيف التي قام بها موظّفو أرشيف ولاية وسط الاستوائية خلال الحرب الأهلية الثانية في جنوب السودان (1983 - 2005). وفي إطار البحث عن أرشيفات بديلة ومناهضة للهيمنة، يتناول هذا العدد موضوعات الانتماء، والروابط العائلية، والقرابة التي لا تَعرّف بالضرورة من خلال الدم، بل يمكن أن تتجسّد من خلال طقوس موروثة، أو منزل، أو رسالة ورقية.
كذلك يتناول العدد الثاني من المجلّة السودانية ديناميات السلطة والسيطرة من خلال نقد دور التصوير الفوتوغرافي في تشكيل السرديات التاريخية، مع التفات إلى دور العمارة التي تُقدّم لنا الجانب المادي والملموس في حالتَي البناء أو التدمير، موقعاً أرشيفياً حيّاً، يُمكن أن يوثّق لسياسات الدولة الخارجية.
من الفنّانين والكتّاب المساهمين في العدد: خالد العربي، ودنان الأسد، وأسامة عمر، وحسن موسى، وصديق حيدر، وخالد حمزة، ومتوكل الحاج، وحسن موسى، ومحمد عبد الباسط، وأسامة عمر، ومظفّر رمضان، وإسراء الريح، وبطرس نيكولا، وموفق الصادق، وثريا صالح، وعوض مسعود، ومحمد عبد الباسط، ورندا سهيل (غلاف المجلّة).
إقرأ المزيد