"زاروب الثقافة".. ملتقى للناس والكتاب في بيروت
العربي الجديد -

تحت عنوان "زاروب الثقافة" أطلقت، صباح اليوم الجمعة، أربع مكتبات بيروتية: "بوك بوست" و"صنوبر بيروت" و"السبيل" و"مكتبجي"، بالإضافة إلى منظّمة "أبعاد"، بازاراً للكُتب في أحد شوارع منطقة راس النبع الخلفية، بعد تنظيفه وإضاءته، بمحاولة للتعويض عن عدم انعقاد معرضَي "بيروت الدولي للكتاب" و"لبنان الدولي للكتاب" هذا العام جرّاء العدوان الإسرائيلي، ومن المقرّر أن تتواصل الفعالية حتى مساء غدٍ السبت.

التقت "العربي الجديد" بأحد منظّمي البازار، هادي بكداش، الذي أوضح الغاية من التظاهرة وتتمثّل في تمكين الناس من العودة إلى الكتاب في منطقة شعبية الطابع الغالب عليها أنه لا تنتظم فيها فعاليات ثقافية بشكل دوري. أنا كنتُ أعيش في راس النبع وأستطيع فهمه إلى حدّ ما، وتقدير مدى رغبة الناس في وجود مثل هذا النشاط. إنها محاولة لاسترجاع الكتاب إلى الحيّز العام، وجعله متاحاً أمام الناس العاديين".

ويُتابع: "فوجئنا اليوم بكمية الناس، في البداية كان لدينا بعض التخوّفات، ولكن حضور المئات منهم إلى هذا المكان كان غير متوقّع. الناس هنا معتادة على الروتين العادي، ربما باستثناء الموالد التي كان الحيّ يشهدها قبل عقود، وكانت تشكّل حالة جمعية فريدة. وكما ترى الشارع الخلفي الذي اخترناه لم يكن نظيفاً ولا مُضاءً فعملنا على بعث الحياة فيه من خلال الكتاب، على أمل أن يتحول في المستقبل إلى ملتقى عام، وليس فقط معرضاً للكتب".

ويُضيف صاحب دار نشر "المصوّر العربي" في حديثه مع "العربي الجديد": "تتكوّن بيروت التاريخية من اثني عشر حيّاً أساسياً، وفكرة البازار تقوم على التواصل مع أهالي كلّ حيّ بغاية تنظيم التظاهرة مرّة كلّ شهر في واحد منها، وتضمّ كتباً مختلفة قديمة وجديدة، بالإضافة إلى إتاحة التبرُّع والمُبادلة، فتجمّع لدينا ما بين الأربعة والخمسة آلاف كتاب، وهذا ما يُميّز مثل هذه الفعاليات عن المعارض الرسمية ذات التكاليف العالية، كما أن أرباح الفعالية (تبدأ الأسعار بنصف دولار) ستعود إلى المطبخ الذي أنشأناه في مركز 'بوك بوست'، خلال العدوان الصهيوني على لبنان، لتأمين وجبات الطعام للنازحين".
     
وختم: "التحديات كثيرة، ربّما أقلها تأمين منصة لكلّ من يريد عرض كتبه، ولكن مثل أمور كهذه تُحلّ بطريقة اجتماعية، نستعير بعض الطاولات والكراسي من الجيران، وهذا أيضاً جزء من أهداف البازار أن تلتقي الناس ويتعرّف بعضها على بعض من جديد".  



إقرأ المزيد