"حوريات" كمال داود.. جدل متصاعد ودعاوى قضائية
العربي الجديد -

كمال داود ملوّحاً بروايته من شرفة مطعم في باريس بعد إعلان فوزه بجائزة غونكور (Getty)

قالت المحامية الجزائرية، فاطمة بن براهم، إنّ شكويَين قضاءيّتَين رُفعتا ضدّ الكاتب الجزائري الفرنسي كمال داود وزوجته الطبيبة النفسية عائشة دحدوح، بتهمة استخدام قصّة إحدى مريضاتها في رواية "حوريات" التي حازت "جائزة غونكور" الفرنسية مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري.

وأوضحت المحامية، في تصريحات لـ"وكالة الأنباء الفرنسية"، أنّ الشكوى الأُولى رُفعت "باسم المنظّمة الوطنية لضحايا الإرهاب"، والثانية باسم "الضحية"؛ وهي مواطنةٌ جزائرية تُدعى سعادة عربان، ظهرت قبل أيام على قناة تلفزيونية محلّية، زاعمةً أنّ الرواية تسرد قصّة نجاتها من الموت، بعد تعرّضها لمحاولة قتل ذبحاً على يد مسلّحين خلال "العشرية السوداء"، متّهمةً الكاتب وزوجته باستغلال قصّتها من دون إذنها.

وروت عربان، التي قالت إنّها كانت تتلقّى علاجاً نفسياً من زوجة الكاتب الجزائري الفرنسي، قصّتها بصعوبة؛ إذ فقدت القدرة على الكلام بشكلٍ طبيعي بسبب الحادثة، وهو ما يتطابق مع موضوع الرواية التي تدور بعض أحداثها في وهران، وتروي قصّة شابّة فقدت القدرة على الكلام بعد تعرّضها لمحاولة قتل ذبحاً في كانون الأوّل/ ديسمبر 1999.

وقالت المحامية بن براهم إنّ المدّعين رفعوا الدعويَين أمام محكمة وهران، مكان إقامة كمال داود وزوجته، بعد أيام من صدور الرواية في آب/ أغسطس الماضي، وليس بعد فوزها بجائزة غونكور، مضيفةً أنّ موضوع الشكويين يتعلّق بـ"إفشاء السرّ المهني؛ حيث أعطلت الطبيب كلّ ملفّ مريضتها لزوجها"، وكذلك "قذف ضحايا الإرهاب" و"مخالفة قانون المصالحة الوطنية" الذي قالت إنّه "يمنع نشر أيّ شيء عن فترة الأزمة الأمنية في الجزائر بين 1992 و2002".

وبينما يلتزم كمال داود الصمت، قال أنطوان غاليمار، رئيس "دار غاليمار" التي نشرت الرواية، إنّ الأخيرة مستوحاة من أحداث مأسوية وقعت في الجزائر خلال التسعينيات، إلّا أنّ حبكتها وشخصياتها وبطلتها خيالية بحتة، مندّداً بما وصفها بـ"حملات التشهير العنيفة المدبّرة من النظام الجزائري" ضدّ داود، والتي قال إنّها تأتي بعد "منع الكتاب ودار النشر من المشاركة في معرض الجزائر الدولي للكتاب" الذي أُقيم مطلع الشهر الجاري.



إقرأ المزيد