العربي الجديد - 11/20/2024 7:37:37 AM - GMT (+3 )
كامن*
هَلْ تَعْرِفُونَ
أين أجمَلُ مَكانٍ
لِمُشَاهدَةِ الغُروُبِ فِي "كامِن"؟
إنَّهُ فِي عَينِ الغَريبِ
حِينَ يقفُ مُتأمّلاً نِهايَة النَّهارِ
فتَنْزِل دَمعَتُه بِلَونِ الشَّفَقْ
ويَسْألُ بألمانية ضعيفة:
هَلْ يَحِقُّ القولُ إنَّهَا دِيَارِي؟
* كامن: البلدة الألمانية التي أعيش فيها
■ ■ ■
نجاة
هل تركتُ حياتي خلفي
أم نجوتُ بها؟
لا أدري ولكنّي أرقبُ الآنَ سماءً تتلوّن
وأُدرك أنَّ ما تخبو خلفَ الغيومِ
شمسٌ مشرقةٌ
تتأرجحُ بين بلادٍ تبتعدُ
وأُخرى تفتحُ ذراعيها،
الفرقُ بينهما هو درجةُ العناق.
■ ■ ■
الأمل... بلغة أجنبية
صباح الخيرِ،
هذهِ المرّة أعنيها.
واقفًا أمامَ مرآتي،
أقولُ لنفسي: صباحُ الخير.
صباحٌ سأنسى فيهِ أعمقَ جروحي
لو لعقَهُ لسانُ شمسٍ جديدةٍ.
صباحٌ سأنسى فيهِ هولَ خطواتِ الهروب
لو مسّدَ قدمَيَّ عشبُ الحديقةِ الجديدة.
صباحٌ سأختار فيهِ جهةَ اليومِ
وأسيرُ معَ ألطفِ الغيومِ إليها.
صباحٌ لن أخشى أن يكونَ آخرَ صباحٍ لي.
صباحٌ لن أتذكّرَ فيهِ عطشَ عينيّ وجُوعَهما.
صباحٌ سأمنعُ فيهِ عن قلبي الكآبةَ
وأسمحُ أن تسندَهُ وردةٌ.
صباحٌ سأتجنّبُ فيهِ لغةَ مشاعري الأُمّ.
سأنسى الخطرَ والخوفَ والحزنَ والأسى
والرَّوعَ والذُّعرَ والفزعَ والقهرَ والكمدَ والغمَّ والشّجنَ والحسرةَ والحُرقةَ.
صباحٌ سأنسى فيهِ ما يربطُ لساني
وأُحاول تهجئةَ الأملِ بلُغةٍ أجنبيةٍ.
ولكنْ
هل سأكونُ بعدَ ذلكَ الشخص نفسَهُ؟
■ ■ ■
ابتسامة من خلف الجدار
أخْبِرونِي أنّ الشّمسَ
ما زالتْ تشرقُ عَلَى جَبينٍ حُرٍّ
وأنّ قَمَرَ الليَالِي الصَّعبَةِ
يَسْتَمِع لنَبَضَاتِ الضَّمِير...
أخْبِرُونِي أنّ زهرةً عَلى الأسْفَلت
أحْرَجَت أصفَادَ الحَديد
وأنّ نَوم الظَالِمِ قلقٌ
وقلبه خائف...
أخْبِرُونِي فَقَطْ
وسَوفَ أبْتَسِمُ مِنْ خَلفِ الجِدَار.
* شاعر من العراق
إقرأ المزيد