العربي الجديد - 10/3/2024 9:05:46 PM - GMT (+3 )
حتى الحادي والثلاثين من الشهر الجاري، يتواصل في "دار الكتب الوطنية" بتونس العاصمة معرض وثائقي لمناسبة مرور ثمانين عاماً على رحيل السياسي والمفكر التونسي عبد العزيز الثعالبي (1876 - 1944).
يغطّي المعرض، الذي افتتح أول أمس الثلاثاء بالشراكة مع "الأرشيف الوطني التونسي"، جوانب متعدّدة من سيرة الثعالبي الذي قدّم تنظيرات تدعو إلى إصلاح المجتمع والدولة والتجديد الديني في تونس، وكانت له مواقف مناهضة للاستعمار الفرنسي تعرّض بسببها للنفي، حيث تُعرض مقالاته في الصحافة التونسية وجميع مؤلفاته، وكذلك الدراسات والمؤلفات التي كُتبت حول تجربته، بالإضافة إلى وثائق عائلية وصور فوتوغرافية تضيء حياته الشخصية.
يغطّي المعرض سيرة الثعالبي الذي دعا إلى الإصلاح والتجديد الديني وناهض الاستعمار الفرنسي
كما تُعرض وثائق تؤرخ لمحطّات عاشها الراحل يحتفظ بها "الأرشيف الوطني التونسي"، وسجل آخر أعدّه الباحث حمادي الساحلي، يتناول الفترة التي غادر فيها الثعالبي تونس بدءاً من عام 1923 حين أجبره المقيم العام الفرنسي لوسيان سان على إيقاف نشاطه السياسي على رأس "الحزب الدستوري التونسي"، فاضطر للانتقال إلى روما ومنها إلى اليونان ومن ثم إلى تركيا، ليرتحل إلى مصر التي وصلها في تشرين الثاني/ نوفمبر من السنة ذاتها.
ويذكر السجل رحلته إلى فلسطين بين أيار/ مايو وحزيران/ يونيو 1924، وهناك تعرّف على عدد من العلماء والشخصيات، ومنهم المفتي أمين الحسيني الذي ربطته به علاقة وثيقة، حيث شاركه التحضير المؤتمر لقدس الإسلامي سنة 1931، وكتب مقالات عديدة دعا فيها إلى تحرير فلسطين من الاحتلال البريطاني، كما يشير سجل رحلاته إلى اجتماع عقده مع الشريف حسين بن علي في مكة ومنها سافر إلى اليمن والهند، التي عاد منها إلى القاهرة التي أقام فيها فترة طويلة حتى عام 1937، تخلّلتها زيارات إلى بورما والفلبين وماليزيا وسنغافورة.
ويتضمّن المعرض مقالات الثعالبي التي نشرها بعد رجوعه إلى تونس، خاصة في "جريدة الإرادة"، والتي جُمعت بعد رحيله ونُشرت في كتاب "مقالات فى التاريخ القديم" الذي صدرت طبعته الأولى عام 1986 في بيروت، إلى جانب مقالاته في صحف تونسية وفرنسية عدّة.
وتُعرض أيضاً مؤلفاته ومنها: "تونس الشهيدة"، و"تاريخ شمال أفريقيا منذ الفتح الإسلامي إلى نهاية الدولة الأغلبية"، و"الروح التحرّرية في القرآن"، و"خلفيات المؤتمر الإسلامي بالقدس 1350هـ - 1931م"، و"الرحلة اليمنية"، و"محاضرات في التفكير الإسلامي والفلسفة"، وغيرها.
وفي ركن آخر من المعرض، توجد مؤلفات عديدة وضعها باحثون عن الثعالبي ودوره الوطني والإصلاحي مثل: "الشيخ عبد العزيز الثعالبي والحركة الوطنية 1982 - 1940" لأحمد بن ميلاد ومحمد مسعود إدريس، و"الثعالبي وتجديد الفكر الديني" لعلي الشابي والحبيب الجنحاني وفرحات الدشراوي.
إقرأ المزيد