"الأحزاب السياسية في سورية".. حصيلة مئة عام من النشاط
العربي الجديد -

يُقدّم بمنهج وصفي المعلومات الرئيسية حول كلّ حزب

يستعيد كتاب "الأحزاب السياسية في سورية 1924 - 2024"، الصادر حديثاً عن "مركز جسور للدراسات"، إرث مئة عام من الحياة السياسية في بلد ما زال شعبُه يطمح لاستعادة حقوقه المدنية والقانونية من حُكم الحزب الواحد الممتدّ منذ الثامن من آذار/ مارس 1963 (تاريخ استيلاء حزب البعث على السلطة)، وصولاً إلى اليوم. 

يرصد العمل، الذي أعدّه وحرّر كلٌّ من الباحثين وائل علوان ورياض الحسن، وشارك فيه فريق من الباحثين والمختصين، عدّة ظواهر في تاريخ الأحزاب السورية؛ مثل صعود الأجنحة العسكرية للأحزاب السياسية، وصعود الأحزاب القومية، وصعود البُعد الجغرافي في تحوُّل تسميات وبرامج الأحزاب الكردية نحو الكردستانية، وصعود الأحزاب المحافظة، وإشكالات الإطار الدستوري والقانوني، وضعف تمثيل الأحزاب في المعارضة الرسمية.

يُحصي الكتاب ظهور 134 حزباً، اثنان وتسعون منها تأسّس بعد عام 2011

يقع الكتاب في ثلاثة أبواب رئيسية، يحلّل الأوّل الحياة السياسية وظواهرها في سورية، من واقع النظر إلى الأحزاب السياسية القائمة حالياً، ثم يذكر أهمّ التحالفات السياسية التي تشكّلت الأحزاب ضمنها، وفي البابَين الثاني والثالث يقدّم الكتاب بمنهج وصفي المعلومات الرئيسية لكلّ حزب من ضمن أحزاب الكتاب التي بلغ عددها مئة وأربعة وثلاثين حزباً، يوزّعها بين هذين البابين، فترد في الأوّل منهما الأحزاب قبل عام 2011، وعددها 42 حزباً، ثم يأتي الباب الأخير الذي يضمّ الأحزاب التي نشأت بعد عام 2011، وعددها 92 حزباً.

يورد الكتاب المعلومات الرئيسية عن كلّ حزب، حيث تبدأ بتاريخ تأسيسه ثم المؤسّس وظروف التأسيس، والزعماء الذين توالوا على قيادة الحزب والشخصيات السياسية البارزة فيه، ثم الحالة التنظيمية والأحداث الرئيسية في مسيرة الحزب من الانقسامات أو الاندماجات أو الخلافات، ثم يستعرض تعريف الحزب لنفسه بإيجاز، مبيّناً الهوية السياسية والفكرية المعلنة له، ويختم الحديث عن كلّ حزب بتموضعه في خريطة الاصطفافات السياسية الحالية، مشيراً إلى ارتباطه مع أطراف الصراع في سورية (النظام أو المعارضة أو الإدارة الذاتية).

ويفتح الكتاب باب المقارنة بين مرحلتين رئيسيتين في الحياة السياسية السورية، تُشكّل فترة حكم البعث جدار الفصل بينهما، الأولى فترة تنوّع الحياة السياسية التي نشات خلالها الأحزاب التقليدية (الشيوعية والقومية باتجاهاتها المتعددة والإسلامية والليبرالية)، والثانية بعد عام 2011 حيث بدأت الحياة السياسية تعود للتنوع من جديد، بما تبقى من الأحزاب التقليدية، أو بالأحزاب الناشئة.

ووفقاً للقائمين على العمل، فإنّ أبرز الصعوبات التي واجهها فريق الإعداد، كثرة الأحزاب في الساحة السياسية السورية، وكثرة الانشقاقات التي كانت تتعرّض لها، خصوصاً الأحزاب الكردية، وقلة المصادر والمراجع التي تناولت الأحزاب الحديثة، وخصوصاً التي نشأت بعد عام 2011، وضعف النشاط الإعلامي لكثير من الأحزاب، فضلاً عن أن كثيراً منها ليس لها مواقع إلكترونية، وبعضها ليس له نشاط على مواقع التواصل الاجتماعي، وصعوبة تصنيف جزء منها من الناحية السياسية والفكرية، خصوصاً الناشئة بعد عام 2011، حيث نشرت في أهدافها ومبادئها أفكاراً عامّة، دون أن تضع برنامجاً سياسياً محدَّداً يميّزها عن باقي الأحزاب.
 



إقرأ المزيد