التشكيل السوري.. أرشفة رقميّة لتجارب ثمانية عقود
العربي الجديد -

شهدت سورية منذ أواسط القرن الماضي حركة تشكيليّة ناهضة، تمثّلت ببزوغ جيل من الفنّانين الروّاد وانتعاش في إقامة المعارض وتأسيس صالات العرض في مختلف المُدن، إلى جانب بدء ظُهور كتابات توثيقيّة ونقديّة حول ذلك، لكنّ وجود مكتبة تشكيليّة جامعة لهذه الجهود ومُعرِّفة بها لم يتم الاشتغال عليه بعد بما يكفي من قِبَل المختصّين.

وضمن هذا السياق الهادف إلى أرشفة الحركة التشكيلية في سورية، أعلنت "مؤسّسة أتاسي للفنون والثقافة" مؤخّراً عن إطلاق المرحلة الأُولى من المكتبة الرقمية الخاصة بالتشكيل السوري. ووفقاً للمؤسّسة فإنّ المكتبة الرقمية تُشكّل جزءاً من المكتبة الورقية، وتتضمّن في هذه المرحلة سبعة وثمانين كتاباً تمّ مسحُها ضوئيّاً، وسيتمّ توسيعها تباعاً، ويعود أقدم هذه الكتب إلى عام 1949 وأحدثها إلى عام 2021. 

من البروشورات التي تحتويها المكتبة

والهدف من مشروع المكتبة الرقميّة، كما يُوضّح القائمون عليها، هو "استكمال دعمنا للمعرفة المتعلّقة بالفنّ السوري وتعزيز مكانة الفنّانين السوريّين، وتندرج كنشاط تحت جهودنا بالأرشفة والتوثيق وتوفير قاعدة من المراجع في ظلّ نقص الكتابات المتخصّصة في الفنّ السوري، وصعوبة الوصول إلى ما هو موجود منها".

الجدير بالذكر أنّ المكتبة تحتوي على كُتب وبرشورات وكتالوغات معظمها نادر، حيث سيتمّ نَشْر أغلفة الإصدارات فقط، وذلك لأسباب متعدّدة أهمُّها الحفاظ عليها من التناقُل العشوائي واحترماً لحقوق النشر، وستكون متوفّرة للباحثين عند الطلب من خلال الرابط التالي: E-Library.  

من العناوين التي يتضمّنُها مشروع المكتبة الرقميّة: "الرسم: عِلمٌ وفنّ" (1949) لناظم الجعفري، و"موجز تاريخ الفنون الجميلة: المدرسة الإيطالية 1453 - 1519" (1954) لفاتح المدرّس، و"الفنون التشكيلية في الإقليم السوري 1900 - 1960" (1960) لعفيف بهنسي، و"القمر الشرقي على شاطئ الغرب" (1962) لفاتح المدرّس وشريف خزندار، و"حياة الفنّان محمد فتحي" (1962) لسلمان قطاية، و"أربعون عاماً من الفنّ التشكيلي في القطر العربي السوري" (1971) لغازي الخالدي، وكتالوغ معرض يوسف عبدلكي في "صالة الشعب" (1978) بدمشق بتقديم رضا حسحس.

بروشور معرض الخريف في "المتحف الوطني" بدمشق، 1972

انطلقت "مؤسسة أتاسي" عام 2016 كمُبادرة فنّية غير ربحيّة تهدف إلى الحفاظ على الفنّ والأرشيف السوريّ الحديث والمعاصِر والترويج لهما، وتشجيع الفكر النقدي والبحثي من خلال إنتاج المعرفة، وكذلك دعم المشهد الفنّي السوريّ من خلال بناء القدرات ومدّ جسور تربط بين ماضي الإنتاج الفنّي بمستقبله.



إقرأ المزيد