خلال جلسة حوارية أُقيمت أمس الثلاثاء ضمن "معرض تونس الدولي للكتاب"، الذي تستمرّ فعاليات دورته الثامنة والثلاثين في تونس العاصمة حتى الثامن والعشرين من نيسان/ أبريل الجاري، لم يتردّد المفكّر الفرنسي آلان جونيون Alain Jugnon عن تسمية ما يحدث في غزّة والضفّة الغربية منذ قرابة سبعة أشهر باسمه الحقيقي: "حرب إبادة جماعية" و"محرقة".

صاحب "لماذا لسنا مسيحيّين" (2009)، الذي جدّد خلال الجلسة التعبير عن دعمه المطلَق للشعب الفلسطيني، اعترف بأنّ انحيازه لحقوق الفلسطينيّين، والذي قال إنّه يُترجمه بوضوح من خلال الكتابة، أمرٌ "معقَّد وحسّاس" حين يُعبّر عنه في فرنسا، مُضيفاً: "موقفي معاكس تماماً للموقف الرسمي لبلادي".

حملت الجلسة عنوان "من هو الفلسطيني؟". وبالنسبة إلى جونيون (1959)، فالإجابة هي أنّ الفلسطيني، وفق المفهوم الفلسفي، مواطنٌ يتمتّع بجميع حقوق الإنسان في القرن الحادي والعشرين.

وكشف المتحدّث أنّه، وباعتباره مفكّراً وناشطاً سياسياً داعماً للقضية الفلسطينية، ألّف كتاباً جديداً نصرةً لغزّة وفلسطين تحت عنوان "غزّة حبيبي"، مُضيفاً أنّ هذا العمل سيرى النور قريباً.

يُعبّر الكتاب، الذي قرأ جونيون مقتطفاً منه، عن موقفه الرافض للهيمنة الغربية؛ بدءاً من الاستعماري الفرنسي للجزائر، ومروراً بوضعية المسلمين في فرنسا، والذين قال إنّهم شبه منوذين فيها، مُضيفاً: "يفضح الكتاب الأشكال الاستعمارية الجديدة والمناهِضة لحقوق الإنسان. ومن هنا عنونته: غزّة حبيبتي".

واختتم آلان جونيون حديثه بالقول: "عسى أن يكون الكتاب رسالةً في مواجهة الرعب الذي أشعر به عندما أتابع أحداث الحرب غير المشروعة وغير العادلة التي تشنّها إسرائيل على فلسطين المحتلّة، وأن يكون هذا الخطاب الفلسفي دعماً للإنسانية الفلسطينية".