قمة وديربي في عودة الدوري الجزائري.. والهدف الاقتراب من الصدارة
العربي الجديد -

شبيبة القبائل يتصدر ترتيب الدوري الجزائري (فيسبوك شبيبة القبائل)

تعود خلال الأيام الأخيرة من شهر يناير/ كانون الثاني الجاري عجلة الدوري الجزائري لكرة القدم إلى الدوران من جديد بإجراء بعض المباريات المؤجلة، من بينها قمتان منتظرتان على أحرّ من الجمر عند الجماهير المحلية، مثل المباراة التي سيرحل فيها المتصدر شبيبة القبائل إلى العاصمة لمواجهة شباب بلوزداد الجريح على المستوى القاري.

كذلك، سيكون الموعد بعد أيام قليلة بإجراء ديربي الجزائر الكبير بين الجارين اتحاد العاصمة ومولودية الجزائر، اللذين أنهيا دوري المجموعات من كأس الكونفدرالية الأفريقية وكذلك دوري أبطال أفريقيا، توالياً، بنجاح وبتأهل مستحق عبر مجموعتيهما، ما يجعلهما متفرغان لحصد أكبر عدد من النقاط في لقاءاتهما المتأخرة، ومنه التربع على صدارة جدول الترتيب. وتعتبر هذه الفرق الأربعة هي الأكبر شعبية في الجزائر كما هي الأكثر صرفاً للأموال في فترة الانتقالات الصيفية الماضية بدعم كبير من الشركات الوطنية الراعية، حيث استطاع كل فريق ضم العديد من النجوم سواء من الدوري الجزائري أو دوليين سابقين مع منتخب الخُضر، إضافة إلى لاعبين مميزين ومعروفين في القارة الأفريقية، ولو أن الكثير منهم لم ينجح في فرض نفسه خلال النصف الأول من الدوري الجزائري لكرة القدم للعديد من الأسباب، أبرزها فشلهم في التأقلم مع الضغط الذي صاحب قيمة انتقالهم والأجور المالية التي يحصلون عليها، إضافة إلى عدم استقرار الأجهزة الفنية بهذه الفرق، فكلهم غيروا مدربيهم في الأسابيع الماضية، باستثناء نادي اتحاد العاصمة الذي حافظ على مدربه التونسي نبيل معلول منذ بداية الموسم الحالي 2024-2025.

وسيعمل نادي شباب بلوزداد خلال استضافته شبيبة القبائل، اليوم الثلاثاء، وفي لقاء متأخر من الأسبوع التاسع من الدوري الجزائري لكرة القدم، على تحسين وضعه في جدول الترتيب، حيث يحتل الفريق حالياً المركز التاسع وبرصيد 19 نقطة من 11 مباراة، أي أنه يملك حتى الآن أربع مباريات متأخرة، ما يعني أنه أمام فرصة اللحاق بالصدارة إن أحسن التفاوض فيها، لكن ذلك لن يكون سهلاً على أبناء العقيبة بسبب المعنويات والحالة الذهنية السيئة التي يعيشها الفريق منذ فشله في المرور إلى الدور ربع النهائي لدوري أبطال أفريقيا، وهو إخفاق تكرّر على أصحاب اللونين الأبيض والأحمر خلال السنوات الأخيرة.

كما أن هناك مشاكل كبيرة حدثت خلال الفترة الماضية داخل تركيبة الفريق، على غرار ما جرى بين المدرب عبد القادر عمراني والمهاجم إسلام سليماني، الذي اضطر للمغادرة في فترة الانتقالات الشتوية والعودة إلى أوروبا عبر بوابة فيسترلو البلجيكي على سبيل الإعارة حتى نهاية الموسم الجاري. كما أن نادي شبيبة القبائل الذي يتصدر جدول الترتيب برصيد 24 نقطة ومع مباراة متأخرة، سيهدف إلى العودة بالعلامة الكاملة من العاصمة عندما يحل ضيفاً على شباب بلوزداد، ولو أن الفريق يعيش أيضاً بعض المشاكل التي تمخضت عن مغادرة المدرب عبد الحق بن شيخة بسبب الضغوطات التي عاشها في الفترة الماضية، على حد تصريحات سابقة له.

وأعقب كل ما سبق، الخروج المدوي من الدور الـ16 لكأس الجزائر أمام اتحاد الحراش المنتمي لدوري الدرجة الثانية المحلية، إضافة إلى فشل اللاعبين الجدد في فرض أنفسهم ضمن تشكيلة الكناري، خاصة الأسماء الأجنبية، ويبقى المخضرم رياض بودبوز هو النقطة المضيئة الوحيدة لحد الآن، عطفاً على أرقامه المميزة ولعب دوره قائداً لأبناء مدينة تيزي وزو في هذه المرحلة الحساسة من الموسم، ولو أن ذلك لن يكون كافياً بكل تأكيد لجماهير الفريق التي أمست تطالب بعودة النادي للسيطرة على الألقاب المحلية والتألق القاري مثلما كان الحال قبل سنوات.

وستكون الأنظار موجهة أيضاً، يوم الجمعة المقبل، إلى ملعب 05 يوليو 1962، الذي سيحتضن ديربي الجزائر الكبير بين اتحاد العاصمة ومولودية الجزائر في لقاء متأخر من الأسبوع السابع للدوري المحلي، وهو لقاء كان من المتوقع أن يُلعب في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، لكنه تأجل بسبب الانتخابات الرئاسية في البلاد. وفي هذه المباراة سيهدف نادي اتحاد العاصمة، الذي يحتل المركز الخامس في الدوري الجزائري برصيد 20 نقطة ويملك أربع مباريات مؤجلة، إلى تحقيق الفوز على غريمه وجاره اللدود، وهو يملك كل الحظوظ في ذلك، نظراً للاعبين المميزين الذين تضمهم تشكيلة المدرب التونسي نبيل معلول، على غرار الحارس الدولي مع منتخب الخُضر أسامة بن بوط والجناح حسام الدين غشة وغيرهما.

في الوقت عينه تبدو المعنويات جد مرتفعة داخل تشكيلة سوسطارة بسبب النتائج الإيجابية المحققة، سواء في مسابقة كأس الجزائر بعد التأهل للدور المقبل، أو في كأس الكونفدرالية الأفريقية التي نجح فيها رفقاء إلياس شتي في البصم على مرور مستحقٍ وفي صدارة المجموعة الثالثة. وفي انتظار أن يتعرف الفريق إلى منافسه في الدور المقبل، يظل اتحاد العاصمة مرشحاً لتحقيق هذا اللقب القاري الذي أحرزه عام 2023، وهو نفسه العام الذي شهد تحقيق لقب السوبر الأفريقي أمام الأهلي المصري تحت إشراف المدرب عبد الحق بن شيخة.

ولن تكون مهمة اتحاد العاصمة سهلة في هذا اللقاء لأسباب عدّة، من بينها طابع الديربي الذي يحمله هذا اللقاء، ما يجعله مفتوحاً على كل الاحتمالات، إضافة إلى المعنويات المرتفعة والحالة الذهنية الرائعة التي يعيشها لاعبو نادي مولودية الجزائر بعد تحقيق التأهل للدور المقبل من مسابقة دوري أبطال أفريقيا، وبعد العديد من المشاركات المخيبة على التوالي، ما سيجعل الفريق حالياً أمام فرصة التفرغ لمبارياته الثلاث المؤجلة من الدوري من أجل التربع على الصدارة والانطلاق صوب الدفاع عن لقبه المحقق العام الماضي.



إقرأ المزيد