الترجي يواجه الأفريقي في ديربي تونس.. تنافس قوي بأهداف مشتركة
العربي الجديد -

حوار تكتيكي قوي بين المدربين ديفيد بيتوني ولاورينتو ريجيكامف (العربي الجديد/فيسبوك/Getty)

سيكون عشّاق كرة القدم التونسية على موعد، الأحد، مع مواجهة "الديربي" المرتقبة بين الترجي الرياضي وضيفه النادي الأفريقي، التي ستُقام على استاد حمادي العقربي برادس بدءاً من الساعة الخامسة والنصف مساء بتوقيت القدس المحتلة، ضمن منافسات الأسبوع الثاني عشر من مسابقة الدوري التونسي الممتاز لكرة القدم.

ويتطلع المتابعون إلى مشاهدة مباراة مميزة تليق بعراقة الفريقين، خصوصاً أنّ اللقاء يأتي في وقت جيد بالنسبة لكلا الفريقين، فالأفريقي استعاد توزانه في الموسم الحالي، وقدّم نفسه أحدَ المراهنين الحقيقيين على التتويج باللقب الغائب عن خزائنه منذ سنة 2015. أما نادي الترجي، فعاد بقوة في المنافسات، بعدما تجاوز بداية الموسم المتعثّرة التي مرّ بها في الأسابيع الأولى من عمر المسابقة المحلية.

ويسعى النادي الأفريقي إلى الفوز الأول ضيفاً على الترجي منذ سنة 2008، وهو ما سيتيح له افتكاك الصدارة من الاتحاد المنستيري الذي يحتل المركز الأول مؤقتاً بـ26 نقطة، بعد فوزه، يوم الجمعة الماضي، في افتتاح الجولة على مضيفه مستقبل سليمان بهدف من دون رد، فيما يحتل فريق الترجي المرتبة الخامسة برصيد 19 نقطة، وهو يطمح إلى الفوز حتى يقترب من الصدارة، قبل أن يلعب المباراة المؤجلة من الجولة الحادية عشرة أمام فريق قوافل قفصة، الأسبوع المقبل، التي تبدو سهلة على الورق لزملاء النجم الجزائري يوسف بلايلي.

ولا يخلو الدوري التونسي لكرة القدم في الموسم الحالي من الإثارة والتنافس القوي بين العديد من الأندية، وقد يكون لمباراة "الديربي" تأثير مباشر على الترتيب النهائي لمرحلة الذهاب، إذ إن فوز النادي الأفريقي سيمكّنه من توسيع الفارق مع غريمه التقليدي إلى ثماني نقاط، فيما سيعيد فوز فريق الترجي توزيع الأوراق، وسيلهب المنافسة على المراكز الأولى، قبل ثلاث جولات فقط من نهاية المرحلة الأولى للمسابقة المحلية.

ويتمتع نادي الترجي بأسبقية الأرض والجماهير، حيث سمحت السلطات المحلية بحضور مشجعي الفريق المحلي فقط، رغم أن المتحدث الرسمي باسم النادي الأفريقي علي علولو أكد، في تصريحات إعلامية في تونس، أن فريقه تقدم بطلب رسمي من أجل تمكين مشجعيه من متابعة اللقاء في استاد حمادي العقربي برادس، لكن وزارة الداخلية اختارت في نهاية الأمر مواصلة إقامة مباريات المسابقة المحلية بحضور جماهير الفريق المحلي فقط، وفقاً لما جرت عليه العادة في السنوات الأخيرة.

وبالإضافة إلى أسبقية الأرض والجمهور، يتسلّح نادي الترجي بتاريخه الكبير في "الديربي"، إذ سبق له أن فاز في 57 مواجهة مقابل 32 انتصاراً لغريمه الأفريقي، وقد انتهت 51 مباراة بالتعادل بين الفريقين، فيما يعود آخر انتصار لزملاء النجم الليبي علي يوسف إلى 7 مارس/ آذار 2023، عندما فازوا على الغريم التاريخي، فريق الترجي، بهدف من دون رد، أحرزه حمدي العبيدي.

وستكون المباراة فرصة لمدرّبي الفريقين لاكتشاف أجواء "الديربي" التونسي، إذ سيواجه المدير الفني للنادي الأفريقي الفرنسي ديفيد بيتوني خصمه الترجي للمرة الأولى منذ وصوله إلى قيادة الفريق في الصيف الماضي، وكذلك هو الأمر بالنسبة للمدير الفني الروماني لاورينتو ريجيكامف، بعدما تعاقد مع الترجي الشهر الماضي خلفاً للمدرب البرتغالي ميغيل كاردوسو.

وتعرّض النادي الأفريقي لضربة قوية عندما تأكد من غياب نجمه بلال آيت مالك عن المباراة بسبب الإصابة، كما تحوم الشكوك حول مشاركة ثلاثي الترجي الأجنبي، البرازيلي يان ساس والتوغولي روجي أهولو والجنوب أفريقي إلياس موكوانا، لأسباب صحية مختلفة، فيما يعوّل كلا المدربين على باقي نجومهما من أجل الفوز، خصوصاً أن الفريقين تعاقدا مع لاعبين مميزين قبل بداية الموسم الحالي.

وتحدث النجم السابق لنادي الترجي علي الزيتوني، في تصريح لـ"العربي الجديد"، عن حظوظ فريقه في المواجهة قائلاً: "أعتقد أن الفريق استعاد عافيته مع المدير الفني الجديد الروماني ريجيكامبف، أنا سعيد بتطور الأداء في المواجهة الأخيرة لبطولة دوري أبطال أفريقيا أمام فريق بيراميدز المصري، التي تضمنت العديد من المؤشرات الجيدة على عودة الثقة للاعبين، لكن الأمر سيختلف تماماً في مباراة الديربي، نظراً إلى أن هذا النوع من المواجهات لا يحتكم تماماً للتكهنات، رغم ثقتي بأن الترجّي هو الأقرب إلى الفوز، خصوصاً أنه يملك لاعبين مميزين، مثل النجم الجزائري يوسف البلايلي، الذي أتوقع أن يكون مفتاح الانتصار بالنسبة لفريق الترجي".

وأثارت لجنة التحكيم التونسية جدلاً واسعاً في الشارع الرياضي بعدما أخفت هوية طاقم التحكيم الذي سيقود المباراة، وذلك عندما نشرت على صفحتها الرسمية بموقع فيسبوك، الجمعة الماضي، جدول الحكام الذين سيقودون مواجهات الأحد، واكتفت بالإشارة إلى أن "الديربي" سيقوده طاقم تحكيم أوروبي.

وفي هذا السياق، حصل "العربي الجديد" على معلومات حصرية تفيد بأن هذا القرار جاء بطلب من وزارة الشباب والرياضة، التي حثت رئيس لجنة التحكيم مراد الدعمي على تعيين طاقم أجنبي، رغم أن الأخير أكد في مقابلة سابقة مع "العربي الجديد" أنه يسعى إلى إكمال الموسم 2024-2025 بالحكام المحليين، لكنه تراجع في نهاية الأمر عن هذا القرار، خصوصاً أن الفريقين طلبا رسمياً ترسيم طاقم تحكيم أجنبي لهذا اللقاء، علماً أن كل مواجهات منافسات الدوري التونسي لكرة القدم تُقام هذا العام من دون تقنية حكم الفيديو المساعد "فار"، التي من المتوقع حضورها في مرحلة الإياب.



إقرأ المزيد