نادال نجم التنس.. صاحب أيقونة رولان غاروس ومباراة فيدرر التاريخية
العربي الجديد -

نادال حقق 14 لقباً في بطولة رولان غاروس بفرنسا (Getty)

كانت لحظة إرساله للكرة مختلفة عن بقية اللاعبين، بذلك الأسلوب الخاص والمبتكر، حين كان يلمس سرواله ثم كتفيه وبعدها أنفه وخلف أذنيه، حتى صرخاته بعد كلّ نقطة فوزٍ كانت استثنائية حين يصرخ "Vamos"، كلّ ذلك الآن سيصبح جزءاً من الماضي، مع نهاية كأس ديفيز الشهر المقبل، حينها سيضع رافائيل نادال النقطة الأخيرة في مسيرة أسطورة كبيرة بعالم التنس.

وُلد نادال في عائلة ثرية، حيث كان والده رجل أعمال مشهورا في إسبانيا، وكانت والدته تعمل في تجارة العطور، وعملياً لم يكن يُفكر في المجال الرياضي، إلا أن عمّه توني لعب دوراً في ذلك، حين أعطاه مضرباً للتنس، وبالفعل نال إعجاب الطفل الصغير رغم بنيته الضعيفة، لكنه استطاع صعود السلم درجة وراء أخرى، فعمل على تطوير نفسه وخضع لتدريبات مستمرّة ومكثّفة. إلى جانب التنس، وكما هو معروف، مارس نادال كرة القدم في إسبانيا، وهنا كان لا بد للوالد أن يتدخل، فقد بات رافا منغمساً بممارسة رياضتين في الوقت عينه، وتراجعت نتائجه المدرسية، وخيّره حينها بين الرياضتين إلى جانب متابعة تحصيله العلمي بطبيعة الحال، ليفضل التنس، ومن حينها انطلقت رحلة الماتادور نحو المجد، برعاية عمّه توني، الذي دفعه لاستخدام يده اليسرى لإرسال الكرات، وامتلك واحداً من أقوى وأفضل الإرسالات في رياضة التنس.

وبرز نادال على الساحة بقوة في عمر الـ16 عاماً وبلغ نصف نهائي بطولة ويمبلدون للناشئين، ثم كان حاضراً مع إسبانيا في كأس ديفيز في عمر الـ18 عاماً وحقق حينها اللقب، لكنه لم يكن الأخير بطبيعة الحال، إذ بلغ عدد تتويجاته 92 في البطولات الفردية وحصل على جوائز مالية بقيمة 135 مليون دولار، وكان النجم الأوحد في بطولة رولان غاروس على الملاعب الترابية في فرنسا، بعدما صعد إلى منصة التتويج في 14 مناسبة، محققاً رقماً قياسياً خارقاً قد لا ينجح أي اسم آخر في تحطيمه في المستقبل، مع العلم أنه فاز في 112 مباراة من أصل 116 خاضها هناك، وهو إنجاز لا يُمكن إلا الوقوف عنده، بوجود أساطير كبار في زمنه، لم ينجحوا في الوقوف أمامه على الأرضية الحمراء الترابية، على غرار الصربي نوفاك ديوكوفيتش والسويسري المعتزل روجر فيدرر.

ويمتلك نادال على العموم 22 لقباً في الغراند سلام، بينها 14 في رولان غاروس كما ذكرنا، ولقب الولايات المتحدة في فلاشينغ ميدوز أربع مرات، وأستراليا في ملبورن مرتين، الأولى في 2009 والثانية في 2022، أما في ويمبلدون الإنكليزية على الملاعب العشبية الخضراء، فقد توّج مرتين في 2008 و2010. وكان تاريخ رافا شاهداً على العديد من المباريات التاريخية، لكن أبرزها تلك التي خاضها تحديداً في بريطانيا أمام فيدرر على وجه الخصوص، والتي انتهت بالفوز 3-2 وسط ذهول من حضور ملاعب نادي عموم إنكلترا، وسط إثارة منقطعة النظير دامت أربع ساعات و38 دقيقة، صفق فيها الجميع للنجمين والبطل الذي رمى المنديل الآن "رافائيل نادال".



إقرأ المزيد