في ظل التغيرات السياسية والاقتصادية التي يشهدها العالم، تبرز قضية فتح الحدود بين فنلندا وروسيا موضوعاً حيوياً اقتصادياً يثير اهتمام العديد من الأطراف. إذ تعتبر هذه الخطوة فرصة لتعزيز العلاقات بين البلدين، بما يسهم في إعادة إحياء حركة السياحة التي تأثرت كثيراً في السنوات الأخيرة بسبب العقوبات.

وفي السياق، تقول إليزافيتا فيكتور، صاحبة شركة سياحية في العاصمة موسكو لـ"العربي الجديد" إن "فتح الحدود بين فنلندا وروسيا يمثل فرصة كبيرة لاستعادة حركة السياحة، إذ لطالما كانت فنلندا وجهة مفضلة للعديد من السياح الروس، سواء للتسوق أو الترفيه أو زيارة المعالم السياحية". ومع ذلك، أشارت إلى أن إعادة فتح الحدود لن تكون عملية سريعة، حيث يتطلب الأمر معالجة القضايا المعقدة المرتبطة بالعقوبات المفروضة والتوترات السياسية.

وتضيف أن "استئناف علاقات السياحة يعتمد كثيراً على استقرار الوضع السياسي، إضافة إلى قدرة الحكومتين على تجاوز العقبات الحالية. كذلك يجب أن تكون هناك ضمانات للأمان والراحة للسياح لتعزيز الثقة بين المسافرين". وتابعت: "يبقى الأمل موجودًا في أن تؤدي المناقشات حول إعادة فتح الحدود إلى نتائج إيجابية، لكن ينبغي التحلي بالصبر والواقعية في توقعاتنا".

من جهة أخرى، طلبت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان من السلطات الفنلندية تقديم تفسير لأسباب إغلاق الحدود مع روسيا، وذلك بعد أن قدم تسعة أشخاص من أصل روسي يقيمون في فنلندا شكوى ضد هذا الإجراء، حسبما ذكرت صحيفة "هلسكني سانومات" نقلًا عن وكالة الأنباء الروسية "ريا نوفوستي"، اليوم الأربعاء، يعتبر المدعون أن إغلاق الحدود ينتهك حقوقهم الإنسانية، حيث إن السفر بين فنلندا وروسيا يعد جزءًا مهمًا من حياتهم. وتشير الشكوى إلى صعوبات في زيارة العائلات وتسلّم المعاشات التقاعدية.

كذلك أفادت صحيفة "إيلتا-سانومات" الفنلندية، أمس الثلاثاء، بأن فنلندا قد تبدأ مناقشة إعادة فتح الحدود مع روسيا في نهاية عام 2025، بشرط استئناف الاتحاد الأوروبي علاقاته السياسية مع موسكو. وتوضح مصادر للصحيفة الفنلندية أن الحكومة تستعد لمناقشة هذا الموضوع، رغم عدم إجراء أي محادثات رسمية حتى الآن. ومن المتوقع أن يكون فتح الحدود تدريجيًا، حيث قد تبدأ السلطات بإعادة فتح حركة النقل التجاري أولًا، تليها حرية تنقل الدبلوماسيين، بينما سيكون السماح للسياح في آخر الأولويات. ومع ذلك، أكدت المصادر أنه لا توجد خطط لفتح الحدود في المستقبل القريب.

تجدر الإشارة إلى أنّ الحدود بين فنلندا وروسيا أُغلقت بقرار من السلطات الفنلندية حتى إشعار آخر. بدأت فنلندا بفرض قيود حدودية في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 وسط تدفق غير منضبط للاجئين من دول ثالثة. اتهمت السلطات الفنلندية روسيا بإرسال طالبي اللجوء إلى الحدود عمداً. ورفضت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا الاتهامات الموجهة لروسيا بالتورط في أزمة الهجرة في الاتحاد الأوروبي، ووصفتها بأنها مظهر من مظاهر ازدواجية المعايير لدى الغرب.

وفي وقت لاحق، قال السكرتير الصحافي للرئيس الروسي دميتري بيسكوف، تعليقاً على إغلاق نقاط التفتيش الفنلندية على الحدود مع الاتحاد الروسي، إن الموقف المعادي لروسيا الذي بدأت السلطات الفنلندية في تبنيه أمر مؤسف للغاية. وأكد بيسكوف أن حرس الحدود الروسي ينفذون جميع التعليمات، وأن من يملكون الحق القانوني في ذلك يستخدمون المعبر الحدودي، وأن الاتهامات الواهية غير مقبولة بالنسبة إلى موسكو.