عودة الروح لبرج الزمالك الأيقوني في مصر بـ50 مليون دولار
العربي الجديد -

حي الزمالك من أعلى برج القاهرة في 23 أكتوبر 2019 (فرانس برس)

قالت مجموعة المرشدي غروب إنها اشترت برج فودة أو البرج الأيقوني الشهير في حي الزمالك بمصر، المملوك لأحد البنوك الحكومية الكبرى، والمهجور منذ 53 عاما، بقيمة 2.5 مليار جنيه (نحو 50 مليون دولار). ولحل المشكلة الأصلية التي عطلت عمل هذا البرج الشهير الذي تعود فكرة بنائه للرئيس الراحل أنور السادات وهي عدم وجود جراج (مرأب) سيارات له، اتفقت المجموعة على شراء قطعة أرض بجوار البرج بمساحة 4000 متر مربع، ستخصص لإنشاء جراج يخدم البرج. 

وقالت المهندسة نور مرشدي، الرئيسة التنفيذية لمجموعة المرشدي، في بيان صحافي، أمس الاثنين، إن المجموعة تسعى إلى إعادة تطوير البرج، الذي يزيد ارتفاعه عن 50 طابقًا، وتحويله إلى مشروع فندقي وسكني فاخر. واشترت مجموعة المرشدي برج الزمالك المهجور، أحد أشهر الأبراج في مصر، في جلسة مزاد لبيعه لصالح بنك مصر في مطلع فبراير/شباط الجاري بناء على حكم قضائي ضد شركة برج الجزيرة للمشروعات السياحية المملوكة لمهندسة الديكور الشهيرة نهى برادة وآخرين. 

ونهى برادة هي زوجة مدشن البرج خالد فودة والذي حمل اسم من بناه على الرغم من عدم دخوله مرحلة التشغيل طوال 52عامًا بسبب عدم وجود جراج ملحق به، رغم محاولات عدة لإنهاء الأزمة دون التوصل لحل لها. 

قصة "برج الزمالك المهجور" 

وأنت تتجول في حي الزمالك خلف نادي الجزيرة، لا بد أنه صادفك أعلى مبنى بالقاهرة بُني ليكون فندقا من 50 طابقا، وشجع بناؤه الرئيس السابق السادات، وتساءلت لماذا ظل مهجورا منذ 52 عاما عقب وفاة السادات. فالمبنى صدر له ترخيص رقم 25 لسنة 1972، وتم بناؤه بالفعل ليكون أشهر وأعلى فندق في مصر، والفندق يحتوي على مطعم دوار، تستطيع من داخله أن ترى جميع معالم القاهرة، ولكن بسبب الروتين وصراعات البيزنس والسياسة توقف العمل به، فما هي قصته. 

خالد فودة، مالك البرج، أكد أن هذا المبنى كان واحدًا من أحلام الرئيس السادات، وسبق أن اتهم محمد عبد المنعم، وكيل أعمال شركات فودة المالكة للمشروع، شخصيات نافذة في عهد الرئيس السابق حسني مبارك بعرقلة المشروع لأسباب تتعلق بالبيزنس. 

أما الأسباب الروتينية الأخرى المعرقلة لاستكمال وفتح البرج للعمل فهي تتعلق بعدم وجود جراج خاص بالفندق، ورفض محافظة القاهرة الترخيص له بالعمل قبل بناء جراج برغم أن رخصه البناء عام 1972 لم تشترط بناء جراج، وكانت الشوارع اقل ازدحاما مما هي عليه الآن. 

ويقول ملاك المشروع إنهم عرضوا على محافظة القاهرة أربعة مقترحات لبناء جراجات، واحد منها أسفل نادي الجزيرة، وآخر تحت فيلا مجاورة، وثالث تحت شارع حسن صبري، ورابع تحت الأرض في الجزء المهمل من حديقة الأسماك المجاورة، ولكن طلباتهم قوبلت بالتجاهل. 

ويقول المهندس خالد فودة، صاحب الفندق ومصممه، في تصريحات سابقة، إن فكرة هذا المبنى نالت دعم الرئيس السادات ليكون أول ناطحة سحاب في مصر تضاهي مثيلاتها في العواصم الأوروبية، وأن ينافس الفندق الأسماء العالمية، ولكنه واجه العديد من العراقيل رغم أنه أنفق كل ما يملكه على المشروع. 

ويؤكد مسؤولو محافظة القاهرة أن وجود فندق بهذا الحجم بدون جراج سوف يسبب أزمة كبيرة وتكدسات مرورية لا يمكن حلها، خاصة أنه يتوسط منطقة لا تستوعب أي سيارات خاصة، مؤكدة أن الحل الوحيد هو إنشاء جراج داخل الفندق نظرا لبعد الأماكن المقترحة لإنشاء جراج خارجه، في إشارة من المحافظة للمقترحات التي قدمت لحل الأزمة، وهو أمر صعب يتعارض مع تصميم الفندق الحالي. 

مشروع "منهاتن الجديدة"

وقال تقرير نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية عام 2020 إن برج الزمالك المهجور يعد مثالا صارخا على تأثير الأهواء السياسية على مصير مثل هذا المشروع المعماري البارز، إذ ظل البرج خاويا وغير مكتمل لقرابة 48 عاما. وقالت الغارديان: بدأ بناء برج الجزيرة في السبعينيات، وكان من المخطط أن يستضيف - بارتفاع 166 متراً - فندقاً فخماً يتألف من 450 غرفة، إلى جانب المطاعم والمتاجر والملهى الليلي.  

وكان يُفترض بالبرج أن يُمثل الجزء الأول من مشروع "منهاتن الجديدة في مصر"، وهو عبارة عن مجموعة من ناطحات السحاب التي تخيل الرئيس أنور السادات تنصيبها في جزيرة الزمالك وسط النيل، للدلالة على مكانة القاهرة في الساحة الدولية. لكن المشروع توقف في أعقاب اغتيال السادات عام 1981.  

وفي عهد الرئيس التالي حسني مبارك، خاضت شركة التطوير العقاري معاركها من أجل الحصول على التصاريح والتراخيص اللازمة، ليعلق مشروعه وسط الدعاوى القضائية التي أوقفته في النهاية. 



إقرأ المزيد