مباحثات بين الجزائر والنيجر بشأن أنبوب الغاز العابر للصحراء
العربي الجديد -

الغاز الجزائري، حاسي مسعود في 22 فبراير 2023 (Getty)

اتفقت الجزائر والنيجر على مواصلة مناقشة آليات تنفيذ مشروع مد أنبوب الغاز العابر للصحراء، الذي يربط بين نيجيريا والنيجر والجزائر، فيما تواصل الأخيرة دعم تأهيل قطاع الطاقة والمحروقات في النيجر، وتعزيز قدرات هذا البلد في مجال الاكتشاف والإنتاج، حيث تنفذ شركة سوناطراك الجزائرية عدداً من مشاريع التنقيب عن المحروقات، بالتعاون مع الشركة الحكومية للبترول "سونيديب" النيجيرية.

وجرت مناقشات بين وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب ووزير البترول لدولة النيجر عومارو صحابي، اليوم، حول "المشروع الاستراتيجي لأنبوب الغاز العابر للصحراء، الذي يربط بين نيجيريا والجزائر مروراً بالنيجر"، حيث تم، وفقاً لبيان وزارة الطاقة الجزائرية، التأكيد على مواصلة الاجتماعات التنسيقية لدراسة مختلف جوانب المشروع، ومتابعة تنفيذ القرارات المتخذة خلال اللقاءات الثلاثية السابقة بين وزراء المحروقات من الجزائر والنيجر ونيجيريا.

وكان وزراء الطاقة للدول الثلاث قد وقعوا في يوليو/تموز 2022 في الجزائر مذكرة تفاهم مشتركة، لمواصلة واستكمال أعمال فرق الخبراء لتجسيد هذا المشروع الاستراتيجي، والتأكيد بقوة على رغبة الأطراف المشاركة في تحقيقه، خاصة بالنظر إلى تأثيره الإيجابي على التنمية الاجتماعية والاقتصادية للبلدان الثلاثة، وكذلك على مناطق العبور، في سياق جيوسياسي وطاقوي خاص يتميز بطلب قوي على المحروقات، ولا سيما الغاز الطبيعي.

وفي سياق آخر، جددت الجزائر اليوم استعدادها لتنفيذ مشاريع دعم قطاع الطاقة والمحروقات في النيجر، ونقل الخبرات لتأهيل هذا القطاع في الدولة الجارة. وقال وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب، خلال لقائه وزير البترول النيجري صحابي عومارو الذي يزور الجزائر، إن بلاده ملتزمة بمواصلة دعم الأشقاء في جمهورية النيجر، ولا سيما في مجال الطاقة وصناعة المحروقات، ونقل الخبرات الجزائرية وتوفير برامج تكوينية متخصصة لدعم الكفاءات النيجيرية.

وشدد عرقاب على استمرار البلدين في تنفيذ الخطة المتفق عليها في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والتي تتعلق بتعزيز علاقات التعاون الأخوية والتاريخية بين الجزائر والنيجر في مجال الطاقة والمحروقات، وتنفيذ المشاريع التنموية المشتركة المتفق عليها، والتي تشمل مشاريع البحث والاستكشاف واستغلال المحروقات، إضافة إلى مشاريع التكرير والبتروكيمياء، والتسويق وتوزيع المنتجات البترولية.

وفي 14 يناير/كانون الثاني الماضي، اتفقت شركتا سوناطراك وسونيديب على أن تتولى الشركة الجزائرية تنفيذ وإطلاق مشروع مصفاة ومجمع بتروكيميائي في مدينة دوسو في النيجر، وتسيير المشاريع، وإبرام الصفقات، وتطوير الأطر القانونية اللازمة لدعم قطاع النفط والبتروكيمياء في النيجر. وعبر وزير البترول النيجري صحابي عومارو عن ارتياحه لمستوى التعاون بين البلدين في مجال الطاقة، وأشاد بالدعم التقني الذي تقدمه سوناطراك للنيجر لتطوير قطاع الطاقة، وتأهيل فرق من الإطارات والتقنيين النيجريين، حيث تسلّم الوزير النيجري نتائج التحليل المخبري لعينات النفط الخام النيجري التي تم تحليلها في مخابر الشركة بالجزائر.

وفي الثامن من أغسطس/آب الماضي، أعلنت شركة سوناطراك الجزائرية استئناف نشاطها النفطي في شمال النيجر، وبدأت أعمال التنقيب عن المحروقات في الحقل النفطي "كفرا" في شمال النيجر (قرب الحدود الجزائرية). وتزامن ذلك مع إعلان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عن مشروع نقل الألياف البصرية ومشاريع الطاقة والربط الكهربائي بين البلدين، ومشروع سكة الحديد إلى النيجر، إضافة إلى حزمة مشاريع إنمائية تنفذها الجزائر لصالح النيجر، في قطاعات توفير مياه الشرب ومراكز التكوين المهني والتعليم، مثل بناء مدارس ومراكز تكوين وإنشاء مراكز صحية لسكان أغاديس ومدن شمال النيجر.



إقرأ المزيد