العربي الجديد - 1/16/2025 8:22:21 AM - GMT (+3 )
مقر البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (كيريل كودراتاسيف/ فرانس برس)
هدد دونالد ترامب بجر الاتحاد الأوروبي إلى جولة جديدة من الحروب التجارية وإملاء اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا قد يعيد به رسم الهيكل الأمني للمنطقة، وذلك وفق تقرير لوكالة بلومبيرغ نُشر الثلاثاء. فهل تواجه أوروبا التفكك مع صعود دونالد ترامب للحكم وتهديده بالرسوم الباهظة على صادراتها وضغوط الديون السيادية وتراجع اليورو وأزمات الغاز الطبيعي وارتفاع كلفة المعيشة؟
ووفق التقرير، يتعرض العديد من زعماء أوروبا لضغوط كبيرة في الداخل، حتى أنهم خسروا النفوذ السياسي اللازم لاتخاذ إجراءات حاسمة في ما يتعلق بالشؤون العالمية. وأولئك المستعدون لصياغة خطة لتعزيز الدفاعات الاقتصادية والعسكرية للقارة يفتقرون إلى القدرة على إنجاز الأمور. وبعبارة أخرى، يعاني الاتحاد الأوروبي من مشكلة الزعامة في الوقت الراهن الذي تواجه فيه كل من فرنسا وألمانياً اضطراباً سياسياً وأزمات اقتصادية.
وتعود جذور الأزمة الاقتصادية في الاتحاد الأوروبي إلى الأزمة المالية العالمية في الفترة 2007-2008، حينما أدى انهيار المؤسسات المالية الكبرى إلى ركود حاد في مختلف أنحاء أوروبا، الأمر الذي أدى إلى تفاقم المشاكل المالية القائمة. وأفرزت أزمة ديون منطقة اليورو وإفلاس اليونان والحرب الأوكرانية انقسامات في القرار الأوروبي واحتاج عدد من دول منطقة اليورو إلى جرعات مالية أدت إلى تدخل صندوق النقد الدولى بحزمة مالية.
تراكم الديونتعاني أوروبا حالياً من تراكم الديون وضعف عملة اليورو وتراجع الصادرات، في وقت يهدد فيه الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية باهظة عليها. ووفق البيانات الأوروبية، بلغ دين الاتحاد الأوروبي حوالي 15 تريليون دولار بنهاية العام 2023. ويمثل هذا الدين حوالي 82% من الناتج المحلي الإجمالي للاتحاد الأوروبي.
ووفق بلومبيرغ، تكافح منطقة اليورو المؤلفة من 20 عضواً من أجل النمو منذ تلاشي الانتعاش الذي صممته التحفيزات الحكومية. وستحتاج أوروبا إلى استثمارات إضافية بقيمة 800 مليار يورو (840 مليار دولار) سنوياً لتعزيز قدرتها التنافسية وتعزيز جيوشها أو الاستسلام لـ"معاناة بطيئة"، كما حذّر رئيس البنك المركزي الأوروبي السابق ماريو دراغي خلال مؤتمر صحافي في سبتمبر/أيلول الماضي من أزمات الاتحاد الأوروبي.
ويقول التقرير إن التحالف الفرنسي الألماني الذي اعتمدت عليه القارة لتشكيل مصيرها المشترك يواجه أزمات هذه المرة. فالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أصبح رئيساً في مرحلة "البطة العرجاء"، منشغلاً بمنع عدوته اللدودة مارين لوبان من خلافته. والمستشار الألماني أولاف شولتز على وشك الإطاحة به في الانتخابات المبكرة المقرر إجراؤها في 23 فبراير/ شباط المقبل.
وحاولت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين ملء الفراغ السياسي. وقد اختتمت أخيراً المفاوضات بشأن صفقة تجارية، استغرق إعدادها 25 عاماً، بين أوروبا ومجموعة من دول أميركا الجنوبية. وتراهن فون ديرلاين على أن عدداً كافياً من أعضاء الاتحاد الأوروبي سوف يصدقون عليها لمساعدتها في التغلب على المعارضة الشديدة في فرنسا.
ويقول جونترام وولف، وهو زميل بارز في بمعهد بروغيل، وهو مركز أبحاث اقتصادي في بروكسل: "كانت فون ديرلاين في طليعة االذين أداروا العديد من القضايا.. ولكن مشكلتها هي أنها لا تستطيع القيادة بمفردها". ويتابع: "إنها تحتاج إلى الدول الأعضاء، وبالتالي تحتاج إلى حكومات مستقرة في باريس وبرلين، وخاصة عندما يتعلق الأمر بمعالجة القضايا الأكثر أهمية".
مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض تتزايد المخاوف من أن الولايات المتحدة سوف تقلص مشاركتها مع حلف شمال الأطلسي وتقلص تمويلاتها والمساعدات العسكرية لأوكرانيا. ويحتل الدفاع المرتبة الأولى على قائمة مهام الاتحاد الأوروبي. وتناقش الكتلة إصلاحاً كبيراً لسياستها الدفاعية المشتركة بشكل مستقل عن المظلة الأمنية لمنظمة حلف شمال الأطلسي، وتدرس خيارات التمويل المشترك للاستثمارات العسكرية التي قد تصل إلى نصف تريليون يورو على مدى عقد من الزمن.
إقرأ المزيد