سلاح الدولار يبعد الأصدقاء عن أميركا ويزيد أعداءها
العربي الجديد -

موظفة تعد أوراقاً نقدية بالدولار في بنك صيني بمقاطعة جيانغسو، 6 أغسطس 2024 (Getty)

يدفع استخدام الدولار، باعتباره سلاحاً، في المواجهات الاقتصادية من جانب الإدارة الأميركية المقبلة برئاسة دونالد ترامب، باتجاه ابتعاد الأصدقاء عن الولايات المتحدة ويزيد من أعدائها، في وقت تشير فيه التوقعات إلى ازدياد سطوة العملة الأميركية خلال العام المقبل بعد تزايد قوتها بشكل لافت في أعقاب فوز ترامب بالانتخابات التي جرت الشهر الماضي.

وحذر الخبير الاقتصادي الأميركي ستيف هانكي من خطورة استمرار السياسية الأميركية الخاصة باستخدام الدولار سلاحاً، مشيراً إلى أن هذه الاستراتيجية تجعل واشنطن تخسر المزيد من الحلفاء يوماً بعد يوم، وتزيد من عدد أعدائها.

وقال المحاضر البارز لدى جامعة جونز هوبكنز في بالتيمور بولاية ماريلاند في منشور عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "إكس": "من خلال تسليح الدولار الأميركي عبر مجموعة كبيرة من العقوبات، تتعلم أميركا كيف تخسر الأصدقاء وتصنع الأعداء". وأضاف هانكي أن "العقوبات تبعد الشركاء عن استخدام نظام الدولار الأميركي. إنها سياسة سيئة وغبية".

وأضاف أن "موقف الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب من الدولار مربك ومتناقض، إذ يهدد مجموعة البريكس بالرسوم الجمركية إذا لم تستخدم الدولار، لكنه يفرض عقوبات على بعض أعضاء مجموعة البريكس الذين يستخدمونه". وتابع: "في الوقت نفسه يشجع الناس على استخدام العملات المشفرة بدلاً من الدولار الأميركي".

في الأثناء، سجل الدولار أقوى أداء فصلي له منذ 8 سنوات، مع بلوغه أعلى مستوياته منذ عامين، الأسبوع الماضي. وصعد مؤشر بلومبيرغ للدولار الفوري بنسبة 6.3% منذ نهاية سبتمبر/ أيلول، ومن المتوقع أن يحقق أفضل ربع له منذ نهاية 2016، عندما فاز ترامب بالانتخابات لذلك العام.

ووفق محللين، فإن الدولار سيواصل تقدمه خلال الفترة المقبلة. ونقلت وكالة بلومبيرغ عن أرووب تشاترجي، الخبير الاستراتيجي في بنك "ويلز فارغو"، قوله إن من المتوقع أن تزيد أجندة ترامب للسياسات الاقتصادية، بما في ذلك الرسوم الجمركية المرتفعة على التجارة، من قوة الدولار.

ويواصل ترامب رفع خطابه المتشدد بشأن التجارة، حيث دفع أخيراً البيزو المكسيكي والدولار الكندي إلى الانخفاض بعدما تعهد بفرض تعريفات بنسبة 25% على السلع المكسيكية والكندية بسبب قضايا الهجرة والمخدرات على الحدود.

كذلك انتقد مجموعة "بريكس" هذا الشهر لتحديها مكانة الدولار باعتباره عملة احتياطية عالمية. كذلك هبط اليورو إلى أدنى مستوياته. بينما قد تخفض الصين قيمة عملتها إلى 7.5 يوان للدولار العام المقبل، وهو مستوى لم يُسجل منذ عام 2007، في خطوة لتعزيز تنافسية صادراتها وزيادتها لمواجهة الحرب التجارية التي يعتزم ترامب شنها.



إقرأ المزيد