العربي الجديد - 12/21/2024 10:31:41 PM - GMT (+3 )
تسلا تقود ارتفاعات الأسهم الأميركية بعد فوز ترامب، 23 نوفمبر 2024 (Getty)
قبل أقل من شهرين، كانت أسهم شركة تسلا في طريقها لإنهاء عامها الثالث ضمن فترة تداولها العام القصيرة في البورصات، والتي لم تتجاوز عقداً ونصف، بخسارة، قبل أن يفوز المرشح الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة، ويظهر إيلون، ماسك الرئيس التنفيذي للشركة، أحدَ أقرب مستشاريه، وربما أكثرهم تأثيراً في قراراته.
وخلال الأسابيع السبعة التي أعقبت الإعلان عن فوز ترامب بالانتخابات، أصبحت أسهم تسلا من بين الأفضل في مؤشر ستاندرد أند بورز 500 أداءً في عام 2024، مرتفعة أكثر من 70%، ومضيفة ما يقارب 572 مليار دولار لقيمتها السوقية التي تتجاوز حالياً 1.4 تريليون دولار، رغم أن شيئاً لم يتغير بشكل أساسي في الشركة.
وماسك هو أغنى رجل في العالم، ومالك عدة شركات كبرى لديها عقود ضخمة وقضايا تنظيمية مع الحكومة الفيدرالية، وكان أكبر داعم مالي فردي لحملة ترامب الانتخابية، حيث تبرع لشركات داعمة لترامب بنحو 180 مليون دولار. ولعب ماسك، وما زال، دوراً بارزاً خلال المرحلة الانتقالية، حيث انضم إلى ترامب في مكالمات مع قادة أجانب، وسافر معه إلى فعاليات، ويترأس حالياً مبادرة تهدف إلى تحسين كفاءة إدارة الحكومة.
وفي تحليل حديث لـ"بلومبيرغ"، قال اقتصاديو الوكالة إنّ الارتفاعات الأخيرة لم يكن لها أي مبرر يتعلق بالشركة نفسها، حيث لا تزال الطلبات على سياراتها متذبذبة، بينما يبدو مستقبلها أكثر غموضاً. وأشاروا إلى أن السبب في الارتفاعات كان ما اعتبره المستثمرون "تحركاً سياسياً بارعاً" من قِبل رئيس تسلا، الذي دعم بوضوح وسخاء ترامب خلال حملته الانتخابية، وتولى دوراً مؤثراً في إدارته.
ونقلت الوكالة عن ستيف سوسنيك، كبير استراتيجيي منصة تداول الأسهم Interactive Brokers، قوله: "كيف يمكن تحديد قيمة للنفوذ العميق الذي يمتلكه ماسك مع الإدارة القادمة؟"، مشيراً إلى أنّ المستثمرين يضعون أرقاماً هائلة لذلك.
وتراجعت أسهم تسلا هذا الأسبوع بنسبة 3.5%، بعد أن قفزت أكثر من 12% خلال الأسبوعين الماضيين، نتيجة لتحول السياسة النقدية من مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي)، الذي أشعل موجة بيع أوسع في الأسهم. ويصادف اليوم السبت الذكرى الرابعة لانضمام سهم تسلا إلى مؤشر ستاندرد أند بورز 500.
ورغم أن ترامب معروف بعدم دعمه السيارات الكهربائية، إلا أن المستثمرين يراهنون على أن قرب ماسك من الإدارة سيُسهل تحقيق طموحات تسلا في بناء سيارة ذاتية القيادة بالكامل. ورفع عدد من المحللين في وول ستريت بشكل كبير أهدافهم السعرية للسهم، معتبرين أن البيت الأبيض بقيادة ترامب قد يُحدث تغييراً جذرياً في التكنولوجيا ذاتية القيادة ويُسهِّل التنظيمات لصالح تسلا.
التطورات داخل تسلاتراجعت توقعات الأرباح والإيرادات لتسلا للأعوام 2024، 2025، و2026. ولا يزال من غير الواضح متى ستبدأ مبادرة "روبوتاكسي" في تحقيق أرباح. وتتسبب هذه الضبابية بشأن السنوات القليلة المقبلة في زيادة قلق بعض المستثمرين خوفاً من أن تكون القيمة السوقية الضخمة لشركة تسلا مبنية على أساس هش.
ويقول كريس جاناتي، رئيس الأبحاث العالمية في WisdomTree: "هناك تحديات هائلة أمام سهم تسلا في عام 2025، وقد يكون من الصعب تخيل سيناريو إيجابي من المستويات الحالية". ووفقًا لتحليل كريس مكنالي من Evercore ISI، فإن ما بين 500 و600 مليار دولار من القيمة السوقية لتسلا تعتمد على أعمالها في السيارات الكهربائية والطاقة، بينما يُعزى الباقي إلى "ما قد يأتي"، مثل السيارات ذاتية القيادة والروبوتات البشرية.
وتُظهر الحسابات التي أجراها نيكولاس كولاس، المؤسس المشارك لشركة DataTrek Research، أن أكثر من 90% من سعر سهم تسلا مرتبط بما قد تفعله الشركة في المستقبل. وعلى سبيل المثال، يجرى تداول تسلا عند 129 ضعف أرباحها المتوقعة خلال الـ12 شهرًا القادمة، مقارنة بـ32 ضعفاً لشركة إنفيديا.
ويرى المحللون أن الارتفاع الصاروخي لتسلا يعود إلى ثقة المستثمرين بنفوذ ماسك المتزايد في واشنطن، بالإضافة إلى الدعم الكبير من المتداولين الأفراد. ويمكن أن يغير فوز ترامب قواعد اللعبة لتسلا ويوفر مزايا مستقبلية هائلة. ويقول كول ويلكوكس، مدير المحافظ في Longboard Asset Management لإدارة الاستثمارات: "الأشخاص الذين راهنوا ضد ماسك وتسلا كانوا دائمًا مخطئين. لا شيء يمنع ماسك من تنفيذ رؤيته الآن".
وفي السياق، طالبت السيناتورة التقدمية إليزابيث وارن ترامب بوضع ضوابط أخلاقية للسيطرة على "تضارب المصالح الضخم" الذي يشكله الدور غير الرسمي الذي يلعبه إيلون ماسك في مرحلة انتقال ترامب وإدارته المقبلة. وقالت وارن في رسالة وجهتها إلى ترامب، ونشرها مكتبها يوم الثلاثاء: "حاليًا، لا توجد وسيلة أمام الشعب الأميركي لمعرفة ما إذا كانت النصائح التي يهمس بها لك سرًا تصب في مصلحة البلاد، أم أنها تخدم مصالحه الشخصية فقط".
وعلى الرغم من المخاطر التي تواجهها الشركة، بما في ذلك احتمالية تقليص الإعانات الفيدرالية للسيارات الكهربائية التي تشكل حوالي 20% من مبيعاتها العالمية، فإن هناك تفاؤلًا مستمرًا بشأن إمكانات تسلا المستقبلية. ومع ذلك، فإن أي تخفيف في القواعد قبل أن تنضج تقنيات تسلا ذاتية القيادة قد يعود بالنفع على منافسيها مثل وايمو التابعة لشركة ألفابيت.
إقرأ المزيد