مستثمرو الأسهم الأميركية يتطلعون إلى "رالي سانتا كلوز"
العربي الجديد -

هل يزور سانتا كلوز وول ستريت هذا العام؟ بورصة نيويورك، 5 ديسمبر2019 (Getty)

ما زال مستثمرو الأسهم الأميركية من المتفائلين يتطلعون إلى "رالي سانتا كلوز"، أو الارتفاعات التي دأبوا على انتظارها في الأسبوع الأخير من كل عام، أملاً في التغلب على ما سببته تراجعات الأيام الأخيرة من أحزان، بسبب ما ترتب عليها من ضياع بعض المكاسب التي شهدها عام 2024. 

و"رالي سانتا كلوز" هو مصطلح يُستخدم في الأسواق المالية للإشارة إلى الاتجاه التاريخي لارتفاع سوق الأسهم الأميركية خلال الأيام الخمسة الأخيرة من العام الحالي، والجلسات التداولية الأولى من العام الجديد، إذ عادة ما تتسم فترة الأعياد في الولايات المتحدة بالتفاؤل، مما يؤدي إلى زيادة شهية المستثمرين للمخاطرة.

ورغم أن هذا الارتفاع لم يكن قاعدة ثابتة في كل الأحوال، حيث تخلف عن الحضور في العديد من السنوات التي اتسمت بظروف اقتصادية أو سياسية غير مستقرة، إلا أن حالة التفاؤل التي تسود في الأسواق في تلك الأيام أدت تاريخياً إلى زيادة إقبال المستثمرين على شراء الأسهم الأميركية وصناديقها، وتسببها من ثم في تحقق القاعدة في أغلب الأحيان.

وتتطلع وول ستريت إلى مزيد من القوة لدفع مؤشر ستاندرد أند بورز، الذي ارتفع بالفعل بنسبة تقارب 24% هذا العام بإغلاق يوم الجمعة، إلى مستويات قياسية جديدة. ووفقًا لمبدأ "رالي سانتا كلوز"، يرتفع سوق الأسهم عادة خلال الأيام الخمسة الأخيرة من العام وجلسات التداول الأولى من العام الجديد.

ورغم ارتفاع المؤشرات الرئيسية يوم الجمعة، إلا أنها جميعها سجلت خسائر على مدار الأسبوع، حيث فقد مؤشر داو جونز حوالي 2.3% من قيمته، وتراجع مؤشر ستاندرد أند بورز 500 بنسبة 2% تقريبًا، بينما انخفض مؤشر ناسداك المركب بنسبة 1.8% تقريبًا.

وقال بول هيكي، الشريك المؤسس لشركة Bespoke Investment Group في مذكرة، إن هذه الفترة تشهد تباطؤًا في الأخبار المتعلقة بالشركات، مما يؤدي إلى استقرار نسبي في قيم الشركات، بينما تتدفق الأموال إلى السوق. وأضاف أن العديد من الأشخاص يستثمرون مكافآتهم السنوية ويجرون صفقات لتقليل الضرائب.

وأشار رايان ديتريك، كبير استراتيجيي السوق في مجموعة كارسون غروب للاستثمار، إلى أن السوق في وضع جيد لتحقيق ارتفاع هذا العام، على الرغم من الانخفاض الأخير لمؤشر داو جونز الصناعي لعدة أيام متتالية، وتراجع المؤشرات الأخرى. 

وبارتفاعات يوم الجمعة، سجلت مؤشرات الأسهم الأميركية ختامًا إيجابيًا لأسبوع مليء بالتقلبات، حيث حقق مؤشر داو جونز مكاسب صغيرة بلغت 15 نقطة، خلال جلسة التداول يوم الخميس، مما أنهى سلسلة خسائر استمرت 10 أيام، هي الأطول منذ عام 1974. وجاءت هذه المكاسب الصغيرة بعد يوم من انخفاض المؤشر بنحو 1,100 نقطة يوم الأربعاء، بعد إشارة البنك الفيدرالي إلى توقعه تخفيضين فقط لأسعار الفائدة العام المقبل، بدلاً من أربعة كانت تنتظرها الأسواق.

رالي سانتا كلوز وتاريخ من النجاحات

وقال ديتريك إن هناك سوابق تشير إلى ضعف الأسهم الأميركية في بداية شهر ديسمبر/كانون الأول، إضافة إلى أسباب أخرى للتفاؤل، بما في ذلك تاريخ التداول خلال سنوات الانتخابات، وفي شهر ديسمبر بشكل خاص. وكتب ديتريك في منشور على مدونة: "هل يجب أن تظل تصدق فكرة "رالي سانتا كلوز؟" نحن نعتقد ذلك".

ويمتلك "سانتا كلوز" تاريخًا من النجاح في دعم وول ستريت في نهاية فترة عيد الميلاد المجيد. ووفقًا لتحليل مجموعة كارسون غروب، ارتفع مؤشر ستاندرد أند بورز 500 في 76% من السنوات السابقة، خلال الفترة الممتدة من اليوم الخامس الأخير للتداول في العام حتى الجلسة الثانية من العام الجديد منذ عام 1999. وأظهرت التحليلات أن المكاسب بلغت متوسطًا قدره 1.7%، عند حدوث الارتفاع.

وقال جيفري هيرش، رئيس تحرير Almanac، إن "الرالي يكون متواضعًا"، مشيرًا إلى أن والده هو من صاغ مصطلح "رالي سانتا كلوز". وأضاف: "لكن عندما لا يحدث ذلك، فهذا يعني أن المتداولين يشعرون بالتوتر". ويقول المحللون إن بعض التدهورات الاقتصادية الكبيرة ظهرت بعد تعثر الأسهم خلال هذه الجلسات السبع.

وتتزامن أعياد الميلاد هذا العام مع استعداد وول ستريت، والولايات المتحدة، وربما العالم أجمع، لعودة الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وهو ما يمنح الأسهم الأميركية بعض القوة الافتراضية، حيث اعتاد ترامب، خلال فترة رئاسته الأولى، على الاهتمام بها، معتبراً قوتها دليلاً على نجاح سياساته الاقتصادية. ومع ذلك، لكل قاعدة استثناءات، ففي العام الماضي، انخفض مؤشر ستاندرد أند بورز 500 بنسبة 0.9% خلال هذه الفترة، على الرغم من أن المؤشر عكس اتجاهه وحقق مستوى قياسيًا جديدًا في أوائل شهر ديسمبر.



إقرأ المزيد