إضراب عمال أمازون وستاربكس قبل شهر من وصول ترامب للبيت الأبيض
العربي الجديد -

دخل سائقو التوصيل لدى أمازون وعمال تجهيز مشروبات ستاربكس إضراباً في عدد من المدن الأميركية، سعياً لممارسة ضغوط على الشركتين الكبيرتين للاعتراف بهم موظفينَ نقابيين، أو تلبية مطالبهم بتوقيع أول عقد عمل جماعي.

وجاءت هذه الاضرابات، التي بدأت يومي الخميس والجمعة، بعد مواجهات أخرى حديثة بين الشركات الكبرى في أميركا والعمال المنظمين نقابياً، وفقاً لما نشرته أسوشييتد برس. وحصلت النقابات العمالية الكبيرة والمُعتَرَف بها على تنازلات مهمة من أصحاب العمل هذا العام بعد إضراب سابق من عمال مصانع بوينغ، وعمال الموانئ على الساحلين الشرقي والجنوبي، وموظفي شركات ألعاب الفيديو، وعمال الفنادق والكازينوهات في لاس فيغاس.

لكن العمال في ستاربكس وأمازون وبعض العلامات التجارية الأخرى البارزة لا يزالون يناضلون لتوقيع أول عقودهم. وترفض أمازون الاعتراف بمحاولات تنظيم السائقين وعمال المستودعات، رغم أن العديد منهم صوتوا لصالح النقابات، حتى مع إعلان نقابة "تيمسترز" القوية أنها تمثلهم. أما ستاربكس فقد قاومت لفترة طويلة تشكيل النقابات، لكنها وافقت على التفاوض على عقد قبل نهاية العام.

لماذا يحدث إضراب الآن؟

وتعتبر الإضرابات، خاصة التي تحدث خلال موسم الأعياد، أداة فعالة للنقابات لممارسة الضغط خلال المفاوضات أو لإظهار قوتها، من خلال حشد الدعم من العمال والمستهلكين المتعاطفين، في فترة تعرف عادة بارتفاع المبيعات. وشهدت أمازون وستاربكس موجة من الجهود النقابية بعد جائحة كوفيد-19، التي سلطت الضوء على العاملين في الخطوط الأمامية، وتأثير عدم المساواة الاقتصادية على حياة العمال في الولايات المتحدة.

ونجح العمال في تنظيم أنفسهم في متاجر مثل آبل وتريدر جو و"آر إي آي"، لكن تحويل تلك النجاحات إلى عقود عمل مثل تحدياً. وفي أمازون وستاربكس، التي لم يكن لديها أي نقابات قبل الجائحة، لا يزال العمال ينتظرون توقيع عقود مع الشركتين العملاقتين، اللتين تقع مقراتهما الرئيسية في سياتل/أقصى شمال غرب البلاد.

تصعيد النقابات قبيل إدارة ترامب الجديدة

يعتقد جون لوغان، مدير دراسات العمل والتوظيف بجامعة ولاية سان فرانسيسكو، أن العمال في أمازون وستاربكس "يائسون" من احتمالات تحقيق تقدم قبل أن يعين الرئيس المنتخب دونالد ترامب أغلبية جمهورية في مجلس علاقات العمل الوطني، والذي يُتوقع أن يكون أقل تعاطفاً مع النقابات. وأوضح لوغان أن النقابات تسعى لجعل النزاعات علنية، ولممارسة ضغوط سياسية على الشركات، قبل أن تبدأ إدارة ترامب.

وتقول نقابة تيمسترز إن عمال أمازون ينفذون إضرابات في سبعة مراكز توصيل بكاليفورنيا الجنوبية، وسان فرانسيسكو، ونيويورك، وأتلانتا، وسكوكيت، إلينوي، بسبب تجاهل الشركة الموعد النهائي للتفاوض الذي حددته النقابة يوم الأحد. وتهدف النقابة إلى تحقيق أجور أعلى ومزايا أفضل وظروف عمل أكثر أماناً لعمال أمازون، الذين يعانون انعدام الأمان الاقتصادي، على الرغم من قيمة الشركة السوقية البالغة 2.3 تريليون دولار.

مفاوضات عقود العمل في ستاربكس

وعلى عكس أمازون، بدأت مفاوضات العقود في ستاربكس، لكن نقابة "ستاربكس وركرز يونايتد" اتهمت الشركة بعدم الالتزام بالاتفاق المبرم في فبراير/شباط لتوقيع عقد عمل هذا العام. وانتقدت النقابة العرض الاقتصادي الذي قدمته ستاربكس، والذي لم يتضمن زيادات جديدة في الأجور للعمال النقابيين حالياً، ونص على زيادة بنسبة 1.5% فقط في السنوات القادمة.

من جانبها، قالت ستاربكس إنها تقدم أجوراً ومزايا تقدر بنحو 30 دولاراً في الساعة للبارستات الذين يعملون 20 ساعة على الأقل أسبوعياً. وأوضحت الشركة أن النقابة أنهت جلسة التفاوض هذا الأسبوع مبكراً.

ومع تصاعد النشاط النقابي، قالت باتريشيا كامبوس-مدينا، التي قادت معهد كورنيل للعمال، إنها تتوقع مزيداً من النشاط النقابي قبل تولي ترامب السلطة. وأشارت إلى أن ردات فعل ترامب ستمنح العامة فرصة لرؤية "التزاماته تجاه الطبقة العاملة".

(أسوشييتد برس، العربي الجديد)



إقرأ المزيد