سهم كوكا كولا يخسر 14% منذ سبتمبر... هل تواجه الشركة أزمة؟
العربي الجديد -

تلقت شركة كوكا كولا التي كانت أيقونة أميركية منذ فترة طويلة اختباراً قاسياً، بعد نتائج انتخابات عام 2024، إذ تعهد روبرت كينيدي جونيور الذي رشّحه ترامب لوزارة الصحة بإجراء إصلاحات شاملة في إدارة الغذاء والدواء الأميركية التي تؤثر بشكل طبيعي على شركات الأدوية والمشروبات غير الكحولية. وبالتالي فإن وعده الأوسع بـ "جعل أميركا صحية مرة أخرى" يثير إنذارات المستثمرين في أسهم شركة كوكا كولا.

ووفق تقرير بموقع بار تشارت الأميركي، يوم الجمعة، تراجعت أسهم شركة كوكا كولا بأكثر من 14%، منذ إغلاق يوم 3 سبتمبر/ أيلول الماضي، وهو تآكل هائل لشركة كبرى من الدرجة الأولى مثل كوكا كولا.  وأعربت مصارف استثمارية عن مخاوفها بشأن تباطؤ معدلات النمو والتأثيرات المحتملة للتضخم على عادات الإنفاق الاستهلاكي، إذ سلّط مصرف مورغان ستانلي في تقرير استثماري في 7 ديسمبر الجاري الضوء على كوكا كولا وقال إنه على الرغم من إدارة شركة Coca-Cola للتسعير بشكل جيد، إلا أن الانخفاض المستمر في الحجم قد يؤدي إلى مشكلات طويلة المدى. كذلك لاحظت شركة ويلز فارغو أن الرياح المعاكسة المستمرة لأسعار صرف العملات الأجنبية من المرجح أن تؤثر على ربحية الشركة في المستقبل. خاصة أن شركة كوكا كولا شركة متعددة الجنسيات ويؤثر صرف الدول على أسعار مشروباتها. 

وشهدت أسهم شركة كوكا كولا انخفاضاً ملحوظاً بسبب عدة عوامل، تتعلق في المقام الأول بأدائها المالي الأخير وظروف السوق. وأعلنت شركة كوكا كولا عن انخفاض بنسبة 1% على أساس سنوي في أحجام الوحدات خلال الربع الثالث من عام 2024. ويُعزى هذا الانخفاض، وفق خبراء، إلى حد كبير إلى انخفاض بنسبة 2% في شحنات التركيز، وهو ما عزته الشركة إلى مشكلات التوقيت بدلاً من الضعف الأساسي في الطلب. وأثار انخفاض الأحجام مخاوف بين المستثمرين بشأن قدرة الشركة على استدامة النمو، خاصة أنها أظهرت في السابق نمواً إيجابياً ثابتاً في الحجم خلال السنوات الثلاث الماضية.

وعلى الرغم من تجاوز توقعات الأرباح والإيرادات المعدلة، انخفض إجمالي إيرادات شركة كوكا كولا بنسبة 0.8% إلى 11.85 مليار دولار، وهو ما كان أقل من التوقعات التي حددها المحللون. وكانت ربحية السهم المعدلة (EPS) البالغة 0.77 دولار أفضل من المتوقع ولكن طغى عليها انخفاض الإيرادات وانخفاض الأحجام، مما أدى إلى انخفاض ثقة المستثمرين.
شهدت الشركة زيادات كبيرة في الأسعار، مع ارتفاع بنسبة 10% في الأسعار/ المزيج، مدفوعاً جزئياً بالأسواق التي تواجه تضخماً حاداً. وفي حين ساعد هذا في تعويض بعض الخسائر الناجمة عن انخفاض الحجم، إلا أنه أثار أيضاً مخاوف بشأن الطلب الاستهلاكي على المدى الطويل، إذ إن ارتفاع الأسعار قد يؤدي إلى تثبيط المشتريات.



إقرأ المزيد