العربي الجديد - 11/21/2024 2:41:41 PM - GMT (+3 )
قال عملاق الغاز الروسي غازبروم إنّ صادرات البلاد من الغاز الطبيعي عبر أوكرانيا إلى أوروبا ظلت مستقرة، اليوم الخميس، على الرغم من خلاف تعاقدي مع شركة الطاقة النمساوية "أو إم في".
وذكرت "غازبروم" أنها ستضخ 42.4 مليون متر مكعب من الغاز إلى أوروبا عبر أوكرانيا، اليوم الخميس، وهي نفس الكمية التي تضخها كل يوم منذ 12 نوفمبر/ تشرين الثاني. وقالت شركة "أو إم في" ومقرّها فيينا إنّ شركة غازبروم أوقفت الإمدادات عنها يوم السبت بسبب نزاع تعاقدي. ولم تعلق "غازبروم" على الأمر. ولم يتضح بعد إلى أين تم توجيه كميات الغاز المخصصة لشركة "أو إم في".
وأظهرت بيانات من شركة تشغيل نظام النقل "يوستريم"، أنّ الطلبات على التدفقات إلى النمسا من سلوفاكيا مستقرة عن اليومين السابقين، لكنها أقل بنحو 12% عن المستويات المسجلة في نوفمبر/ تشرين الثاني قبل أن توقف روسيا إمدادات الغاز إلى "أو إم في".
واتسقت الطلبات إلى جمهورية التشيك من سلوفاكيا مع المستويات التي شهدها هذا الشهر. وأظهرت البيانات أنّ الطلبات القادمة إلى سلوفاكيا من أوكرانيا مستقرة اليوم الخميس مقارنة بالأيام السابقة، كما لم تشهد الطلبات الخاصة بالتدفقات الخارجة من سلوفاكيا تغيراً يذكر.
يأتي ذلك فيما تستعد أوكرانيا لإنهاء نقل الغاز الطبيعي الروسي إلى أوروبا بشكل كامل اعتباراً من الأول من يناير/ كانون الثاني 2025. ويقترب الاتفاق السابق الذي سمح بنقل موارد الطاقة، وإن كان بحجم مخفض بشكل كبير، عبر خطوط الأنابيب الأوكرانية من نهايته.
تدفقات الغاز الروسيوبحسب موقع إنيرجي نيوز، فإن تدفقات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر جارتها الغربية انخفضت بالفعل "من 117 مليار متر مكعب في عام 2008 إلى 14.65 مليار متر مكعب فقط في عام 2023، وهو ما يؤكد تراجع هذا الممر التاريخي".
في الوقت الحالي، استولت قوات كييف على محطة القياس الوحيدة النشطة للغاز الروسي إلى خطوط الأنابيب الأوكرانية، والتي تقع في سودزا على الجانب الروسي من الحدود. وفي العاشر من نوفمبر/ تشرين الثاني، ذكرت صحيفة إل بايس الإسبانية أنّ الجيش الأوكراني يعطي الأولوية للاحتفاظ بالمنطقة، حيث يتمركز اثنان من "أفضل أفواجها"، لواءا الهجوم المحمولين جواً 95 و80. وهما مجهزان بمعدات عالية التقنية، بما في ذلك دبابات ليوبارد الألمانية ودبابات أبرامز الأميركية. في هذه الأثناء، تواصل القوات الروسية تقدمها في منطقة دونباس، حيث يواجه الجيش الأوكراني نقصاً في القوى العاملة والذخيرة، كما تعمل أيضًا على إخراجه من كورسك.
ونتيجة لإنهاء صفقة الغاز، فإن روسيا قد تخسر 6.5 مليارات دولار ما لم تتمكن من إعادة توجيه صادراتها إلى أسواق أخرى. وقد تشهد أوكرانيا خسارة 0.5% من ناتجها المحلي الإجمالي إذا أنهت دورها تماما كطريق عبور.
كما أشار مركز الأبحاث الأوروبي "بروغل" أخيراً إلى أن انتهاء العقد من شأنه أن يفتح خطوط الأنابيب الأوكرانية أمام استهداف القوات الروسية. وقد ظلت هذه الخطوط سليمة حتى الآن بسبب تدفق الغاز الروسي عبرها. وقد أصيبت البنية التحتية الكهربائية والطاقة في أوكرانيا بالشلل بسبب الحرب. وفي الأسبوع الماضي، أعلنت حكومة أوكرانيا أنها تفرض انقطاعات متواصلة للتيار الكهربائي في جميع أنحاء البلاد مع اقتراب فصل الشتاء، من أجل الحفاظ على ما تبقى من شبكة الكهرباء في البلاد.
وقد عرضت روسيا مواصلة إرسال الغاز الطبيعي إلى أوروبا عبر أوكرانيا، شريطة التفاوض على اتفاق منفصل بين كييف ودول المقصد. وقال نائب رئيس الوزراء ألكسندر نوفاك للصحافيين، في السادس من نوفمبر/ تشرين الثاني في سوتشي: "بطبيعة الحال، في رأيي، فإن الدول الأوروبية التي تتلقى الغاز حاليًا عبر هذا الممر مهتمة بمواصلة هذا التعاون. وأوضح نوفاك "نحن مستعدون لتوريد (الغاز)، لكن لا يعتمد علينا الكثير، لذا ربما ينبغي التفاوض على هذا الأمر بشكل مباشر بين المستخدمين والبلد الذي يتم من خلاله توفير النقل".
وفي وقت سابق من شهر أكتوبر/ تشرين الأول، استبعد رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال تمديد اتفاقية نقل الغاز الحالية خلال اجتماع مع رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو في غرب أوكرانيا. وقال شميهال للصحافيين: "تقول أوكرانيا مرة أخرى إنها لن تستمر في اتفاقية النقل مع روسيا بعد انتهاء صلاحيتها"، مضيفًا: "الهدف الاستراتيجي لأوكرانيا هو حرمان الكرملين من الأرباح من بيع الهيدروكربونات التي يستخدمها المعتدي لتمويل الحرب".
وعلى الرغم من الانخفاض العام في إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا منذ بداية الحرب، فإن الشحنات عبر طريق العبور الأوكراني كانت تلبي 65% من الطلب في النمسا والمجر وسلوفاكيا في عام 2023، وفقاً لمؤسسة بروغل البحثية الأوروبية. والآن أصبحت إمدادات كل هذه البلدان معرضة للخطر، كما أوضحت أحداث الأسبوع الماضي.
في يوم الجمعة الماضي، أبلغت روسيا النمسا بأنها ستعلق إمدادات الغاز في اليوم التالي، وهي الخطوة التي ادعى المستشار النمساوي كارل نيهمر أن النمسا مستعدة لها بالكامل. وقال للصحافيين: "لن يبرد أي منزل... مرافق تخزين الغاز ممتلئة بما يكفي".
إقرأ المزيد