سكاي نيوز عربية - 10/13/2025 7:09:38 PM - GMT (+3 )

واعتبرت الرئاسة المصرية أن القرار يأتي "تقديرا لإسهامات ترامب البارزة في دعم جهود السلام، ونزع فتيل النزاعات، وآخرها دوره المحوري في وقف الحرب في غزة".
ووصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى مدينة شرم الشيخ، للمشاركة في قمة السلام التي تستضيفها مصر بمشاركة عدد من قادة العالم؛ لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق يهدف إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة.
ماذا نعرف عن "قلادة النيل"؟
وفق القانون المصري رقم "12 لسنة 1972"، يجوز إهداء قلادة النيل لرؤساء الدول ولأولياء العهود ولنواب الرؤساء، كما يجوز منحها لمن يقدمون خدمات جليلة للوطن أو للإنسانية.
ووفق الموقع الرئاسي المصري، فقلادة النيل هي "أرفع الأوسمة المصرية وأعظمها شأنًا وقدرًا، ولها المقام الأول بينهم، ومن عظمة قدرها يتم تسليمها بمعرفة رئيس الجمهورية شخصيًا، ويعطون براءة موقعًا عليها من رئيس الجمهورية، ويؤدى التعظيم العسكري لأصحاب القلادة عند وفاتهم".
تُصنع القلادة من الذهب الخالص أو الفضة المذهبة، وهي عبارة عن سلسلة تتعاقب فيها ثلاثة وحدات مربعة الشكل، كل وحدة منهم محلاة بالميناء وبرموز فرعونية، وتتصل الوحدات ببعضها من الأركان بسلسلتين متوازيتين، يتوسط كل سلسلة منهم زهرة لوتس صغيرة.
وتتكرر الوحدات الثلاث في القلادة، إذ "ترمز الأولى إلى حماية البلاد من الشرور، والثانية إلى الرخاء والسعادة التي يجلبها النيل، والثالثة إلى الخير والدوام"، وتتصل كل وحدة بالأخرى بزهرة دائرية محلاة بدائرة من الفصوص الحمراء وفي وسطها فص أزرق، ومعلقة بحلقات في وسط الوحدات المربعة، والوحدات مثبتة من أركانها في فرعي السلسلة.
وتتوسط القلادة حلية دائرية تمثل رمز النيل الموحد بين الشمال والجنوب، حيث يرمز البردي للشمال واللوتس للجنوب، في دلالة على وحدة مصر منذ آلاف السنين.
وتُعلق القلادة حول العنق في المراسم الرسمية، ليصبح ارتداؤها علامة على أعلى درجات التكريم التي يمكن أن تمنحها الدولة المصرية.
من حصل على "قلادة النيل"؟
منذ استحداثها في القرن الماضي، منحت القاهرة "قلادة النيل" لعدد من الزعماء والشخصيات العالمية البارزة، من بينهم الملك فيليبي السادس ملك إسبانيا قبل أسابيع، ونيكوس أناستاسيادس رئيس قبرص السابق عام 2017، والرئيس البرتغالي مارسيلو ريبيلو دي سوزا عام 2016، إلى جانب كل من الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية، والملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين.
كما نالها عدد من الرموز العالمية في القرن الماضي، من بينهم الزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا، والرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، والرؤساء الأميركيون رونالد ريغان، وجيمي كارتر، وجيرالد فورد، وريتشارد نيكسون، إضافة إلى الملكة الراحلة إليزابيث الثانية، ومؤسس دولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عام 1971.
أما في الداخل المصري، منحت القلادة لأسماء لامعة في ميادين السياسة والعلم والأدب، فمن بين الحاصلين عليها: الرؤساء جمال عبد الناصر وأنور السادات وحسني مبارك، والرئيس المؤقت عدلي منصور، والمشير محمد حسين طنطاوي.
وفي مجالات الفكر والإنجاز العلمي، نالها كل من الأديب العالمي نجيب محفوظ، والعالم أحمد زويل والدكتور محمد البرادعي بعد حصولهم على جائزة نوبل، إلى جانب جراح القلب العالمي السير مجدي يعقوب.
كيف تُمنح "قلادة النيل"؟
بدوره، قال الخبير في البروتوكول الدولي والمراسم وأمين رئاسة الجمهورية الأسبق طارق عبدالعزيز، في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن الرئيس المصري هو من يحق له فقط منح أو إهداء قلادة النيل، إذ أن هذا الوسام يمثل أعلى درجات التكريم الرسمية في مصر.
وأوضح "عبدالعزيز"، أن "هناك فرقًا جوهريًا بين المنح والإهداء؛ إذ يُستخدم مصطلح الإهداء عندما تُمنح القلادة لرؤساء الدول أو الشخصيات الأجنبية البارزة تقديرًا لدورهم أو إسهاماتهم، بينما يُقال منح عندما تُقدم لشخصيات مصرية داخل الدولة قدمت خدمات جليلة للوطن".
وأشار إلى أنه "في حالة الرئيس ترامب، فإن الأمر يُعد إهداءً من الرئيس السيسي تقديرًا لدوره في دعم جهود السلام ووقف الحرب في غزة، واعترافًا بدور الوساطة في هذا المسار".
وعن المراسم والإجراءات المصاحبة لتقليد القلادة، أوضح الخبير في البروتوكول الدولي أن "العملية تُجرى وفق بروتوكول يعكس رمزية الوسام ومكانته، حيث يقوم رئيس الجمهورية بنفسه بتقليد القلادة في عنق الضيف، ويتم تسليم المسؤولين معه براءة رسمية مدون فيها صيغة الإهداء واسم الممنوح وتوقيع الرئيس، باعتبارها وثيقة ذات طابع رسمي".
وأكد أن "قلادة النيل هي تقدير رسمي وأدبي كبير من مصر، وكل دولة تحتفظ بنظام أوسمتها الذي يعكس هويتها السياسية والتاريخية، وتظل هي القلادة الأرفع في تسلسل الأوسمة المصرية، تليها قلادة الجمهورية ثم وشاح النيل، وبالتالي فهذا التكريم يحمل قيمة رمزية تمثل تقدير الدولة المصرية لمن خدموا الإنسانية أو ساهموا في دعم مصالحها العليا".
إقرأ المزيد