زعيم كوريا الشمالية يأمر بالتأهب نووياً بعد تجربة صاروخية ناجحة
العربي الجديد -

رجل يشاهد على التلفاز زعيم كوريا الشمالية وهو يتابع تجربة صاروخية، 28 فبراير 2025 (Getty)

ذكرت وسائل إعلام رسمية، اليوم الجمعة، أن زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون أشرف على تجربة إطلاق صواريخ كروز استراتيجية وأمر بالاستعداد الكامل لاستخدام القدرة على الهجوم النووي لضمان أقصى درجات الفاعلية لدفاع البلاد.

وأفادت وكالة الأنباء المركزية الكورية بأن الاختبار كان يهدف إلى تحذير "الأعداء الذين ينتهكون بشكل خطير البيئة الأمنية (للبلاد)" وإظهار "جاهزية مختلف وسائل العمليات النووية". ونقلت الوكالة عن كيم قوله "القدرة على توجيه ضربات قوية تضمن أقصى درجات التمكين من الردع والدفاع".

وأضاف "المهمة والواجب المنوطان بالقوات المسلحة النووية لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية هو الدفاع الدائم عن السيادة الوطنية والأمن بالدرع النووي الذي يعتمد عليه من خلال اكتساب استعداد قتالي أكثر شمولا بالقوة النووية والاستعداد الكامل لاستخدامها". وذكرت الوكالة أن إطلاق الصاروخ تم يوم الأربعاء فوق البحر قبالة الساحل الغربي لشبه الجزيرة الكورية.

ولم يذكر كيم أي دولة بالاسم عندما تحدث عن تحذير الأعداء، لكنه واصل خطابه القاسي ضد الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية على الرغم من تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه سيتواصل معه.

وهذه هي التجربة الصاروخية الثانية التي تجريها كوريا الشمالية منذ عودة ترامب إلى السلطة. ففي 26 يناير/كانون الثاني، اختبرت ما وصفتها بأنها "صواريخ كروز استراتيجية بحر-أرض". ورغم العقوبات الاقتصادية الخانقة التي ما زالت مفروضة عليها، أعلنت كوريا الشمالية نفسها قوة نووية "لا رجعة فيها" عام 2022.

وتبرر كوريا الشمالية سعيها للحصول على أسلحة نووية بردع تهديدات الولايات المتحدة وحلفائها، بما في ذلك كوريا الجنوبية. ولا تزال الكوريتان في حالة حرب منذ انتهاء النزاع بينهما عام 1953 بهدنة وليس بمعاهدة سلام. وتدهورت العلاقات بينهما إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات.

وخلال ولايته الأولى، التقى ترامب وكيم ثلاث مرات لكنّ واشنطن فشلت في إحراز تقدم كبير في الجهود الرامية إلى نزع الأسلحة النووية في كوريا الشمالية. ومنذ انهيار القمة الثانية بين كيم وترامب في هانوي عام 2019، تخلّت كوريا الشمالية عن الدبلوماسية وكثّفت جهودها لتطوير الأسلحة ورفضت العروض الأميركية لإجراء محادثات.

بعد أشهر من القمة التاريخية الأولى بين كيم وترامب في سنغافورة في يونيو/حزيران 2018، قال الرئيس الأميركي وقتها خلال تجمع لمناصريه إنه والزعيم الكوري الشمالي وقعا "في الحب". لكنّ قمتهما الثانية في العام 2019 انهارت على خلفية تخفيف العقوبات وما سيكون على بيونغ يانغ التخلي عنه في المقابل. وفي يوليو/تموز 2024 قال ترامب متحدثا عن كيم "أعتقد أنه يفتقدني"، و"من الجيد أن أنسجم مع شخص لديه الكثير من الأسلحة النووية".

وفي تعليق صدر في الشهر ذاته، قالت كوريا الشمالية إنه رغم أن ترامب حاول أن يعكس "العلاقات الشخصية الخاصة" بين رئيسَي البلدين، فإنه "لم يحقق أي تغيير إيجابي جوهري". وأضافت "أيا تكن الإدارة التي ستتولى السلطة في الولايات المتحدة، فإن المناخ السياسي المرتبك بسبب الاقتتال الداخلي بين المعسكريَن لا يتغير، وبالتالي لا يهمنا هذا الأمر".

(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)



إقرأ المزيد