أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الثلاثاء، أن إسرائيل لا تفي بالتزاماتها المتعلقة باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الفلسطيني، مشدداً على أنه يجب على إسرائيل إنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية، وتعويض الأضرار التي أحدثتها فيها.

جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده مع رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم في العاصمة كوالالمبور التي يجري لها زيارة رسمية. وشدد أردوغان في تصريحه على ضرورة إقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة، والمتكاملة جغرافياً على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية. ودعا أردوغان الدول الأعضاء في رابطة آسيان إلى التعاون من أجل توفير المساعدات الإنسانية اللازمة لغزة.

وفي ما يخص العلاقات الثنائية بين تركيا وماليزيا، ذكر أردوغان أن البلدين قررا رفع حجم تبادلهما التجاري إلى 10 مليارات دولار. من جانبه، قال رئيس الوزراء الماليزي: "سنعمل على حشد دول رابطة آسيان لإعادة إعمار غزة". واستقبل إبراهيم، صباح اليوم، أردوغان بمراسم رسمية في العاصمة كوالالمبور. وبدأ حفل الاستقبال بعزف النشيد الوطني لكلا البلدين، ومن ثم قدّم أردوغان وإبراهيم وفدي بلديهما إلى الآخر.

ويرافق أردوغان في زيارته لماليزيا، وزراء الخارجية هاكان فيدان، والطاقة والموارد الطبيعية ألب أرسلان بيرقدار، والدفاع يشار غولر، والصناعة والتكنولوجيا محمد فاتح كاجر، والزراعة والغابات إبراهيم يوماقلي، والتجارة عمر بولاط. كذلك يضم الوفد رئيس مؤسسة الصناعات الدفاعية التركية خلوق غورغون، ورئيس مجلس حكماء منظمة الدول التركية بن علي يلدريم، ورئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون، ومستشار أردوغان لشؤون السياسة الخارجية والأمن عاكف تشاغطاي قليتش.

ويأتي تصريح أردوغان في وقت يواصل فيه الاحتلال الإسرائيلي خروقه لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، التي فنّدتها حركة حماس، أمس الاثنين، والتي شملت بحسب بيان صادر عنها، تأخير عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة، واستهداف أبناء الشعب الفلسطيني بالقصف وإطلاق النار عليهم، وقتل العديد منهم في مختلف مناطق القطاع، فضلاً عن عرقلة دخول متطلبات الإيواء من خيام وبيوت جاهزة، والوقود، وآليات رفع الأنقاض لانتشال الجثث، وتأخير دخول ما تحتاجه المستشفيات من أدوية ومتطلبات لترميم المستشفيات والقطاع الصحي.

وقال الناطق العسكري باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أبو عبيدة، في بيان على "تليغرام" في وقت سابق الاثنين إنه "سيتم تأجيل تسليم الأسرى الصهاينة الذين كان من المقرر الإفراج عنهم يوم السبت القادم الموافق 15 فبراير حتى إشعار آخر، ولحين التزام الاحتلال وتعويض استحقاق الأسابيع الماضية وبأثر رجعي، ونؤكد التزامنا ببنود الاتفاق ما التزم بها الاحتلال".

وقالت حركة حماس في بيانها إن "تأجيل إطلاق الأسرى رسالة تحذيرية للاحتلال، وللضغط باتجاه الالتزام الدقيق ببنود الاتفاق"، مشيرة إلى أن "تعمّد حماس أن يكون هذا الإعلان قبل خمسة أيام كاملة من موعد تسليم الأسرى، جاء لإعطاء الوسطاء الفرصة الكافية، للضغط على الاحتلال لتنفيذ ما عليه من التزامات، ولإبقاء الباب مفتوحاً لتنفيذ التبادل في موعده إذا التزم الاحتلال بما عليه".

(الأناضول، العربي الجديد)