تركيا: حكم بسجن زعيم حزب النصر أوميت أوزداغ
العربي الجديد -

أنصار أوزداغ يحتجون أثناء محاكمته بإسطنبول، 21 يناير 2025 (فرانس برس)

أمرت محكمة تركية في مدينة إسطنبول، اليوم الثلاثاء، بسجن زعيم حزب النصر العنصري المتطرف أوميت أوزداغ المعروف بعدائه للاجئين والأجانب في البلاد بتهمة "تحريض الشعب علانية على الكراهية والعداء"، بعد يوم على اعتقاله في أنقرة بتهمة إهانة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وتوسعت التحقيقات بحق أوزداغ بعد نقله إلى إسطنبول، وشملت منشوراته المتعلقة بحق الأجانب وخاصة السوريين، فيما أنكر التحريض ضدهم مطالباً بالإفراج عنه.

وقال أوزداغ في اجتماع حزبي بولاية أنطاليا، الأحد، إن أردوغان "أضرّ بتركيا والشعب التركي بشكل كبير لم تتسبب به حتى الحملات الصليبية". وأطلقت النيابة العامة في إسطنبول صباح أمس تحقيقا بتهمة توجيه الإهانة والاحتقار للرئيس. وعقبها، قال أوزداغ عبر منصة "إكس" إنه مستعد لتكرار ما قاله "ألف مرة" وهو "مستعد لأي عواقب، بما فيها السجن والإعدام".

وعقب استكمال التحقيقات مع أوزداغ، قررت محكمة الصلح الجزائية المناوبة متابعته بتهمة التحريض، وإرساله إلى السجن، فيما شهدت المحكمة اليوم ومديرية الأمن أمس تجمعاً من بعض أنصاره. وبحسب وسائل إعلام تركية فإن أوزداغ دافع عن نفسه في إفادته بقوله: "نحن الأصدقاء الحقيقيون للسوريين من خلال دعوتنا لعدم تقسيم سورية، ومع ذلك فمن حقنا الأكثر ديمقراطية كحزب أن نعبر عن رد فعلنا تجاه السوريين والأفغان وغيرهم ممن يضايقون الشعب التركي، ويرتكبون أعمالاً غير قانونية، ويضرون بالبيئة أثناء وجودهم في بلدنا"، على حد زعمه.

وأضاف ضمن ادعاءاته: "رد الفعل هذا ليس معادياً للعرب أو للسوريين أو ممارسة عنصرية، إنه الموقف الطبيعي لأي مواطن في تركيا، ولم تكن هناك أبدا أي علاقة تنظيمية بين حزب النصر وحوادث العنف ضد السوريين، ولهذا السبب أطلب صدور قرار بعدم مقاضاتي". كما أفادت وسائل إعلام بأن التحقيقات مع أوزداغ همت 11 منشوراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، جميعها لديها مضمون مشابه تشمل استهداف المواطنين الأجانب واللاجئين بشكل يؤدي لتحريض الشعب على الكراهية.

وكذلك تضمن ملف أوزداغ تقرير مديرية الأمن في ولاية قيصري وقد شمل الفترة من 30 يونيو/ حزيران إلى 7 يوليو/ تموز الماضي حيث شهدت الولاية تظاهرات أدت إلى أضرار مادية وجرح عناصر أمن، وأظهرت التحقيقات أن موالين لحزب النصر كان لهم نشاط محرض على مواقع التواصل الاجتماعي.

ويعتبر حزب النصر من أشد الأحزاب عنصرية في تركيا، خصوصاً لناحية رفض الأجانب واللاجئين، حيث صدرت عنه مواقف عديدة تنشر الكراهية استدعت ردود فعل كبيرة على الصعيدين السياسي والرسمي، ورغم ذلك، فشل الحزب في تحقيق مكانة له على الصعيد السياسي ودخول البرلمان. واستهدف أوزداغ بشكل رئيسي السوريين والأفغان، وكان يهدد بترحيل السوريين بوعوده الانتخابية قبيل الانتخابات البرلمانية في 2023، ومع سقوط النظام السوري الشهر الماضي سخر العديد من الناشطين الأتراك من أوزداغ وطالبوه بإغلاق حزبه الذي أسسه ضد السوريين والأجانب.

وانتقد زعيم "الشعب الجمهوري" أكبر أحزاب المعارضة أوزغور أوزال الحكم: "مع قرار سجن رئيس حزب النصر أوميت أوزداغ تم اغتيال العدالة مرة أخرى بواسطة المقصلة المتنقلة"، مضيفا في منشور على منصة "إكس": "إن اعتقال رئيس حزب سياسي بناء على منشوراته على مواقع التواصل الاجتماعي منذ خمس سنوات هو تدمير للديمقراطية واستقلال القضاء، وهو مهمة الانقلابيين، فإبقاء الخصوم السياسيين في السجن هو من أعمال الجبناء، القبض على خصمك هو عمل الضعفاء، سنحارب هذا النظام غير الشرعي بكل شجاعة وسنغير هذا النظام في أول صندوق اقتراع".

وقال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو عبر "إكس": "نرفض سجن رئيس حزب النصر أوميت أوزداغ، الجميع يعرف أن هذا تدخل سياسي في القضاء، إن من وقع على هذه الممارسات سوف يخضع بالتأكيد لإرادة الشعب ويترك مناصبه. هذا وعدنا لشعبنا".



إقرأ المزيد