تحديات دولية تواجه قرار ترامب بتعديل اسم خليج المكسيك
العربي الجديد -

لا يعد خليج المكسيك الذي أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمراً تنفيذياً بتعديل اسمه إلى خليج أميركا، هو الممر الوحيد المتنازع على اسمه عالمياً، لكن هذا الاسم له تاريخ طويل، حيث ظهر لأول مرة على الخرائط التي استخدمها المستكشفون الإسبان في القرن السادس عشر، قبل تأسيس الولايات المتحدة بوقت طويل، وهو ما دفع رئيسة المكسيك كلوديا شيناباوم إلى التعبير عن انزعاجها من قرار ترامب، لترد بصرامة قائلة: "بالنسبة لنا سيظل اسمه خليج المكسيك، وبالنسبة لبقية العالم سيبقى اسمه خليج المكسيك".

ومنذ أشهر، طرح ترامب فكرة إعادة تسمية خليج المكسيك، إذ أخبر الشهر الماضي الصحافيين بأن إعادة تسمية الخليج ليصبح خليج أميركا تجعل وقعه "مناسباً" و"جميلاً". لترد عليه الرئيسة المكسيكية، مقترحةً تسمية أميركا الشمالية بـ "أميركا المكسيكية". فيما استغلت النائبة اليمينية مارغوري تايلور جرين الأمر، وسارعت بتقديم مشروع قانون سريع لإعادة تسمية الخليج. 

- ما هي الخطوة التالية داخل أميركا؟

ويتابع الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب، وزير الداخلية الأميركي، الذي سيقوم بتحديث نظام معلومات الأسماء الجغرافية للحكومة في غضون 30 يوماً. ويتطلب الأمر التنفيذي من وزير الداخلية الجديد تغيير الأسماء في الوثائق الرسمية المحلية، بما في ذلك في الاتصالات الفيدرالية والخرائط، وسيُشَار إلى الخليج باسم خليج أميركا. لكن إعادة تسميته دولياً ليست بهذه البساطة، لأنه لا يقع ضمن الحدود الأميركية. وتخضع عملية إعادة تسمية المعالم الجغرافية داخل الولايات المتحدة إلى حد كبير لمجلس الأسماء الجغرافية الأميركي الذي يعمل تحت إشراف وزارة الداخلية.

- هل القرار يعني إلزام المجتمع الدولي به؟

فعالية قرار ترامب محدودة خارج الولايات المتحدة، فلا يمكن أن يكون القرار أحادي الجانب من قبل أميركا، فعملياً يمكن داخلياً الإشارة إليه باسم خليج أميركا في الأوراق الرسمية حالياً، لكن شركات على غرار غوغل وآبل لن تعلم كيف ستتعامل مع الخرائط داخل الولايات المتحدة على تطبيقات الهاتف بعد. لكن.

- ما هي المسطحات المائية الأخرى المتنازع عليها عالمياً؟

تدخل الولايات المتحدة أيضاً في هذا الصراع في مناطق مختلفة، حيث إن هناك نزاعاً على المسطح المائي الذي يفصل المملكة العربية السعودية وإيران، وتطلق إيران على الخليج اسم "الخليج الفارسي"، بينما تطلق عليه المملكة العربية السعودية اسم "الخليج العربي". من جانبها تستخدم البحرية الأميركية مصطلح "الخليج العربي" في أوراقها، بينما تستخدم هيئة الأسماء الجغرافية الأميركية اسم "الخليج الفارسي" في الأعمال الرسمية.

- ما هي الدول الحدودية لخليج المكسيك؟

تحيط خليج المكسيك دول الولايات المتحدة والمكسيك وكوبا، وتعد حكومتا المكسيك وكوبا الدولتين الأساسيتين في التسمية بجانب الولايات المتحدة. وعارضت المكسيك سريعاً على لسان رئيس الدولة طرح ترامب، معتبرة أن محاولة تغيير الاسم من جانب واحد، ضد سيادتها ومسؤوليتها المشتركة عن المسطح المائي.

وتقول صحيفة ذا إيكونوميست إنه "من المرجح أن أي محاولة من جانب الولايات المتحدة لفرض اسم جديد لخليج المكسيك، تستلزم التدقيق من قبل الهيئات الدولية، خاصة إذا كان ذلك يؤثر في الاتفاقيات القائمة أو جهود التعاون الإقليمي، وقد تلعب المنظمات البيئية والمجتمع البحري العالمي دوراً أيضاً في المناقشة، نظراً لأهمية الخليج في صيد الأسماك وإنتاج النفط والشحن. كما أنه يترتب على تغيير الاسم آثار عملية محتملة على البحث العلمي ومبادرات حماية البيئة وطرق الشحن الدولية. وقد يؤدي تغيير الاسم هذا أيضاً إلى إعادة إشعال المناقشات حول اتفاقيات التسمية الجغرافية على الصعيد العالمي، وسوف تكون استجابة أصحاب المصلحة الآخرين، بما في ذلك الدول المجاورة والهيئات الدولية وحتى المجموعات المحلية، حاسمة في تحديد مدى تأثير هذا التغيير".

- ما هو موقف المنظمة الدولية للخرائط؟

لا توجد سلطة عالمية تملي تسمية المسطحات المائية الطبيعية، إذ قال جون نيبرج، مدير المنظمة الدولية للهيدروغرافيا، لصحيفة نيويورك تايمز، إنه "لا يوجد اتفاق دولي رسمي أو بروتوكول قائم لتسمية المناطق البحرية". المنظمة الدولية للهيدروغرافيا -الولايات المتحدة والمكسيك عضوان فيها- تعمل على توحيد مسح ورسم خرائط جميع بحار العالم ومحيطاتها ومياهها الصالحة للملاحة بشكل موحد، كما تقوم بتسمية بعضها. هناك حالات تشير فيها الدول إلى نفس المسطح المائي أو المعالم بأسماء مختلفة في وثائقها الخاصة.

- ماذا عن قرار ترامب بتغيير اسم جبل دينالي؟

يعمل ترامب كذلك على تغيير اسم جبل دينالي، وهو الأمر الذي يوصف بـ"السهل نسبياً"؛ لأن الجبل داخل الأراضي الأميركية. وفي ولايته الأولى، حاول ترامب تغيير تسمية جبل دينالي، وهو أعلى جبل في قارة أميركا الشمالية في ولاية ألاسكا، إلى جبل "ماكينلي"، لكنه لم ينجح وقتها في اتخاذ قرار بتغيير التسمية بعد مقاومة أعضاء الكونغرس الأميركي الجمهوريين لولاية ألاسكا.

تم تسمية جبل ماكينلي على اسم الرئيس الجمهوري وليام ماكينلي الذي اغتيل عام 1901، وتسببت التسمية في حالة من الغضب لدى سكان ألاسكا الأصليين لما يمثل هذا الجبل من مكانة مقدسة لهم. وفي 2015 أعاد الرئيس أوباما اسم الجبل إلى "دينالي". وفي أحد تجمعاته في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، عبر ترامب عن إعجابه الشديد بالرئيس ماكينلي، ووصفه بأنه "رجل أعمال ناجح للغاية" و"رئيس جيد جداً".



إقرأ المزيد