دعوات إلى تنحي نتنياهو وحكومته بعد الاستقالات في الجيش
العربي الجديد -

نتنياهو خلال لقاء حكومي في تل أبيب، 7 يناير 2024 (فرانس برس)

تصاعدت الدعوات في صفوف المعارضة الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، إلى استقالة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأعضاء حكومته، وتشكيل لجنة تحقيق رسمية فيما جرى خلال عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بالتزامن مع عودة الاستقالات لتعصف بجيش الاحتلال الإسرائيلي على خلفية "إخفاق" 7 أكتوبر، والتي شملت رئيس الأركان هرتسي هاليفي، وقائد المنطقة الجنوبية يارون فينكلمان.

وفي 7 أكتوبر، شنت المقاومة الفلسطينية، هجوماً مباغتاً على مواقع عسكرية ومستوطنات محاذية لقطاع غزة، بالتزامن مع حصار إسرائيلي خانق على القطاع منذ 18 عاماً، وتصعيد إسرائيل لانتهاكاتها بحق المسجد الأقصى. وحينها، قالت فصائل المقاومة إن هجومها جاء بهدف "إنهاء الحصار الجائر على غزة، وإفشال مخططات إسرائيل لتصفية القضية الفلسطينية وفرض سيادتها على المسجد الأقصى".

وأقر مسؤولون سياسيون وعسكريون وأمنيون إسرائيليون بأن الهجوم يمثل "إخفاقاً كبيراً" للاحتلال على المستويات السياسية والعسكرية والاستخبارية. وأعلن هاليفي اليوم استقالته من منصبه، انطلاقاً من "الاعتراف بمسؤوليته عن فشل الجيش الإسرائيلي" في التنبؤ بعملية "طوفان الأقصى" والتصدي لها. وأوضح هاليفي أن استقالته ستسري اعتباراً من 6 مارس/آذار المقبل، حيث سيعمل خلال الفترة الزمنية المتبقية من خدمته على إنجاز التحقيقات الداخلية التي يجريها الجيش في إخفاقات 7 أكتوبر. ومن المقرر أن تنتهي هذه التحقيقات أواخر يناير/كانون الثاني الجاري.

ولاحقاً، أعلن قائد المنطقة الجنوبية بجيش الاحتلال الإسرائيلي يارون فينكلمان استقالته من منصبه، حيث أبلغ هاليفي بقراره، وفق بيان للجيش. ونقلت إذاعة الجيش عن فينكلمان قوله في خطاب الاستقالة: "في 7 أكتوبر 2023 فشلت في الدفاع عن (منطقة) النقب الغربي، وهذا الفشل سيبقى محفوراً في ذهني لبقية حياتي". وتأتي الاستقالتان في اليوم الثالث من وقف لإطلاق النار بين تل أبيب وحركة حماس بدأ صباح الأحد.

دعوات متصاعدة إلى استقالة نتنياهو

وعقب إعلان هاليفي استقالته، وجه قادة في المعارضة انتقادات حادة إلى نتنياهو، داعين إياه وحكومته إلى الاستقالة. إذ قال زعيم المعارضة يائير لابيد عبر منصة "إكس": "تحية لهاليفي على استقالته". وأضاف: "الآن، حان الوقت لتحمل المسؤولية. يجب على رئيس الوزراء وأعضاء حكومته الكارثية بأكملها الاستقالة".

في السياق، قال رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان، عبر منصة "إكس": "بعد استقالة رئيس الأركان، أوجه دعوة إلى رئيس الوزراء وأعضاء المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) لتحمل المسؤولية والعودة إلى منازلهم". بدوره، كتب زعيم حزب "الديمقراطيين" المعارض يائير غولان، عبر منصة "إكس": "شكرا هرتسي. نتنياهو الآن جاء دورك".

أما رئيس حزب معسكر الدولة المعارض بيني غانتس فقد طالب بتشكيل لجنة تحقيق رسمية للتحقيق في إخفاقات 7 أكتوبر. وقال غانتس عبر منصة "إكس": "رئيس الأركان يتحمل مسؤولية عسكرية عن كارثة 7 أكتوبر، لكنه أيضًا مسؤول عن التعافي الكبير الذي شهده الجيش الإسرائيلي"، وفق تعبيره. وأكد أن "على رئيس الوزراء والمستوى السياسي أن يتحملوا مسؤولياتهم من خلال تشكيل لجنة تحقيق رسمية، مع العمل على قيادة إسرائيل نحو انتخابات تتيح تشكيل حكومة جديدة تستعيد ثقة الجمهور".

إلى ذلك، دعا الرئيس الإسرائيلي يسحاق هرتسوغ أيضاً إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية في إخفاقات 7 أكتوبر. وأوضح هرتسوغ عبر منصة "إكس"، أن "المطلوب من هذه اللجنة استخلاص العبر، وتحقيق المساءلة، بما يؤدي إلى تعزيز الثقة بين الشعب والدولة".

على مستوى الحكومة، قال مكتب نتنياهو عبر بيان، إن الأخير تحدث مع هاليفي هاتفياً، وشكره على "سنوات خدمته الطويلة" في الجيش. وأضاف أن نتنياهو اتفق مع هاليفي على اللقاء خلال الأيام المقبلة. ولم يتضمن البيان أي تعقيب على دعوات المعارضة لنتنياهو بالاستقالة أو تشكيل لجنة تحقيق رسمية في إخفاقات 7 أكتوبر.

من جانبه، استغل وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش الاستقالة لتجديد دعوته إلى استمرار الحرب "حتى تحقيق النصر الكامل". وقال سموتريتش عبر منصة "إكس": "انتقادي لفشل هاليفي في القضاء على قدرات حماس المدنية والسلطوية، ومسؤوليته عن إخفاق 7 أكتوبر، لا يقلل من الامتنان لمساهماته وإنجازاته"، وفق تعبيره. وتابع: "الفترة المقبلة ستشهد تغييرات في القيادة العسكرية العليا استعداداً لاستئناف الحرب حتى تحقيق النصر الكامل".

بدوره، رحب وزير الأمن القومي المتطرف المستقيل إيتمار بن غفير باستقالة هاليفي، قائلاً: "كانت استقالة رئيس الأركان متوقعة بغض النظر عن مسار الحرب". وأضاف عبر منصة "إكس": "أتوقع أن يتم تعيين رئيس أركان هجومي وقوي يمكننا من خلاله هزيمة حماس". وكان بن غفير استقال من الحكومة احتجاجاً على اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع "حماس". وسبق أن قدّم عدد من المسؤولين الإسرائيليين استقالاتهم على خلفية هذه الإخفاقات، أبرزهم رئيس شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي (أمان) أهارون حليفا.

(الأناضول، العربي الجديد)



إقرأ المزيد