العربي الجديد - 1/16/2025 4:05:35 PM - GMT (+3 )

الشيباني خلال مؤتمر في أنقرة، 15 يناير 2025 (الأناضول)
قال وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني، اليوم الخميس، إن الإدارة الجديدة في سورية ترغب في فتح صفحة جديدة بالعلاقات السياسية الخارجية، و"تريد أن يكون لدى سورية علاقات جيدة مع الدول المجاورة، لتعزيز مكانتها في المنطقة بشكل أكبر".
وبحسب ما أشار وزير الخارجية السوري، خلال حوار أجرته معه قناة TRT خبر التركية الحكومية، فإن "سورية تقع في منطقة استراتيجية للغاية، ولها أيضاً عمق داخل العالم العربي والإسلامي، وعلاقات جيدة مع تركيا، وهذا يمنحها بالمنطقة امتيازات معينة"، مبيناً أن نظام الأسد "قطع علاقاته السياسية مع الجميع، وأن سورية تريد أن تستعيد دورها في العالم العربي والعالم". وشدد قائلاً: "نريد فتح صفحة جديدة في العلاقات السياسية، وخصوصاً في السياسة الخارجية السورية"، موضحاً: "استقبلنا الوفود في دمشق، وقمنا بزيارات أيضاً، ونعتقد أنه ستكون هناك زيارات لبلدان أوروبية أخرى".
واعتبر الشيباني أن "الرئيس رجب طيب أردوغان وقف مع الشعب التركي في المكان الصحيح، مدافعاً عن القيم الإنسانية إلى جانب إرادة الشعب السوري، لأن الشعب أراد فقط الحرية والكرامة"، مثمناً موقف تركيا من الثورة السورية. وعن العلاقات المستقبلية بين سورية وتركيا، قال إنها "ستكون علاقات نوعية. العلاقات انقطعت في عهد بشار الأسد، ونريد أن تكون لدينا علاقات جيدة مع الدول المجاورة، وهذا من شأنه أن يعزز مكانتنا في المنطقة بشكل أكبر".
وكان الشيباني قد قال خلال مؤتمر يوم أمس مع نظيره التركي هاكان فيدان، إن سورية وتركيا "بدأتا تاريخاً جديداً، وستعملان معاً لدعم الأمن والاستقرار في المنطقة. القواسم المشتركة بين البلدين تدفع إلى العمل على تطوير العلاقات الثنائية باستمرار"، مشيراً إلى أن الإدارة الجديدة "تعمل على توحيد الجهود الخارجية والداخلية لبناء بلد يعتمد على المؤسسات تلتزم بأهداف تخدم الشعب السوري".
وبشأن الأوضاع في سورية عقب إسقاط نظام بشار الأسد، قال: "لقد زادت مسؤولياتنا بشكل كبير، فقد تعرض الشعب السوري للقمع لمدة 50 عاماً، تقع علينا مسؤوليات كبيرة، وسنعمل على إيصال السوريين إلى وضع أفضل، وإعادة هيكلة بما يتوافق مع رغبات الشعب السوري". وأكمل متحدثاً عن جهود الإدارة الجديدة: "منذ أكثر من خمسين عاماً لم يُسأل الشعب السوري عن نوع الدولة أو الحكومة التي يريدها، وفي إطار الحوار الوطني سيجتمع السوريون كافة ويعبرون عن مطالبهم. نريد أن يكون الشعب السوري شريكاً قوياً". وأوضح: "كنا ضحايا لنظام الأسد الذي حكم البلاد منذ خمسين عاماً. لا يمكن تقسيم سورية، لا جغرافيا، ولا عرقياً. من المؤكد أن سورية متنوعة. لا نريد أن تكون الإدارة تحت سيطرة مجموعة معينة. كان المجتمع السوري منقسماً ومجزّأً في عهد الأسد، نريد إصلاحه، ولا ينبغي أن يكون هناك أي تمييز فيه، وينبغي للجميع أن يتعاونوا لمساعدة الدولة (..) رأينا مدى خطورة الجرائم عندما تم اكتشاف المقابر الجماعية بعد سقوط النظام، يجب محاكمة نظام الأسد ومن ارتكب الجرائم، ونحن نعمل على هذا".
وبشأن اللاجئين وعودتهم، ذكر المسؤول السوري الرغبة "في تهيئة الظروف المناسبة حتى يتمكن اللاجئون السوريون في الخارج من العودة إلى البلاد". وفي ما يخص العقوبات الاقتصادية، قال: "إحدى المشاكل التي خلفها لنا النظام هي العقوبات الاقتصادية، واليوم نقول إنه لم يعد هناك حاجة لهذه العقوبات، نريد أن يتم رفعها بشكل كامل حتى يتمكن الناس من العيش في ظروف اقتصادية أفضل". وأكد أيضاً أن الإدارة الجديدة "ستتحرك بسرعة ضد الإرهاب. نعمل على مواجهة التهديدات، ونتوقع نتائج إيجابية، هاجمت إسرائيل قواعد ومناطق عسكرية، يجب علينا بالتأكيد الدفاع عن بلدنا وحماية الشعب السوري، نحن أيضاً في حالة تأهب ضد التهديدات الجديدة".
وكان الشيباني قد أكد يوم أمس خلال لقاء فيدان رفض الإدارة الجديدة لأي "تهديد" يستهدف تركيا من أراضيها، في إشارة إلى المقاتلين الأكراد في شمال سورية. ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن الشيباني قوله: "نرفض أن تكون سورية منطلقاً لأي تهديد للجوار التركي". وأوضح "نعمل على حل قضايا المنطقة الشرقية بالحوار والتفاوض، ونتوقع نتائج إيجابية ملموسة في القريب العاجل"، بحسب الوكالة. وتسيطر "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) على مساحات واسعة من شمال شرق سورية وشرقها. وتخضع هذه المناطق للإدارة الذاتية التي أنشأها الأكراد في بداية الحرب في سورية عام 2011.
ويجري وفد سوري ضم وزير الخارجية الشيباني، ووزير الدفاع مرهف أبو قصرة، ورئيس الاستخبارات أنس خطاب، زيارة لتركيا منذ أمس، إذ التقوا فيها الرئيس رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية هاكان فيدان، ووزير الدفاع يشار غولر، ورئيس الاستخبارات التركية إبراهيم كالن. وتعتبر تركيا من أوائل الدول التي اعترفت بالإدارة السورية الجديدة، وأقامت علاقات دبلوماسية معها عقب سقوط النظام، وكانت زيارات المسؤولين الأتراك هي الأرفع والأولى بعد 8 ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
إقرأ المزيد