يشهد القصر الرئاسي اللبناني حراكاً ولقاءات مكثفة عربية ودولية، إذ التقى الرئيس جوزاف عون اليوم الخميس، وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، والسفير القطري لدى لبنان الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، فيما يسود ترقب لزيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يوم غد الجمعة، وذلك في ثاني زيارة لرئيس دولة لبيروت منذ إتمام الاستحقاق الرئاسي، بعد زيارة الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس.

وأعلن الإليزيه الثلاثاء أن ماكرون يزور لبنان يوم الجمعة، لتأكيد التزام فرنسا الراسخ بدعم لبنان، وسيادته ووحدته، وسيهنئ الرئيس عون على انتخابه وكذلك الدبلوماسي نواف سلام على تكليفه تشكيل الحكومة.

وقال مصدر دبلوماسي فرنسي لـ"العربي الجديد"، إنّ "زيارة ماكرون لبيروت تؤكد مدى اهتمام فرنسا بلبنان، ووضعه ضمن الأولويات، خصوصاً أنها لعبت دوراً في مساعدة القوى السياسية على إنهاء الشغور في سدة الرئاسة الأولى الذي تجاوز فترة السنتين، سواء على صعيد موفدها الرئاسي جان إيف لودريان، وفي إطار اللجنة الخماسية التي تضمّ أيضاً قطر والسعودية وأميركا ومصر".

ويضيف المصدر: "نحن ننظر بتفاؤل كبير وإيجابية إلى التطورات السياسية الأخيرة في لبنان، إذ إن اكتمال عقد المؤسسات أمر أساسي لبناء الدولة ونهوضها والحفاظ على أمنها واستقرارها، وعلى الفرقاء السياسيين متابعة عملهم لتشكيل حكومة جديدة تتمتع أيضاً بالمواصفات اللازمة، لتقوم بالإصلاحات المطلوبة دولياً في مسار أساسي لتقديم الدعم إلى لبنان ومساعدته في تجاوز الأزمة الاقتصادية الحادة التي يمرّ بها منذ أكثر من أربع سنوات، إلى جانب قيامها بتنفيذ القرارات الدولية، وخصوصاً القرار 1701 والحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار، ولا سيما بعد انتهاء مهلة الستين يوماً".

ويشير المصدر إلى أنّ "ماكرون سيؤكد استمرار الدعم الفرنسي للبنان والقوى المسلحة اللبنانية التي عليها دور محوري في هذه الظروف الدقيقة للحفاظ على الأمن والاستقرار وتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، ما يحتم دعمها لتعزيز انتشارها في الجنوب، كذلك سيجري التطرق إلى ملف إعادة الإعمار على صعيد المناطق التي دمرت وتضررت إبان الحرب الأخيرة، وعمل لجنة مراقبة وقف إطلاق النار التي تشارك فيها فرنسا". ويلفت أيضاً إلى أن "فرنسا وشركاءها يتطلعون إلى مستقبل لبنان ويعتبرون أنه أمام فرصة تاريخية لبناء الدولة التي يطمح إليها الشعب اللبناني"، داعياً "جميع القوى السياسية إلى التعاون ووضع الخلافات جانباً لعدم تفويت هذه الفرصة".

وكان الرئيس اللبناني جوزاف عون قد بحث الثلاثاء مع السفير الفرنسي لدى لبنان هيرفيه ماغرو، الترتيبات المتعلقة بالزيارة التي يعتزم الرئيس ماكرون القيام بها للبنان الجمعة. وأكد السفير ماغرو أنّ الزيارة الرئاسية الفرنسية تؤكد عمق العلاقات اللبنانية – الفرنسية والاهتمام الذي يبديه الرئيس ماكرون بالوضع في لبنان، مشيراً إلى أنّ اللقاء تطرق إلى الوضع في الجنوب في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية وعمل لجنة مراقبة وقف إطلاق النار.

وزير الخارجية الأردني يلتقي عون: نقف إلى جانب لبنان وندعم جيشه

في غضون ذلك، عقد الرئيس اللبناني اليوم الخميس لقاءً مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي الذي أكد وقوف بلاده إلى جانب لبنان. وقال الصفدي بعد اللقاء: "نقف إلى جانب لبنان وأمنه واستقراره وسيادته بالمطلق، ونؤكد ضرورة التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار وأي اعتداءات على لبنان وسيادته وتهديد أمنه"، مضيفاً: "أعتقد أننا الآن بلحظة مهمة جداً حيث العالم كلّه يقف إلى جانب لبنان، سواء في المنطقة أو خارجها، ويدرك أهمية هذه اللحظة ليستعيد لبنان دوره الرائد والمتقدم في المنطقة، فهو ليس فقط واحة استقرار، بل أيضاً مركز حضاري ثقافي واقتصادي ونثق بالقيادة اللبنانية وقدرات الشعب اللبناني على استعادة لبنان دوره واستعادة بيروت كعاصمة حضارة واستقرار في المنطقة".

وأكد الوزير الأردني أيضاً "دعم المملكة للجيش اللبناني.. قدّمنا ما استطعنا من دعم في مرحلة سابقة وسنستمرّ بذلك". وحول المساهمة في إعادة الإعمار بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان، يقول الصفدي إن "الأردن سيقوم بدوره بالتأكيد في هذا المجال"، وبعد تشكيل الحكومة الجديدة سيبحث الوزراء المختصون في كيفية العمل لتفعيل التعاون الثنائي، متحدثًا عن بدء النقاش حول تزويد الأردن لبنان بالكهرباء.

دعوة قطرية إلى عون لزيارة قطر وتأكيد استمرار الدعم

كذلك، استقبل عون صباحاً السفير القطري لدى لبنان الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني الذي هنأه بانتخابه رئيساً للجمهورية وسلّمه رسالة من أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، كرّر فيها تهنئته بانتخابه، متمنياً أن يشهد عهده مرحلة جديدة يسودها الأمن والاستقرار والازدهار، ووجه إليه دعوة إلى زيارة قطر. وبعد اللقاء، قال السفير القطري: "أكدت أن قطر مستمرة في دعم الجيش اللبناني في العام 2025 ونحن لطالما كنّا السبّاقين في دعم لبنان في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية".