القضاء ينتصر للطبيب الفلسطيني غسان أبو ستة بخصوص حظر السفر
العربي الجديد -

غسان أبو ستة خلال فعالية في لندن، 13 أبريل 2024 (رشيد نشاطي اسليم/ الأناضول)

استطاع الطبيب الفلسطيني، غسان أبو ستة، الانتصار على قرار حظره من دخول الدول الأوروبية التي تعتمد تأشيرة شنغن الذي فرضته عليه ألمانيا في 12 إبريل/ نيسان الماضي لمدة عام كامل، ما حال دون مشاركته في فعاليات للإدلاء بشهادته بخصوص الحرب الإسرائيلية على غزة في كل من ألمانيا وفرنسا وهولندا. وذكر "المركز الدولي للعدالة للفلسطينيين"، في بيان أمس الثلاثاء، أن غسان أبو ستة "حقق انتصاراً كبيراً على السلطات الألمانية بعد طعنه أمام القضاء بشكل ناجح في قرار منعه من السفر لمنطقة شنغن".

وأضاف "المركز الدولي للعدالة للفلسطينيين" أن المحامي ألكسندر غوسكي هو من تولى الترافع في قضية غسان أبو ستة، بدعم من محامين من المركز و"المركز الأوروبي للدعم القضائي"، مشيراً إلى أنه بعد إبطال القضاء حظر السفر الألماني فإن أبو ستة بوسعه التنقل بحرية مجدداً في منطقة شنغن.

وحول ذلك، قال المحامي غوسكي: "هذا القرار هو نقطة تحول ذات دلالة كبيرة، بما أنه واجه محيطاً عدوانياً واجهه أمثال البروفيسور غسان من المدافعين عن حقوق الإنسان خلال الأشهر الأخيرة". وتابع: "إنه لمثير حقاً أننا وصلنا إلى هذا الحد. البروفيسور غسان اشتغل بدون كلل لمساعدة الفلسطينيين في غزة، في ظروف مأساوية جداً، ومع ذلك تعرض لمعاملة سيئة بعد عودته".

وكان أبو ستة قد توجه إلى قطاع غزّة في الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي مع بدء العدوان الإسرائيلي على غزة وقبل إغلاق معبر رفح، ليشارك بصفته طبيباً متطوعاً مدة 42 يوماً في مستشفى الشفاء والمستشفى الأهلي المعمداني، حيث نقل من هناك إلى العالم صورة وقائع هجوم جيش الاحتلال الإسرائيلي على القطاع الصحي، وتفاصيل حرب الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين، وهو مستمر بذلك منذ خروجه من غزة من خلال مشاركاته الإعلاميّة وفي محافل دولية عديدة.

منع غسان أبو ستة من دخول ألمانيا وفرنسا وهولندا

ومنعت السلطات الألمانية في 12 إبريل/ نيسان الماضي غسان أبو ستة من دخول برلين، بعد تحقيقات دامت أكثر من ثلاث ساعات، وذلك أثناء وصوله للمشاركة في مؤتمر لدعم القضية الفلسطينيّة تحت عنوان "مؤتمر فلسطين. سنحاكمكم"، الذي نظّمته مجموعة من الناشطين والحركات السياسية في ألمانيا، من ضمنهم ألمان وفلسطينيون ويهود معادون للصهيونية. والسبت 4 مايو/ أيار الجاري، أوقفت السلطات الفرنسية في مطار شارل ديغول غسان أبو ستة ومنعته من دخول أراضيها بموجب الحظر الألماني الذي اتضح له حينها أنه يسري على باقي الأراضي الأوروبية التي تعتمد تأشيرة شنغن.

كما منعت السلطات الهولندية، الخميس الماضي، الطبيب غسان أبو ستة من دخول أراضيها، من أجل إلقاء كلمة في جامعة أمستردام، والمشاركة في فعاليات تنظمها السفارة الفلسطينية ومؤسسة حظر انتشار الأسلحة الكيميائية بالأمم المتحدة، إلى جانب لقاءات أخرى. وقال الطبيب غسان أبو ستة، في تصريح لـ"العربي الجديد" آنذاك، إنه فوجئ بالمنع الألماني وتأثيره على دخوله إلى أراضي هولندا وباقي الدول الأوروبية التي تعتمد تأشيرة شنغن حتى إبريل/نيسان من العام المقبل. وأضاف: "هذا المنع الذي شمل دول الشنغن، يبرز بوضوح تواطؤ أوروبا مع إسرائيل على حساب الحق والعدالة، ورغم محاولات السفارة الفلسطينية للحصول على استثناء، جاء الرد الهولندي بالرفض، مما يجسد رفضاً صارماً للمطالب العادلة وصوت الحقيقة وإنصاف أهل غزة الذين يبادون".

غسان أبو ستة شاهد على الإبادة

وتُمثل تجربة الطبيب الفلسطيني غسان أبو ستة شهادة تاريخية على جرائم الإبادة الإسرائيلية في غزة، حيث وثّق، خلال تنقُّلاته بين مستشفيات القطاع، مشاهد النضال اليومي الذي تُقدِّمه الكوادر الطبّية في وجه آلة القتل الإسرائيلية، منذ الأيام الأولى للعُدوان وحتى مغادرته غزّة منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

وخلال مقابلة سابقة مع "العربي الجديد"، أكد الطبيب أبو ستة أن العدوان على قطاع غزّة ليس مجرد انتقام من شعب غزة، رداً على عملية "طوفان الأقصى"، بل جزء من سياسة ممنهجة يتعمد فيها الاحتلال الإسرائيلي محاولة تنفيذ تطهير ديمغرافي، وأن تلك المحاولة إذا نجحت، فإنها ستتمدد إلى الضفة الغربية والمثلث (مركز فلسطين التاريخية)، وصولاً إلى إنهاء القضية الفلسطينية.



إقرأ المزيد