الزمان - 12/30/2025 11:32:08 AM - GMT (+3 )
الرياض (السعودية) (أ ف ب) – وصفت السعودية الثلاثاء دعم الإمارات للانفصاليين في اليمن بأنه تهديد لأمنها الوطني، بعد ساعات من شنّ التحالف الذي تقوده الرياض غارات على مواقعهم.
وأعربت وزارة الخارجية السعودية في بيان عن أسفها لـ”دفع” الإمارات المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن “للقيام بعمليات عسكرية على حدود المملكة الجنوبية (..) تعد تهديدا للأمن الوطني” السعودي.
و أعلن رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن الثلاثاء حالة الطوارئ وألغى اتفاقا أمنيا مع دولة الإمارات بعد أن سيطر انفصاليون مدعومون منها على مساحات واسعة من الأراضي اليمنية.
وقال رئيس مجلس القيادة اليمني في بيان إنه قرر “إلغاء اتفاقية الدفاع المشترك مع دولة الإمارات العربية المتحدة”، فيما أصدر قرارا منفصلا بإعلان حالة الطوارئ “لمدة 90 يوما قابلة للتمديد”، وفرض “حظر جوي وبحري وبري على كافة الموانئ والمنافذ لمدة 72 ساعة”.
و أعلن التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن الثلاثاء أنّه نفذ “عملية عسكرية محدودة” استهدفت “أسلحة وعربات قتالية” آتية من الإمارات بميناء المكلا في محافظة حضرموت التي سيطر عليها أخيرا المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي المدعوم من الإمارات، في تصعيد للنزاع الجديد في البلد الغارق في حرب أهلية منذ أكثر من عقد.
وجاء ذلك بعيد إعلان التحالف أنه سينفذ “عملية عسكرية” داعيا المدنيين إلى إخلاء ميناء المكلا فورا، وبعدما هدّد السبت بضرب التحركات العسكرية للمجلس الانتقالي الانفصالي غداة اتهام الانتقالي له باستهداف مواقعه بغارات جوية.
وتسعى السعودية والإمارات للظهور بموقف موحد، رغم أن كلا منهما يدعم طرفا مختلفا في النزاع الأخير. وقد أرسلتا هذا الشهر وفدا مشتركا إلى المجلس الانتقالي لمطالبته بسحب قواته من حضرموت والمهرة، علما أن المجلس الانتقالي ممثل في الحكومة المدعومة من الرياض.
وأوردت وكالة الأنباء السعودية (واس) بيانا نقلا عن المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف اللواء تركي المالكي جاء فيه “استنادًا لطلب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني لقوات التحالف باتخاذ كافة التدابير العسكرية اللازمة لحماية المدنيين بمحافظتي حضرموت والمهرة … قامت قوات التحالف الجوية صباح اليوم بتنفيذ عملية عسكرية +محدودة+ استهدفت أسلحة وعربات قتالية أُفرغت من السفينتين بميناء المكلا”.
وأشار المالكي إلى أنّ السفينتين كانتا “قادمتين من ميناء الفجيرة إلى ميناء المكلا دون الحصول على التصاريح الرسمية”.
وأوضح اللواء المالكي أنّه “في يومي السبت والأحد تم دخول سفينتين قادمتين من ميناء الفجيرة إلى ميناء المكلا دون الحصول على التصاريح الرسمية من قيادة القوات المشتركة للتحالف”، وأضافت “قام طاقم السفينتين بتعطيل أنظمة التتبع الخاصة بالسفينتين وإنزال كمية كبيرة من الأسلحة والعربات القتالية لدعم قوات المجلس الانتقالي الجنوبي … مما يعد مخالفة صريحة لفرض التهدئة والوصول لحلٍ سلمي”.
وذكرت الوكالة السعودية على حسابها على منصة أكس نقلا عن التحالف أنّه “لا وجود لإصابات بشرية أو أضرار جانبية جراء عملية الاستهداف بميناء المكلا”.
وأفاد مسؤول في الميناء اليمني بتلقي اتصال تحذيري لإخلاء الميناء قبل دقائق من استهدافه واشتعال النيران به.
وقال المسؤول الذي تحدث شرطة عدم ذكر اسمه لأنه غير مخول التحدث للإعلام، لوكالة فرانس برس “في الساعة الرابعة فجرا تلقينا اتصالا باخلاء ميناء المكلا قبل ربع ساعة من الضربة”.
وتابع “تم الإخلاء والضربة حصلت بعدها بربع ساعة في ساحة ترابية في ساحة الميناء وإلى الآن النيران مشتعلة. لم نستطع إدخال سيارات الإطفاء خوفا من الانفجارات”.
وأغلقت السلطات الطريق إلى الميناء، بحسب صحافي في فرانس برس في المكلا.
وأوردت قناة عدن المستقلة التابعة للانفصاليين اليمنيين على منصة اكس “الطيران السعودي يشن غارات على ميناء المكلا بحضرموت”، مرفقة صورة لنيران مشتعلة في ما يبدو أنه الميناء.
– حرب داخل الحرب الأهلية –
ومطلع الشهر الجاري، أستولى المجلس الانتقالي، الشريك الرئيسي في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، على مساحات واسعة من الأراضي في محافظتي حضرموت والمُهرة المتاخمتين لكل من السعودية وسلطنة عُمان، خلال هجوم خاطف.
وقال إن العملية تهدف إلى طرد الإسلاميين ووقف عمليات التهريب لصالح المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، والذين يسيطرون على صنعاء ومناطق أخرى.
ورغم الضربة الجوية الجمعة ودعوات الانسحاب، كرر الانتقالي رفضه الانسحاب معلنا تمسكه بـ”استعادة حقوق” جنوب اليمن.
والجمعة، طالبت الحكومة المعترف بها دوليا التحالف العسكري بقيادة السعودية باتخاذ “التدابير العسكرية” لدعمه، ما دفع التحالف السبت إلى التهديد بضرب التحركات العسكرية للانفصاليين المدعومين من الإمارات.
وحذر اللواء المالكي السبت من أنّ “أي تحركات عسكرية (للمجلس الانتقالي)… سيتم التعامل المباشر معها في حينه”.
كما طالب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، وهو نجل العاهل السعودي الملك سلمان، المجلس الانتقالي الجنوبي” تغليب صوت العقل والحكمة” وخروج قواتهم من المحافظتين و”تسليمها سلميا” للسلطات.
ويبدو أن الانفصاليين المدعومين من الإمارات يسعون لإحياء دولة جنوب اليمن المستقلة سابقا، والتي كانت قائمة من عام 1967 حتى توحيده مع شمال اليمن عام 1990.
إقرأ المزيد


