الزمان - 12/30/2025 4:16:03 AM - GMT (+3 )
بالم بيتش، فلوريدا (الولايات المتحدة) (أ ف ب) – حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب إيران من ضربات جديدة إذا حاولت إعادة بناء برنامجها النووي، فيما قال إن حركة حماس ستدفع “ثمنا باهظا” إذا لم تتخل عن سلاحها، وذلك في إطار عرضه لجبهة موحدة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الاثنين.
واستقبل ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي في فلوريدا الإثنين لعقد محادثات تركز على المرحلة التالية لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وتطرّقت المحادثات أيضا إلى ملف إيران، وقد شدّد ترامب على أنه إذا أعادت طهران بناء منشآتها النووية فإن الولايات المتحدة “ستدمّرها”.
وقلّل ترامب من شأن تقارير تفيد بتوتر العلاقات بينه وبين نتانياهو، قائلا إن الأخير “قد يكون صعب المراس للغاية” لكن إسرائيل “لربما كانت ستزول” لولا قيادته بعد الهجوم الذي شنّته حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وقال لصحافيين “لستُ قلقا من أيّ شيء تفعله إسرائيل. أنا قلق مما يفعله الآخرون أو ربما لا يفعلونه. لكني لستُ قلقا. لقد التزموا (الإسرائيليون) بالخطة”.
وجدّد ترامب دعوته لتخلي حماس عن السلاح في إطار المرحلة التالية من وقف إطلاق النار الساري في غزة منذ تشرين الأول/أكتوبر، بعدما شدّدت كتائب عز الدين القيام، الجناح المسلّح للحركة الفلسطينية، على تمسّكها بأسلحتها.
وحذّر حماس الاثنين من أنها ستدفع “ثمنا باهظا” إذا لم تتخل سريعا عن سلاحها في إطار صفقة غزة وقال “إذا لم يتخلوا عن سلاحهم، وهو ما وافقوا عليه، فسيتعين عليهم أن يدفعوا ثمنا باهظا”.
وأضاف “عليهم أن يتخلوا عن سلاحهم خلال فترة زمنية وجيزة نسبيا”.
من جهته، قال نتانياهو إن الاجتماع كان “مثمرا للغاية” وأعلن أن إسرائيل ستمنح ترامب أعلى وسام مدني لديها، وهي المرة الأولى التي يمنح فيها هذا الوسام لمواطن غير إسرائيلي.
وتفيد تقارير بأن ترامب يسعى للإعلان في موعد أقربه كانون الثاني/يناير، عن حكومة تكنوقراط فلسطينية في غزة ونشر قوة دولية لحفظ الاستقرار.
ويأتي الاجتماع في منتجع ترامب، مارالاغو، في فلوريدا، وهو الخامس بين الزعيمين الذي تستضيفه الولايات المتحدة هذا العام، في وقت يشعر بعض المسؤولين في البيت الأبيض بالقلق مما يعتبرونها مماطلة من قبل حماس وإسرائيل في تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.
– هدنة هشة –
تأتي زيارة نتانياهو بعد أيام من النشاط الدبلوماسي الكثيف في فلوريدا حيث استضاف ترامب نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأحد لإجراء محادثات بشأن وضع حد للغزو الروسي.
واعتُبر وقف إطلاق النار في غزة في تشرين الأول/أكتوبر من بين أبرز إنجازات ترامب خلال عامه الأول منذ عاد إلى السلطة، لكن إدارته والوسطاء الإقليميين يسعون للمحافظة على الزخم.
نصّت المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة على إطلاق حماس سراح جميع الرهائن المتبقين، الأحياء منهم والأموات، الذين خطفوا في هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 على الدولة العبرية. أعادت الحركة حتى اللحظة جميع الرهائن الأحياء ورفات جميع الأموات باستثناء واحد.
وأما المرحلة الثانية، فتنص على انسحاب إسرائيل من مواقعها في غزة بينما يتعيّن على حماس إلقاء السلاح، وهي مسألة رئيسية عالقة بالنسبة للحركة الإسلامية.
في الأثناء، يتعيّن أن تحكم سلطة موقتة القطاع الفلسطيني مع انتشار قوة الاستقرار الدولية.
لكن الطرفين تبادلا الاتهامات بخرق اتفاق وقف إطلاق النار.
في رسالة بالفيديو، أعادت كتائب عزالدين القسّام التأكيد الاثنين على أن “شعبنا يدافع عن نفسه ولن يتخلى عن سلاحه طالما بقي الاحتلال”.
– “عواقب أشد” –
وذكر موقع “أكسيوس” الإخباري الجمعة أن ترامب يسعى لعقد أول اجتماع لـ”مجلس السلام” في غزة والذي سيرأسه أثناء منتدى دافوس في سويسرا في كانون الثاني/يناير.
لكنه لفت إلى أن مسؤولين كبارا في البيت الأبيض يشعرون باستياء متزايد مما يعتبرونها محاولات نتانياهو لتعطيل عملية السلام.
وتفيد تقارير بتزايد التباين بين الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية بشأن العديد من القضايا الرئيسية، بما في ذلك مواصلة إسرائيل ضرباتها ضد حماس في غزة، وحزب الله في لبنان، وفي سوريا.
عبّر مسؤولون إسرائيليون ووسائل إعلام خلال الأشهر الأخيرة عن مخاوف من أن إيران تعيد بناء ترسانة صواريخها البالستية بعد الهجمات التي تعرّضت لها أثناء الحرب التي استمرت 12 يوما مع إسرائيل في حزيران/يونيو.
وقال ترامب للصحافيين الإثنين إنه يعتقد أن طهران تريد إبرام اتفاق، لكنّه حذر من أنها ستواجه هجمات أميركية جديدة على منشآتها النووية “سريعا” إذا حاولت إعادة بناء برنامجها.
ونددت إيران الاثنين بالتقارير التي اعتبرتها “عملية نفسية” ضد طهران، مشددة على استعدادها الكامل للدفاع عن نفسها، فيما حذّرت من أن أي هجوم جديد عليها سيحمل “عواقب أشد” بالنسبة لإسرائيل.
إلى ذلك، أعرب ترامب عن أمله بأن يتوصّل نتانياهو إلى “تفاهم” مع الرئيس السوري أحمد الشرع الذي أطاح تحالف فصائل مسلّحة بقيادته الرئيس المخلوع بشار الأسد في الثامن من كانون الأول/ديسمبر 2024.
إقرأ المزيد


