مواطنان‭ ‬سوريان
الزمان -

فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام

تسلل‭ ‬أحمد‭ ‬الأحمد،‭ ‬المواطن‭ ‬السوري‭ ‬التي‭ ‬يعيش‭ ‬في‭ ‬استراليا،‭ ‬بين‭ ‬السيارات‭ ‬واستمكن‭ ‬مكان‭ ‬الإرهابي‭ ‬الذي‭ ‬حصد‭ ‬خمسة‭ ‬عشر‭ ‬شخصا‭ ‬من‭ ‬المحتفلين‭ ‬بعيد‭ ‬الانوار‭ ‬اليهودي،‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬جرى‭ ‬والاحمد‭ ‬رجل‭ ‬اعزل‭ ‬يواجه‭ ‬مسلحا‭ ‬محميا‭ ‬بمسلح‭ ‬اخر‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬مرتفع‭ ‬استطاع‭ ‬النيل‭ ‬من‭ ‬الأحمد‭ ‬بطلقات‭ ‬من‭ ‬بعيد‭ ‬استقرت‭ ‬في‭ ‬كتفه‭ ‬ويده‭. ‬لولا‭ ‬قيام‭ ‬الأحمد‭ ‬بهذا‭ ‬العمل‭ ‬البطولي‭ ‬لكان‭ ‬عدد‭ ‬القتلى‭ ‬بعدد‭ ‬الرصاصات‭ ‬التي‭ ‬يجملها‭ ‬الارهابيان‭.‬

‭ ‬هذا‭ ‬النموذج‭ ‬العربي‭ ‬والمسلم‭ ‬ليس‭ ‬الوحيد‭ ‬في‭ ‬الغرب‭ ‬فقد‭ ‬قام‭ ‬مواطن‭ ‬بريطاني‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬جزائري‭ ‬بالتصدي‭ ‬لقاتل‭ ‬في‭ ‬قطار‭ ‬قبل‭ ‬أسابيع‭ ‬ببريطانيا‭ ‬وتضرج‭ ‬بدمائه‭ ‬لكنه‭ ‬أوقف‭ ‬مذبحة‭ ‬كبيرة‭. ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬انّ‭ ‬هذه‭ ‬صور‭ ‬مشرقة‭ ‬للعرب‭ ‬والمسلمين‭ ‬الذي‭ ‬يعيشون‭ ‬مندمجين‭ ‬في‭ ‬مجتمعات‭ ‬غربية‭ ‬مخلصين‭ ‬للقيم‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬هم‭ ‬في‭ ‬الأساس‭ ‬نهج‭ ‬العروبة‭ ‬والإسلام،‭ ‬وما‭ ‬التطرف‭ ‬الا‭ ‬صناعة‭ ‬مصالح‭ ‬خبيثة‭ ‬اشترك‭ ‬فيها‭ ‬الشرق‭ ‬والغرب‭ ‬لإنتاج‭ ‬كائنات‭ ‬تحقق‭ ‬أهدافهم‭ ‬او‭ ‬تسهل‭ ‬تنفيذها‭ ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬الازمات‭ ‬الدولية‭.‬

دائما‭ ‬الأمثلة‭ ‬المشرقة‭ ‬يطويها‭ ‬النسيان‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬تسيطر‭ ‬عليه‭ ‬آلات‭ ‬إعلامية‭ ‬تصب‭ ‬في‭ ‬صالح‭ ‬من‭ ‬يمولها‭ ‬ومن‭ ‬يملك‭ ‬زمان‭ ‬الأمور‭ ‬والمصالح‭.‬

الجهات‭ ‬السورية‭ ‬الرسمية،‭ ‬الإعلامية‭ ‬او‭ ‬السياسية،‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬مقبولة‭ ‬في‭ ‬التفاعل‭ ‬مع‭ ‬الحدث‭ ‬الخارجي،‭ ‬إذ‭ ‬يبدو‭ ‬انها‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تراوح‭ ‬في‭ ‬اطر‭ ‬تقليدية‭ ‬وينقصها‭ ‬خبرات‭ ‬الإفادة‭ ‬من‭ ‬بطولة‭ ‬هذا‭ ‬المواطن‭ ‬السوري‭ ‬الذي‭ ‬أنقذ‭ ‬بقية‭ ‬اليهود‭ ‬المحتفلين،‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬انتمائه‭ ‬فهو‭ ‬سوري‭ ‬أولاً‭ ‬وآخراً،‭ ‬وعدم‭ ‬توظيف‭ ‬الواقعة‭ ‬لتواجه‭ ‬سياق‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬تدمر‭ ‬حين‭ ‬قام‭ ‬مواطن‭ ‬سوري‭ ‬اخر‭ ‬ينتمي‭ ‬لتنظيم‭ ‬متطرف‭ ‬بإطلاق‭ ‬النار‭ ‬على‭ ‬الدورية‭ ‬السورية‭ ‬الامريكية‭ ‬المشتركة‭ ‬وقتل‭ ‬ثلاثة‭ ‬أمريكيين،‭ ‬ووضع‭ ‬الحكومة‭ ‬السورية‭ ‬في‭ ‬موقف‭ ‬محرج‭.‬

هناك‭ ‬أزمة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬الاعلام‭ ‬العربي‭ ‬الخارجي،‭ ‬لعله‭ ‬اعلام‭ ‬غير‭ ‬معني‭ ‬بأي‭ ‬ظاهرة‭ ‬عربية‭ ‬إسلامية‭ ‬إيجابية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الغربي،‭ ‬ما‭ ‬دامت‭ ‬غير‭ ‬مرتبطة‭ ‬بالأنظمة‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬العواصم‭ ‬العربية‭.‬

انهما‭ ‬مواطنان‭ ‬سوريان‭ ‬،‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬استراليا‭ ‬حاملا‭ ‬مشعل‭ ‬التضحية‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬الإنسانية‭ ‬،‭ ‬والثاني‭ ‬في‭ ‬تدمر‭ ‬لايزال‭ ‬يلعب‭ ‬لعبة‭ ‬التطرف‭ ‬المكشوفة‭. ‬

fatihabdulsalam@hotmail.com

رئيس‭ ‬التحرير‭-‬الطبعة‭ ‬الدولية



إقرأ المزيد