الزمان - 12/16/2025 12:58:26 AM - GMT (+3 )
فاتح عبد السلام
تسلل أحمد الأحمد، المواطن السوري التي يعيش في استراليا، بين السيارات واستمكن مكان الإرهابي الذي حصد خمسة عشر شخصا من المحتفلين بعيد الانوار اليهودي، كل ذلك جرى والاحمد رجل اعزل يواجه مسلحا محميا بمسلح اخر في مكان مرتفع استطاع النيل من الأحمد بطلقات من بعيد استقرت في كتفه ويده. لولا قيام الأحمد بهذا العمل البطولي لكان عدد القتلى بعدد الرصاصات التي يجملها الارهابيان.
هذا النموذج العربي والمسلم ليس الوحيد في الغرب فقد قام مواطن بريطاني من أصل جزائري بالتصدي لقاتل في قطار قبل أسابيع ببريطانيا وتضرج بدمائه لكنه أوقف مذبحة كبيرة. بلا شك انّ هذه صور مشرقة للعرب والمسلمين الذي يعيشون مندمجين في مجتمعات غربية مخلصين للقيم الإنسانية التي هم في الأساس نهج العروبة والإسلام، وما التطرف الا صناعة مصالح خبيثة اشترك فيها الشرق والغرب لإنتاج كائنات تحقق أهدافهم او تسهل تنفيذها لاسيما في أوقات الازمات الدولية.
دائما الأمثلة المشرقة يطويها النسيان في عالم تسيطر عليه آلات إعلامية تصب في صالح من يمولها ومن يملك زمان الأمور والمصالح.
الجهات السورية الرسمية، الإعلامية او السياسية، لم تكن على درجة مقبولة في التفاعل مع الحدث الخارجي، إذ يبدو انها لا تزال تراوح في اطر تقليدية وينقصها خبرات الإفادة من بطولة هذا المواطن السوري الذي أنقذ بقية اليهود المحتفلين، بغض النظر عن انتمائه فهو سوري أولاً وآخراً، وعدم توظيف الواقعة لتواجه سياق ما حدث في مدينة تدمر حين قام مواطن سوري اخر ينتمي لتنظيم متطرف بإطلاق النار على الدورية السورية الامريكية المشتركة وقتل ثلاثة أمريكيين، ووضع الحكومة السورية في موقف محرج.
هناك أزمة كبيرة في الاعلام العربي الخارجي، لعله اعلام غير معني بأي ظاهرة عربية إسلامية إيجابية في العالم الغربي، ما دامت غير مرتبطة بالأنظمة السياسية في العواصم العربية.
انهما مواطنان سوريان ، الأول في استراليا حاملا مشعل التضحية في سبيل الإنسانية ، والثاني في تدمر لايزال يلعب لعبة التطرف المكشوفة.
رئيس التحرير-الطبعة الدولية
إقرأ المزيد


